بعدما أعلن المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس برّاك، الليلة الماضية، أن إسرائيل وسوريا اتفقتا على وقف إطلاق النار، أفاد مراسل وكالة “ستيب نيوز” في المنطقة، اليوم السبت، بأن هناك تجهيزات لحشود من قوات الأمن السوري لدخول مدينة السويداء من أجل حفظ الأمن وفض الاشتباكات، مشيراً إلى أن مقاتلي المجموعات المحلية المسلحة داخل المدينة لم يلتزموا بالاتفاق وما زالوا يخضون معارك مع مقاتلي البدو.
اتفاق السويداء
وفي التفاصيل، قال مراسلنا في المنطقة: إن حشوداً كبيرة من الأمن العام تتجهز لدخول مدينة السويداء، وذلك بعد معارك عنيفة دارت بين المجموعات المحلية المسلحة ومقاتلي البدو، إذ قامت عشائر البدو باسترجاع ولغا، المزرعة، وجزء من مدينة السويداء، وسط امتداد الاشتباكات داخلها.
وأكد مراسلنا بأن الاتفاق ما زال موجوداً، ولكن المجموعات المحلية المسلحة المتواجدة في قلب مدينة السويداء لم تقبل بفض الاشتباكات ولم تلتزم ببنود الاتفاق، إذ ما تزال المعارك دائرة بين الطرفين.
وقال مراسلنا: إن قناصات المجموعات المحلية المسلحة ما تزال منتشرة على أسطح مدينة السويداء، كما قاموا بالتمثيل بجثث أسرى من مقاتلي البدو بعد قتلهم وحرقهم.
وإلى ذلك، أكد مراسلنا أن حواجز الأمن العام منتشرة على أطراف مدينة درعا المجاورة، ولكن لم تتدخل بشكل نهائي في مدينة السويداء أو العشائر السورية، كذلك لم تتدخل أي جهة حكومية حتى لحظة تحرير الخبر.
ـ تفاصيل اتفاق السويداء
وبالنسبة لـ اتفاق السويداء، فنقلت صحيفة “الوطن” السورية أنه تضمن دخول مؤسسات الدولة الإدارية والأمنية للمحافظة.
كذلك دمج عناصر الفصائل من السويداء بالأمن ووزارة الدفاع وتكليفها بالتعاون مع وحدات أخرى بحفظ الشرطة والأمن داخل المحافظة.
أيضا تسليم السلاح الثقيل والمتوسط من البدو والدروز مع دمج الدروز بالمستقبل السياسي في المرحلة المقبلة، وبحث إمكانية خروج من يرفض الاتفاق عبر طريق آمن خارج البلاد، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات وفق القانون من الطرفين.
وكان برّاك دعا عبر منصة X فجر السبت، الأطراف في سوريا إلى إلقاء السلاح وبناء سوريا موحدة، وقال: “ندعو الدروز والبدو إلى إلقاء السلاح”.
أيضا أوضح أن الاتفاق جاء بدعم من تركيا والأردن والدول المجاورة.
والجدير ذكره أن هذه التطورات جاءت بعدما اندلعت اشتباكات مساء الجمعة عند المدخل الغربي لمدينة السويداء بين مسلحين من العشائر والفصائل الدرزية الموجودة داخلها.
وأكدت المصادر أن الاشتباكات وقعت عند المدخل الغربي للسويداء، إذ اشتبك نحو 200 مقاتل من العشائر بالرشاشات والقذائف مع المقاتلين الموجودين داخل المدينة، وفقاً لوكالة “فرانس برس”.
ثم أعلنت الرئاسة السورية أنها تابعت بقلق بالغ وأسف عميق، ما جرى من أحداث دامية في الجنوب السوري.
وكانت حدة التوتر جنوب سوريا قد اشتدت في 13 يوليو، بعدما اندلعت اشتباكات في محافظة السويداء بين عشائرية بدوية ومجموعات محلية مسلحة.
وفي 15 يوليو، دخلت قوات الأمن السورية إلى مدينة السويداء بهدف استقرار الوضع، لكن إسرائيل عقب فترة وجيزة، بدأت بضرب الآليات العسكرية السورية المتوجهة إلى المحافظة، وقصفت عدة مواقع استراتيجية في العاصمة السورية في 16 يوليو.
إلى أن أعلنت وزارة الدفاع السورية مساء يوم 16 يوليو، سحب جميع القوات العسكرية من مدينة السويداء، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه رغم استمرار الاشتباكات بين البدو والفصائل المحلية المسلحة.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية