أدلت ابنة السيدة الفرنسية الأولى بريجيت ماكرون بشهادتها أمام محكمة في باريس، الثلاثاء، مشيرة إلى أن والدتها تعاني الآن من “قلق عميق” بسبب مزاعم كاذبة بشأن جنسها.

وقالت تيفين أوزيير (41 عاماً) للمحكمة: “لا يمر أسبوع دون أن يذكرها أحد بهذا الأمر. لا يمكنها تجاهل كل الأشياء البشعة التي يقولها الناس عنها”.

وكانت أوزيير الشاهدة الوحيدة في محاكمة استمرت يومين شملت 10 أشخاص متهمين بالتنمر الإلكتروني على السيدة الفرنسية الأولى عبر نشر رسائل على منصة “إكس” تروّج لنظريات مؤامرة. 

وتضمنت الادعاءات أن والدتها وُلدت ذكراً، أو أنها متحولة جنسياً، أو أنها وُلدت باسم شقيقها جان ميشيل ترونييه قبل أن تتخذ هوية جديدة، وهي مزاعم بدأت من موقع فرنسي محلي يدعى Faits et Documents.

وأفادت أوزيير بأن هذه النظريات جعلت من المستحيل على والدتها أن تعيش “حياة طبيعية”، وعندما سُئلت عن خالها جان ميشيل، قالت إنها رأته “قبل بضعة أشهر” وأنه “بخير تام”.

شملت قائمة المتهمين 8 رجال وامرأتين تتراوح أعمارهم بين الأربعينيات والستينيات، يمثلون طيفاً اجتماعياً متنوعاً من المجتمع الفرنسي، من مهندس حاسوب ميسور الحال يعمل في سويسرا إلى رجل معاق يقضي معظم وقته على “إكس”، ووسيطة روحانية مثقلة بالديون، ونائب عمدة هادئ من بلدة ريفية.

وتنوّعت الرسائل التي قُرئت في المحكمة بين نكات فظة عن هوية بريجيت ماكرون الجندرية، ونظريات مؤامرة عن تستر إعلامي، وسخرية من فارق العمر البالغ 24 عاماً بينها وبين الرئيس الفرنسي.

تنمر وضغوط

ودافع معظم المتهمين عن أنفسهم بحجة حرية التعبير مستشهدين بإرث صحيفة “شارلي إيبدو” الساخرة، المعروفة برسومها الاستفزازية وتحديها بعد الهجوم الإرهابي عام 2015 الذي أودى بحياة 12 شخصاً.

وقالت أوزيير إن انتشار الشائعات دفع والدتها لتغيير سلوكها، وأصبحت تقلق باستمرار من أن طريقة لباسها أو مظهرها قد تُستخدم ضدها من قبل منظّري المؤامرة.

وأضافت أن والدتها أصبحت قلقة أيضاً على أحفادها السبعة خوفاً من تعرضهم للتنمر في المدرسة.

وخلال المحاكمة، كان تأثير الناشطة الأميركية اليمينية كانديس أوينز واضحاً بشدة، رغم أنها ليست ضمن المتهمين. فقد شارك عدة متهمين فيديوهات عن ماكرون من أوينز، أو قالوا إنهم تأثروا بمحتواها.

وخلال الجلسة، حاول أوريليان بويرسون-أتلان، الذي يُعتبر من العناصر الرئيسة في نشر الشائعة، إلقاء اللوم على أوينز. وقال إن حسابه على “إكس” باسم ZoeSagan، الذي كان يضم مئات الآلاف من المتابعين قبل تعليقه الصيف الماضي، جعله يشعر بأنه “يُستخدم كبديل للسيدة أوينز”. وأحد منشوراته المذكورة في القضية كان ترجمة لتغريدة من أوينز نفسها.

وتبلغ بريجيت ماكرون 72 عاماً، وقد التقت زوجها الحالي إيمانويل ماكرون عندما كان طالبها المراهق في مدرسة خاصة بمدينة أميان، الواقعة شمال باريس. وجاء في الدعوى التي رفعها الزوجان ماكرون أن “العلاقة بين السيدة ماكرون والرئيس ماكرون بقيت دائماً ضمن حدود القانون”.

وتتضمن الدعوى صوراً لبريجيت وهي طفلة، وكذلك صوراً من زواجها الأول عام 1974.

شاركها.