في توقيت لا يخلو من الدلالة، حطّ وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، الرحال في تونس، بينما تسير الاستعدادات على قدم وساق لانطلاق “أسطول الصمود” من السواحل التونسية نحو قطاع غزة، في محاولة رمزية لكسر الحصار المفروض منذ سنوات.
الزيارة التي وُصفت رسميًا بأنها “للتشاور وتعزيز العلاقات الثنائية”، تطرح أكثر من علامة استفهام في الشارع التونسي والعربي، خصوصًا وأنها تأتي في ظل تعبئة شعبية وتنسيق دولي لدعم القضية الفلسطينية عبر هذا التحرك البحري.
فهل جاءت السعودية للتنسيق أم للعرقلة؟
وهل تسعى الرياض، التي يُنظر إلى سياستها الخارجية على أنها تتحرك ضمن رؤية ولي العهد محمد بن سلمان، إلى فرملة الأسطول قبل أن يغادر الموانئ التونسية؟
التحرك السعودي، حتى وإن بدا دبلوماسيًا، يضع تونس أمام اختبار حقيقي: بين علاقاتها الرسمية مع الرياض، وضغط الشارع المتعاطف مع غزة، والذي يرى في الأسطول خطوة رمزية مهمة لكسر الحصار.
الساعات القادمة قد تحمل أجوبة أكثر وضوحًا، لكن الواضح أن المتوسط لم يعد فقط مسرحًا للعبور، بل ساحة لصراع الإرادات.