أبرمت فرنسا وبريطانيا، الخميس، اتفاقاً يقضي بمبدأ “دخول واحد وخروج واحد”، بشأن إعادة المهاجرين غير الشرعيين بينهما، في إطار سعي الجانبين إلى خفض عدد الأشخاص الذين يعبرون القناة الإنجليزية (بحر المانش) بواسطة قوارب صغيرة وخطرة.

وبموجب البرنامج التجريبي الذي أعلنه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، خلال مؤتمر صحافي في لندن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، ستعيد المملكة المتحدة عدداً من المهاجرين عبر القناة كل أسبوع إلى فرنسا، مع قبول بريطانيا نفس العدد من طالبي اللجوء من فرنسا الذين لديهم صلات بالمملكة المتحدة.

وعلى الرغم من أن ستارمر لم يحدد نطاق الخطة، إلا أن وسائل إعلام بريطانية وفرنسية أفادت بأنها ستشمل في البداية نحو 50 حالة إعادة أسبوعيا، وفقاً لـ”بلومبرغ”.

ضغوط متصاعدة على ستارمر 

ومع تسجيل أعداد قياسية من طالبي اللجوء الذين يعبرون القناة الإنجليزية هذا العام– إذ تجاوز العدد 21.000 حتى هذا الأسبوع– يواجه ستارمر ضغوطاً لاحتواء هذه الظاهرة، ويهدف الاتفاق مع فرنسا إلى تقليص هذه الأعداد تدريجياً، والأهم من ذلك أن يكون بمثابة رادع لمن يفكرون في القيام بهذه الرحلة.

وتُعد هذه المرة الأولى التي توافق فيها فرنسا على استعادة مهاجرين وصلوا عبر القوارب الصغيرة، منذ بدء تزايد هذه الظاهرة في عام 2018.

وقال ستارمر: “للمرة الأولى، سيتم احتجاز المهاجرين الذين يصلون عبر القوارب الصغيرة وإعادتهم إلى فرنسا خلال فترة قصيرة”.

ماكرون ينتقد مؤيدي “بريكست”

وفي ما يتعلق باتفاق “بريكست” (خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي)، قال ماكرون إن الشعب البريطاني خُدع بـ”بريكست”، موضحاً: “يقول المدافعون عن بريكست إن الانفصال سيمنح بريطانيا سيطرة أكبر على حدودها، فقد حدث العكس”. وقال إن مشاكل الهجرة ومعابر القناة الإنجليزية تُظهر عكس ما وعد به مؤيدو “بريكست”.

مواجهة التحديات بعيداً عن “الشعبوية”

وأشار ماكرون إلى أن الخلافات السياسية بين باريس ولندن “لا ينبغي أن تفسح المجال أمام الشعبويين”، مشدداً على أن التمسك بالحقائق والعلم هو ما يميز البلدين عن غيرهما. ولفت إلى أن “تفاقم التحديات المشتركة يتطلب تعزيز التعاون بين أوروبا وبريطانيا، وتفادي الطروحات الشعبوية بشأن قضايا الهجرة”.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء البريطاني أن مهمة حكومته “إعادة بناء علاقات بريطانيا وتعزيز حضورها على الساحة الدولية عبر الدبلوماسية”، مضيفاً أن التصدي للهجرة غير النظامية يجب أن يتم “برد واقعي وفعّال، وليس بعمل استعراضي”.

“سياسات اللوم لا تحل أزمة الهجرة”

وبسؤالهم عن من يتحمل اللوم حول زيادة أعداد الهجرة غير الشرعية، أشار سترامر إلى أن سياسات إلقاء اللوم ليست حل فالجميع يتحمل المسؤولية موضحاً ان سياسات الماضي لم تفلح، لذلك فإن العلاقات الاوروبية – البريطانية، الآن مهمة لحل هذه المشاكل.  

ورداً على سؤال حول الجهة التي تتحمل المسؤولية عن ارتفاع أعداد المهاجرين غير الشرعيين، قال ستارمر إن “سياسات إلقاء اللوم لم تُجدِ نفعاً في الماضي، ولن تساهم في حل الأزمة الحالية”، مؤكداً أن “الجميع يتحمّل جزءاً من المسؤولية”.

وأضاف أن “العلاقات بين بريطانيا وأوروبا باتت ضرورية أكثر من أي وقت مضى لمواجهة هذا التحدي المشترك”.

واختُتمت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة المتحدة، الخميس، بعد ثلاثة أيام من اللقاءات المكثّفة.

وتمحورت الزيارة حول تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين، لا سيما في الملف النووي وتطوير الصواريخ، إلى جانب مناقشة قضايا الهجرة وسبل دعم أوكرانيا في مواجهة الحرب المستمرة مع روسيا.

شاركها.