إيلون ماسك شارك في اتصال هاتفي بين ترمب وزيلينسكي
قال مصدران لموقع “أكسيوس” الإخباري، الجمعة، إن الملياردير الأميركي إيلون ماسك شارك في اتصال هاتفي بين الرئيس المنتخب دونالد ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء الماضي، مشيرين إلى أن الأخير “اطمأن إلى حد ما بما سمعه من ترمب”.
واعتبر الموقع الأميركي أن مشاركة ماسك في الاتصال تشير إلى مقدار تأثير الملياردير الأميركي على إدارة ترمب المقبلة، لافتاً إلى “غموض” يكتنف نهج الرئيس المنتخب مع كييف.
وكثيراً ما تباهى ترمب، بأنه يمكنه التفاوض على اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا في غضون 24 ساعة، إذا تم انتخابه، حتى قبل توليه منصبه، لكنه رفض مراراً أن يحدد علناً كيفية تسوية حرب تدور رحاها منذ أكثر من عامين، وأودت بحياة عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين.
وأشارت مصادر لـ”أكسيوس”، إلى أن المحادثات الخاصة التي أجراها ترمب وفريقه مع زيلينسكي ومستشاريه، الأربعاء الماضي وأيضاً خلال الشهرين الماضيين، كانت “مطمئنةً للأوكرانيين”.
وذكر مصدر أن زيلينسكي اعتبر أن “الاتصال الذي جاء بعد وقت قصير من فوز ترمب بالانتخابات إشارة إيجابية”، فيما لم يتحدث الرئيس المنتخب بعد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي أعرب، الخميس، عن استعداده للحوار مع ترمب.
وأوضحت مصادر مطلعه على الاتصال الذي “استمر قرابة 25 دقيقة”، أن زيلينسكي هنأ ترمب بالفوز بالانتخابات، فيما أكد الأخير أنه “سيدعم أوكرانيا”، لكنه لم يدخل في التفاصيل.
وأشارت المصادر إلى أن “زيلينسكي شعر أن المكالمة سارت على ما يرام، وأنها لم تزد من قلقه بعد فوز الرئيس الجمهوري بالانتخابات”، كما ذكر مصدر أن الاتصال “لم يجعل الرئيس الأوكراني محبطاً”.
“إنترنت ستارلينك”
ولفت مصدران لـ”أكسيوس”، إلى أن “ماسك قال خلال الاتصال إنه سيواصل دعم أوكرانيا بتوفير خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية (ستارلينك)” التابعة لشركة “سبيس إكس” والمملوكة لماسك.
وتزود شركة “سبيس إكس” أوكرانيا وجيشها بخدمة “إنترنت ستارلينك”، وهي شبكة آخذة في التنامي وتشمل أكثر من 4 آلاف قمر اصطناعي في مدار قريب من كوكب الأرض، وذلك منذ بداية الحرب في 2022.
وسبق أن سخر ماسك من طلبات زيلينسكي للحصول على مساعدات أميركية، في المقابل انتقد الرئيس الأوكراني الملياردير الأميركي لاقتراحه عام 2022 خطة سلام مع روسيا.
ولم يتعمق ترمب مع زيلينسكي خلال الاتصال بالحديث عن الجوانب السياسية مثل خطة الرئيس المنتخب لإنهاء الحرب، أو مدى إمكانية تقديم واشنطن مزيداً من المساعدات لكييف، بحسب مصدرين.
وكان زيلينسكي التقى ترمب في سبتمبر الماضي بمدينة نيويورك، حيث بحث الجانبان حينها “الحرب مع روسيا”، و”المسار الدبلوماسي المحتمل لإنهائها”، وفقاً لـ”أكسيوس” الذي نقل عن 3 مصادر أن الرئيس المنتخب أبلغ زيلينسكي أنه “لن يتخلى عن أوكرانيا، لكنه يريد إعطاء الدبلوماسية فرصة”.
وبحسب مصدر مطلع، قال ترمب خلال الاجتماع: “أعدك بأنك ستكون سعيداً بي”.
وكان من بين الحاضرين في الاجتماع حينها السفير الأميركي السابق لدى ألمانيا ريتشارد جرينيل، وهو مرشح محتمل في إدارة ترمب الجديدة إما لمنصب وزير الخارجية أو منصب آخر، بحسب الموقع.
وأوضح مصدر مطلع على المحادثات أن “زيلينسكي ومساعدوه لم يسمعوا من ترمب وفريقه ما يثير القلق أو يجعلنا نشعر بأن أوكرانيا هي من ستدفع الثمن”.
وعلى الرغم من قلقهم إزاء محادثات السلام المحتملة مع روسيا، يرى الأوكرانيون بعض الإيجابيات في ذلك مثل أهمية تحقيق اختراق في ظل استمرار “الوضع الراهن السلبي”، بحسب مصدر مطلع على مناقشات الحكومة الأوكرانية.
وتوقعت 3 مصادر مطلعة على تقييمات الحكومة الأوكرانية، أن “توافق كييف على المشاركة في محادثات السلام”، لكنهم أشاروا إلى أن “بوتين إما سيرفض المحادثات أو يتبنى خطوات تجعلها محكومة بالفشل”.
وكان الرئيس الأوكراني قال على منصة “إكس”، الأربعاء الماضي، إنه تحدث مع ترمب عقب فوزه في الانتخابات، مضيفاً: “اتفقنا على مواصلة حوار وثيق وتعزيز تعاوننا. القيادة الأميركية القوية أمر حيوي للعالم وللسلام العادل”.