اتحاد كرة القدم يستأنف الدوري بنظام جديد

– هاني كرزي
بعد تحديد الاتحاد الرياضي العام 10 من نيسان الحالي موعدًا لاستئناف الدوري السوري لكرة القدم، عقب توقفه لأكثر من خمسة أشهر، قرر اتحاد الكرة تأجيل انطلاق الدوري مجددًا، ما أثار تساؤلات حول أسباب التأجيل وكيف سيكون شكل الدوري، ليعود، في 12 من نيسان، ويؤكد انطلاق الدوري في 21 من أيار المقبل.
بعد اندلاع معركة “ردع العدوان” في 27 من تشرين الثاني 2024، أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم التابع للنظام المخلوع، تأجيل الدوري السوري الممتاز حتى إشعار آخر.
ونشر الاتحاد السوري عبر حسابه على “فيس بوك”، في 4 من كانون الأول 2024، تعميمًا يقضي بتأجيل الدوري السوري الممتاز حتى إشعار آخر، بناء على الكتب الواردة من أغلبية أندية الدوري الممتاز لفئة الرجال، دون أن يحدد موعد استئنافه.
تأجيل لأسباب أمنية
الدوري السوري توقف بعد مضي خمس جولات على انطلاقه، وفي منتصف شباط الماضي، أعلن الاتحاد الرياضي الجديد استئناف الدوري في 10 من نيسان، لكن الدوري لم ينطلق في موعده المحدد وجرى تأجيله مجددًا.
وقال عضو اللجنة الاستشارية في اتحاد كرة القدم يوسف الربيع الحسن، ل، إنه جرى تأجيل الدوري بسبب الظروف الأمنية التي شهدها الساحل السوري، في آذار الماضي، ما أثّر على تحضيرات الأندية.
في 6 من آذار الماضي، شنت فلول النظام السابق هجمات طالت أرتالًا لقوات الأمن العام الحكومية ومرافق حيوية لمحاولة الانقلاب على الوضع القائم، ما نتج عنه حملة عسكرية استمرت لأيام في مناطق الساحل، تخللتها انتهاكات بحق مدنيين وعدت الحكومة بالمحاسبة عليها، وأنشأت لجنة لتقصي الحقائق حول أحداث الساحل.
دوري بلا جولات إياب
قبيل سقوط نظام الأسد، توقف الدوري عند المرحلة الخامسة، حيث كان نادي الكرامة يتصدر جدول الترتيب برصيد 13 نقطة، وجاره الوثبة في المركز الثاني بـ8 نقاط، بينما يتذيل نادي الوحدة الدمشقي ترتيب الدوري السوري بلا نقاط.
وقال يوسف الربيع الحسن، إنه سيتم الاجتماع مع أندية الدرجتين الممتازة والأولى في 12 و13 من نيسان الحالي، بينما سيكون هناك اجتماع آخر في 19 من الشهر نفسه مع أندية الشمال السوري، مشيرًا إلى أن تلك الاجتماعات ستكون لتحديد شكل الدوري، حيث توجد عدة مقترحات من اتحاد كرة القدم حول كيفية استئناف الدوري، وسيتم مناقشتها مع مسؤولي الأندية السورية.
وأضاف الكابتن يوسف، وهو لاعب دولي سابق، أن المقترح الأقرب للتطبيق، سيكون عبر إقامة ما تبقى من مباريات الدوري على ملاعب محايدة، أي أن الأندية لن تلعب على أرضها بنظام الذهاب والإياب، بل سيُستأنف الدوري بنظام جولات من مرحلة واحدة (ذهاب فقط)، مشيرًا إلى أن أصحاب المراكز الأربعة الأولى في نهاية الدوري سيلعبون ضمن نظام “بلاي أوف” لتحديد البطل.
وأشار الكابتن يوسف إلى أن الدوري سيقام في الملاعب الأكثر جاهزية في سوريا، لذلك ستتم إقامة المباريات ضمن ثلاثة ملاعب، هي “الفيحاء” بدمشق، و”الحمدانية” بحلب، و”إدلب البلدي”.
