تعيش المنطقة لحظة ترقب حاسمة مع اقتراب تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين في غزة، في وقت يستعد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب لزيارة مصر وإسرائيل، والمشاركة في قمة عربية-إسلامية-أوروبية بمدينة شرم الشيخ المصرية، يُنتظر أن تحدد مخرجاتها ملامح المرحلة المقبلة.

ويعتزم ترمب التوجه إلى إسرائيل، صباح الاثنين، في زيارة تستمر نحو 4 ساعات، وتشمل اجتماعات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعائلات المحتجزين الإسرائيليين، إضافة إلى كلمة سيلقيها أمام “الكنيست”، وفق ما أفادت به “القناة 12” الإسرائيلية.

وذكرت القناة أن ترمب سيصل إلى إسرائيل في تمام الساعة 9:20 صباحاً (بالتوقيت المحلي)، ويغادر عند الساعة 1:00 ظهراً، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

وعند وصوله، ستُقام مراسم استقبال قصيرة في مطار بن جوريون، قبل أن يتوجه إلى “الكنيست”، حيث من المقرر أن يُلقي كلمة أمام الجلسة العامة عند الساعة 11:00 صباحاً، بحسب “القناة 12”.

وقبل خطابه، سيلتقي ترمب بنتنياهو في مكتب رئيس الوزراء داخل “الكنيست”، على أن يجتمعا لاحقاً مع عائلات المحتجزين، وفقاً للقناة الإسرائيلية.

قمة شرم الشيخ

وسيتجه ترمب، ظهر الاثنين، إلى مصر التي تستعد، بحضور قادة عدة الدول، لإقامة احتفالية بمناسبة إبرام اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، باعتباره “حدثاً تاريخياً” يتوج الجهود المشتركة لمصر والولايات المتحدة والوسطاء خلال الفترة الماضية.

وأعلنت الرئاسة المصرية، في بيانات منفصلة، عن توجيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعوات إلى الرئيس الأميركي والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس لـ”المشاركة في الاحتفالية التي سوف تعقد في مصر بمناسبة إبرام اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة”.

وقال الرئيس الأميركي، في وقت سابق، إنه سيذهب إلى مصر من أجل حضور “التوقيع الرسمي” على اتفاق إنهاء الحرب في غزة، مشيراً إلى أن “كثيراً من قادة دول العالم سيأتون لأنهم تلقوا دعوات”.

ويخطط ترمب لحضور قمة بمشاركة عدد من قادة العالم بشأن غزة خلال زيارته إلى مصر، حسبما نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن 4 مصادر مطلعة.

وتناقش مصر والولايات المتحدة حالياً الترتيبات التنظيمية للقمة، بما في ذلك قائمة الدول المشاركة، وآليات المتابعة لما بعد المرحلة الأولى من اتفاق غزة.

وقال بيان صادر عن الخارجية المصرية إن وزيرا الخارجية المصري بدر عبد العاطي والأميركي ماركو روبيو بحثا، في اتصال هاتفي الجمعة، تفاصيل الترتيبات الخاصة بقمة شرم الشيخ التي ستعقد برئاسة مشتركة بين السيسي وترمب، بما في ذلك الترتيبات الموضوعية الخاصة بالقمة.

وذكرت الخارجية المصرية أن الوزيرين بحثا المشاركة الدولية فى قمة شرم الشيخ، فضلاً عن ترتيبات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غزة، لوقف النار وإنهاء الحرب.

ووفقاً لصحيفة “معاريف”، سيعقد ترمب مع نظيره المصري قمة عربية-إسلامية-أوروبية بمشاركة 12 دولة في شرم الشيخ، حيث من المتوقع أن تبحث القمة تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترمب للسلام، وذلك عقب الإفراج المرتقب عن المحتجزين والأسرى في المرحلة الأولى.

ورجح “أكسيوس” عقد القمة صباح الثلاثاء، لكنه نقل عن مصادر قولها إنه “قد يتم تقديمها إلى الاثنين، وأنها ستكون في شرم الشيخ، حيث جرت مفاوضات الاتفاق”.

ودعي جميع قادة دول ووزراء خارجية السعودية والإمارات وقطر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا للحضور، في حين لم تؤكد بعض الدول مشاركتها رسمياً بعد، بحسب “معاريف”.

واستبعد مسؤول أميركي في تصريحات لـ”أكسيوس” حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الوقت الحالي.

من جهتها، أعلنت الرئاسة الفرنسية “الإليزيه” أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيزور مصر، الاثنين، لدعم تنفيذ خطة السلام التي توسط فيها ترمب.

وأضافت، في بيان، أن ماكرون سيناقش الخطوات التالية مع الشركاء في المنطقة بشأن تنفيذ خطة السلام في غزة، مشيرة إلى أنه سيؤكد دعم باريس لحل الدولتين، والاستقرار في المنطقة على المدى الطويل.

إطلاق سراح المحتجزين

وبالتزامن مع الزيارة، من المتوقع تسليم كافة المحتجزين الإسرائيليين الأحياء وعددهم 20، دفعة واحدة إلى الصليب الأحمر، الاثنين، بحسب ما قاله مصدر مطلع على مفاوضات شرم الشيخ بين حماس وإسرائيل لـ”الشرق”.

وأضاف المصدر أن إسرائيل ستفرج في المقابل عن الأعداد المتفق عليها، لكن التفاوض لا يزال مستمراً بشأن بعض أسماء الأسرى الفلسطينيين، ومن بينهم أسماء القادة الكبار.

وأوضح أن من المتوقع تسليم عدد من جثامين المحتجزين الإسرائيليين، الذين يتم الوصول إليهم من قبل المجموعات الآسرة. وأفاد المصدر أن عملية التبادل ستتم من دون مظاهر عسكرية احتفالية، وبعيداً عن الجمهور، وبمتابعة ومراقبة من الوسطاء.

وتدفق آلاف الفلسطينيين نحو الشمال على طول ساحل غزة، السبت، عائدين سيراً على الأقدام أو على متن السيارات والعربات إلى منازلهم المهجورة والمدمرة، مع صمود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”.

وتراجعت القوات الإسرائيلية بموجب المرحلة الأولى من اتفاق تم التوصل إليه الأسبوع الماضي لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف، وحولت أجزاء كبيرة من القطاع إلى أنقاض.

بمجرد أن أكملت القوات الإسرائيلية إعادة انتشارها، الجمعة، وهو ما يبقيها خارج المناطق الحضرية الرئيسية لكنها لا تزال تسيطر على نصف القطاع تقريبا، بدأ العد التنازلي من أجل أن تفرج “حماس” عن المحتجزين خلال 72 ساعة.

والاثنين، هو الموعد المنصوص عليه في المرحلة الأولى من الاتفاق، إذ سيكون هذا الموعد بعد 72 ساعة من سريان وقف النار بعد ظهر الجمعة، والانسحاب الإسرائيلي إلى الخط الأصفر، ما يعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على 53% من مساحة القطاع، تقع خارج المناطق السكنية.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، إن مسؤولين إسرائيليين مطلعين على الملف يتوقعون أن يتم الإفراج عن المحتجزين صباح الاثنين، لكنها أشارت إلى أن الاستعدادات قائمة لاحتمال تنفيذ العملية الأحد.

شاركها.