قال قياديان في حركة “حماس” لـ”الشرق”، إن الوسطاء يجرون مشاورات واتصالات مكثفة لبدء تنفيذ المرحلة الأولى في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأوضح أحد القياديين في تصريحاته لـ”الشرق”، أن المشاورات تهدف إلى “تحديد ساعة بدء تأمين الظروف الميدانية بوقف كافة العمليات العسكرية، وحركة الطيران الإسرائيلي بأشكاله الحربي والاستطلاعي، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من داخل التجمعات السكنية”، حتى تتمكن الفصائل الفلسطينية من تنفيذ المرحلة الأولى لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين. 

وأشار القيادي في الحركة الفلسطينية، إلى أن إسرائيل ستطلق سراح 250 أسيراً فلسطينياً من ذوي المحكوميات المؤبدة، وأكثر من 1700 من الأسرى الذين اعتقلتهم إسرائيل بعد اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي من القطاع. 

ورجح قيادي “حماس” في تصريحاته لـ”الشرق”، أن تبدأ عملية التهيئة الميدانية “خلال نهار السبت”، لكنه حذر مما وصفه بـ”تعطيل إسرائيل لتنفيذ خطة ترمب”. 

وأكد قيادي “حماس” الآخر، في تصريحاته لـ”الشرق”، أن الحركة أبلغت الوسطاء بجاهزيتها للبدء الفوري في تنفيذ خطة تبادل الأسرى والمحتجزين “عندما يتم الاتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي على تهيئة الظروف الميدانية”، مضيفاً أن الحركة “جاهزة لبدء المفاوضات فوراً لاستكمال كافة القضايا”.

حوار “فلسطيني – فلسطيني” برعاية مصرية 

وبشأن إدارة قطاع غزة، بعد انتهاء الحرب، من خلال لجنة أو هيئة مستقلة مكونة من كفاءات مستقلة، أوضح القيادي في حركة “حماس” أن مصر ستبدأ قريباً التحضيرات والدعوة لاستضافة ورعاية حوار “فلسطيني فلسطيني” حول الوحدة الفلسطينية، ومستقبل قطاع غزة بما في ذلك إدارة القطاع بشكل مؤقت إلى حين توحيد السلطة في كافة الأراضي الفلسطينية.

كان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن في وقت مبكر من صباح السبت، استعداد تل أبيب لـ”تنفيذ فوري” للمرحلة الأولى من خطة ترمب بشأن غزة.

وأضاف مكتب نتنياهو في بيان، أن “إسرائيل ستواصل العمل بتعاون كامل مع ترمب وفريقه لإنهاء الحرب، وفق المبادئ التي وضعتها إسرائيل والمتوافقة مع رؤية الرئيس الأميركي”.

فيما قال الجيش الإسرائيلي، فجر السبت، إنه تلقى تعليمات بالاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترمب في قطاع غزة، فيما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي وهيئة البث (مكان)، بأن نتنياهو أصدر تعليمات للجيش بتقليص العمليات الهجومية على مدينة غزة.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن “الأمر الجديد ينص على تقليص العمليات العسكرية إلى الحد الأدنى، بحيث تقتصر تحركات القوات على الأرض على المناورات الدفاعية فقط”، مشيرةً إلى أن هذه الأوامر صدرت عقب محادثات بين مسؤولين إسرائيليين وأميركيين.

آلية تبادل الأسرى والمحتجزين وفق خطة ترمب

وفي ما يتعلق بآلية “تبادل الأسرى والمحتجزين” بين إسرائيل و”حماس”، فقد نصت خطة ترمب على الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية تمهيداً لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، على أن يتم تبادل الأسرى والمحتجزين خلال 72 ساعة.

آلية تبادل الأسرى والمحتجزين في خطة ترمب

  • إذا وافق الطرفان على هذا المقترح، فستنتهي الحرب فوراً. وستنسحب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه تمهيداً لعملية إطلاق سراح الرهائن. وخلال هذه الفترة، ستتوقف جميع العمليات العسكرية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي، وستظل خطوط القتال مجمّدة إلى أن تُستوفى الشروط الخاصة بالانسحاب المرحلي الكامل.
  •  في غضون 72 ساعة من إعلان إسرائيل قبول هذا الاتفاق، ستتم إعادة جميع الرهائن، أحياءً وأمواتاً.
  •  بمجرد الإفراج عن جميع الرهائن، ستطلق إسرائيل سراح 250 سجيناً محكوماً بالمؤبد، إضافةً إلى 1700 معتقل من غزة تم احتجازهم بعد 7 أكتوبر 2023، بمن فيهم جميع النساء والأطفال المعتقلين في ذلك السياق. وعن كل رهينة إسرائيلي تُسلَّم جثته، ستسلّم إسرائيل رفات 15 فلسطينياً من غزة.
  •  بعد إعادة جميع الرهائن، سيُمنح أعضاء حركة حماس الذين يلتزمون بالتعايش السلمي وبالتخلي عن أسلحتهم عفواً عاماً. أما من يرغب من عناصر حماس في مغادرة غزة فسيُوفَّر له ممر آمن إلى دول مستقبلة.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، على منصة “تروث سوشيال”، في أعقاب تسلم رد “حماس” على خطته، إنه “استناداً إلى البيان الذي أصدرته حماس للتو، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم”، مشدداً على ضرورة أن “توقف إسرائيل فوراً قصف غزة، حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وسرعة”.

واعتبر أن استمرار القصف “الآن أمر شديد الخطورة”، مضيفاً: “نحن بالفعل في مناقشات حول التفاصيل التي يجب تسويتها. الأمر لا يتعلق بغزة وحدها، بل بالسلام المنشود منذ زمن طويل في الشرق الأوسط”.

وفي وقت سابق من الجمعة، أعلنت “حماس”، ردها على خطة ترمب بشأن وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والذي يتضمن موافقتها على تسليم الأسرى الإسرائيليين وتسليم إدارة القطاع لهيئة فلسطينية من المستقلين.

وأعربت الحركة في بيان، عن تقديرها للجهود العربية والإسلامية والدولية وجهود الرئيس الأميركي، الداعية إلى “وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى ودخول المساعدات فوراً ورفض احتلال القطاع ورفض تهجير شعبنا الفلسطيني منه”.

شاركها.