تأكيد من الاتحاد.. نظام من مرحلة واحدة
في 12 من نيسان الحالي، قرر اتحاد كرة القدم استئناف منافسات الدوري العام لموسم 2024-2025 في 21 من أيار المقبل، وفق نظام جديد (من مرحلة واحدة) بحيث تستكمل الأندية مبارياتها في مرحلة الذهاب، على أن تلعب جميع المباريات في أرض محايدة (باستثناء أندية المدينة الواحدة).
القرار جاء خلال اجتماع اتحاد الكرة مع ممثلي أندية الدرجة الممتازة والذي ضم أعضاء اللجنة الاستشارية في الاتحاد ورؤساء الأقسام، وبحضور مدير الألعاب الجماعية في وزارة الرياضة والشباب، فراس تيت.
ومع نهاية مرحلة الذهاب، تتنافس الأندية الأربعة الأولى في جدول الترتيب على لقب بطولة الدوري في بطولة مصغرة تجري في دمشق بنظام الدوري من مرحلة وحدة، مع حصول الأندية على نقاط تمايز بحسب موقعها في جدول الترتيب.
وتقرر إلغاء بطولة الدوري السوري لفئة الأولمبي مع زيادة عدد اللاعبين المسموح تسجيلهم في أندية الرجال إلى 33 لاعبًا، في حين تستمر إقامة منافسات دوري الشباب والفئات العمرية الأخرى بنظام التجمع في المحافظات، وذلك لمراعاة ظروف الأندية وضغط النفقات.
ثلاثة دوريات
عقب سقوط النظام السوري، وجد القائمون على اتحاد كرة القدم أنفسهم أمام معضلة، تتمثل في وجود ثلاثة دوريات محلية، وبالتالي يجب إيجاد آلية مثالية لدمجها في دوري واحد.
كان يوجد دوري محلي في مناطق سيطرة النظام المخلوع، إضافة إلى دوري يضم أندية من إدلب وريف حلب الغربي ومن مهجري عدة محافظات، أما الدوري الثالث فيضم أندية من ريفي حلب الشمالي والشرقي.
يضم الدوري السوري الذي كان ينشط في مناطق النظام السوري المخلوع 12 ناديًا هي: الفتوة، الوحدة، الكرامة، حطين، الجيش، الطليعة، الشعلة، جبلة، تشرين، الوثبة، أهلي حلب، الشرطة.
كما يضم دوري ريف حلب 12 ناديًا هي: الرواد، الميادين، صقور الفرات، الفتوة، الباب، مارع، اعزاز، قباسين، تل رفعت، بزاعة، أهلي السفيرة، أهلي عفرين.
ويتصدر نادي الرواد دوري ريف حلب بـ19 نقطة، يليه الميادين بـ14 نقطة، بينما يتذيل أهلي عفرين الترتيب بنقطة واحدة بعد مضي سبع جولات.
أما دوري إدلب فيضم عشرة أندية هي: أمية، حمص العدية، خان شيخون، عندان، تفتناز، سرمدا، أريحا، جبل الزاوية، القادسية، كللي.
ويتصدر نادي خان شيخون دوري إدلب بـ20 نقطة، يليه أمية في المركز الثاني بذات النقاط لكن يتخلف بفارق الأهداف، بينما يتذيل نادي كللي الترتيب بأربع نقاط بعد مضي تسع جولات.
وقال الصحفي الرياضي أنس عمو، إن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يعترف بوجود دوري واحد فقط، وهو الدوري الذي كان قائمًا في مناطق النظام السوري المخلوع، أما الدوريان القائمان في الشمال السوري فغير معترف بهما من قبل “فيفا”، “وهنا نحن أمام معضلة لدمج الدوريات الثلاثة في دوري واحد، حيث يجب عقد جمعية عمومية بحضور جميع الأندية لتحديد شكل الدوري”.
وأكد عمو ل، أن التغيير لا يمكن إجراؤه هذا الموسم، طالما أن الدوري قد بدأ، لذا يمكن للدوري السوري الرسمي أن يُكمل البطولة لنهاية الموسم، والحال نفسه بالنسبة للدوريين في الشمال السوري، ولكن المباريات فيهما ستكون بمثابة مواجهات ودية استعدادية.
