فتحت عملية السرقة التي شهدها متحف اللوفر الأحد، باب السجال السياسي في فرنسا، إذ عمد سياسيون فرنسيون إلى إلقاء اللوم على حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون وقيادته الثقافية.
وكان اليمين الفرنسي صريحاً بشكل خاص في انتقاده لماكرون وائتلافه الوسطي “معاً من أجل الجمهورية” الحاكم الحالي. ووجدت وزيرة الثقافة رشيدة داتي، ومدير متحف اللوفر لورانس دي كار، ومسؤولون ثقافيون آخرون “أنفسهم في مرمى النيران”، بحسب تقرير لموقع “آرت نيوز”.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز”: “عندما اقتحم اللصوص متحف اللوفر الأحد، لم يكونوا على الأرجح مهتمين بالروائع الفنية المعلقة على جدران المتحف الكبير. وربما لم يكونوا مهتمين أيضاً بمجموعة التماثيل القيّمة التي يزخر بها هذا المتحف الباريسي. ومن المرجح أنهم لم يكونوا حتى مهتمين بالأصل التاريخي للتيجان والأقراط والقلائد التي كانوا يستهدفونها”.
أضافت: “وفقاً لخبراء جرائم الفن، كان دافعهم على الأرجح هو كمية المجوهرات والمعادن النفيسة التي يمكنهم الحصول عليها لتفكيكها وبيعها”.
وأشارت إلى أن تاج الإمبراطورة أوجيني، الذي استعادته السلطات لاحقاً، “يحتوي التاج على 1354 ماسة، و 1136 ماسة مقطوعة بشكل وردة، و 56 حبة زمرّد”.
وكتب جوردان بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف على موقع (إكس): “متحف اللوفر هو رمز عالمي لثقافتنا. هذه السرقة، التي سمحت للصوص بسرقة جواهر التاج الفرنسي، هي إذلال لا يُحتمل لبلدنا. إلى أي مدى سيصل تدهور الدولة؟”
وأدرج سياسيون آخرون من اليمين المتطرف السرقة في سياق اتهامهم المستمر للرئيس ماكرون “بالإهمال”. وذهبت ماريون ماريشال، مؤسسة حزب “الهوية والحريات” اليميني المتطرف، وعضو البرلمان الأوروبي، إلى حد وصف السرقة بأنها “إهانة”.
كما وصفت مارين لوبان، النائبة عن حزب التجمع الوطني والزعيمة السابقة للحزب السرقة، بأنها “جرح في الروح الفرنسية”. وكتبت على موقع (إكس): “أي هجوم على التراث الوطني هو جرح في الروح الفرنسية. ومع ذلك، فإن المسؤولية تقتضي منا أن ندرك أن متاحفنا ومبانينا التاريخية ليست مؤمنة بمستوى التهديدات التي تُثقل كاهلها. يجب أن نتحرك”.
وقال إريك سيوتي، الرئيس السابق لحزب الجمهوريين اليميني، إن السرقة تعكس “ضعف الدولة”. وصرح لصحيفة “فاينانشال تايمز: “عندما تعجز الدولة عن ضمان أمن كنوزها، تصبح الأمة بأكملها في خطر”.
وذهب أعضاء آخرون في التجمع الوطني إلى أبعد من ذلك. وزعم النائب جان فيليب تانغي “أن المتاحف الفرنسية غير مؤمنة عمداً بمستوى الكنوز التي تحتويها”.
كما انتقد اليساريون الحكومة، مع أن معظمهم ألقى باللوم على “التقشف وتخفيض عدد الموظفين بدلاً من الإهمال”. وكتب ديفيد بيليارد، نائب عمدة باريس وعضو حزب الخضر: “تأتي هذه السرقة بعد بضعة أشهر من تحذير موظفي المتحف من ثغرات أمنية. لماذا تجاهلتهم إدارة المتحف والوزارة؟”
بعد ساعات من اقتحام لصوص متحف اللوفر في باريس، وسرقة مجوهرات ملكية “لا تُقدّر بثمن”، تعود لنابليون الثالث والإمبراطورة أوجيني، أصدرت وزارة الثقافة الفرنسية بياناً كشفت فيه تفاصيل القطع المسروقة.