ولفت عمو إلى أن الاتحاد السوري لكرة القدم يجب عليه أن يقوم بتسجيل الأندية واللاعبين لدى “فيفا”، لا سيما أندية الشمال السوري، ولكن السؤال الأهم كيف سيكون شكل الدوري في الموسم المقبل، وهل تلعب أندية الشمال السوري في دوري الدرجتين الثالثة والرابعة، أم ستتم إعادة تصنيف الأندية من جديد ضمن تصفيات معينة لتحديد من سيلعب في الدوري الممتاز.
من جهته، قال الصحفي الرياضي ميشيل سعد ل، إنه بالنسبة للموسم المقبل، يجب زيادة عدد أندية الدوري الممتاز إلى 14 ناديًا بدل 12، وضم أندية القمة من الدوريات في الشمال إلى الدوري السوري الحالي المعترف عليه من “فيفا”.
تحديات بالجملة
شهد الدوري السوري خلال المواسم الماضية مشكلات كثيرة، أبرزها فساد التحكيم، الذي أدى إلى التلاعب بنتائج المباريات، ما سبّب ظلمًا لكثير الأندية، دون فرض عقوبات صارمة من اتحاد كرة القدم.
كما شهدت الملاعب السورية حالات شغب متكررة، وكانت الجماهير تقوم بتكسير أثاث الملعب، أو النزول إلى أرضيته والتهجم على الحكم أو اللاعبين، دون تدخل من الأجهزة الأمنية، فضلًا عن إطلاق الشتائم للحكام.
الشغب لم يقتصر على الجماهير فقط بل تجاوزه إلى اللاعبين، إذ قام أكثر من لاعب في عدة مباريات بضرب الحكم احتجاجًا على قراراته.
وقال عضو اللجنة الاستشارية في اتحاد كرة القدم يوسف الربيع الحسن، إن الاتحاد الرياضي واجه تحديات كبيرة في مرحلة إعادة البناء والانتقال إلى نظام رياضي جديد، حيث بدأ العمل على إنشاء آليات تضمن النزاهة والاستقلالية في اتخاذ القرارات.
وأضاف يوسف أنه بعد سقوط النظام، بدأت اللجنة الاستشارية في اتحاد كرة القدم بإعادة بناء كرة القدم السورية على أسس جديدة، لكن النجاح سيتطلب تخطيطًا دقيقًا، وتعاونًا بين مختلف الأطراف، وشفافية في الإدارة لضمان مستقبل أفضل للكرة السورية.
كما يعاني الدوري السوري من سوء حالة أغلب الملاعب، والتي لا تصلح لكرة القدم ولا تساعد اللاعبين على التطور، وذكر يوسف أن قطر ستتكفل بصيانة عدة ملاعب في سوريا، مشيرًا إلى أنه سوف تطرح قريبًا بنود الاتفاقية للإعلام الرسمي، وكل ما يخص الملاعب التي ستشملها أعمال الصيانة مع تحديد زمن إنجاز العمل.
ومن التحديات الكثيرة التي كان يشهدها الدوري السوري، بحسب الصحفي أنس عمو، وجود خلل في المنظومة الفنية، فعدد المدربين المؤهلين من حملة الشهادات المتقدمة كان قليلًا وغير كافٍ لتغطية عدد الأندية الموجودة، وخلال السنوات الماضية، لم تكن هناك دورات كافية لتأهيل المدربين.
من الناحية اللوجستية، قال عمو، إنه كان هناك خلل في مواعيد المباريات، وبالتالي كانت تتعارض مع الاستحقاقات الدولية، إضافة إلى سوء أرضيات الملاعب، وعدم وجود تجهيزات تكنولوجية بالنسبة للحكام كتقنية الفيديو (الفار)، وبالتالي كانت المباريات في سوريا عبارة عن دوري بدائي شبيه بدوري الأحياء الشعبية.
كما تفتقر الأندية السورية إلى الاستثمارات، ما يضع عبئًا كبيرًا على رؤساء الأندية وأعضاء الإدارة، ويؤثر على عملية دفع مستحقات اللاعبين وتطوير المنشآت الرياضية.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي