اخر الاخبار

اجتماعات الرياض بشأن سوريا.. تأكيد على دعم دمشق

بحث المشاركون في الاجتماع العربي الدولي بشأن سوريا بالعاصمة السعودية، الرياض، سبل دعم عملية انتقالية سياسية بمشاركة مختلف مكونات الشعب السوري، وعبروا عن قلقهم بشأن توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة، والمواقع المجاورة لها في جبل الشيخ، ومحافظة القنيطرة.

وقال بيان صادر عن رئاسة اجتماعات الرياض بشأن سوريا، الأحد، إنه جرى بحث خطوات إعادة بناء سوريا في هذه المرحلة المهمة من تاريخها كدولة عربية موحدة ومستقلة آمنة، لا مكان فيها للإرهاب، ولا لخرق سيادتها أو الاعتداء على وحدة أراضيها من أي جهة كانت، بالإضافة إلى سبل تقديم الدعم والإسناد للشعب السوري. 

وجاء الاجتماع في مدينة الرياض بناءً دعوة من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ويأتي استكمالاً للاجتماعات الوزارية التي استضافتها الأردن بمدينة العقبة في 14 ديسمبر 2024.

وأضاف البيان، الذي أوردته وزارة الخارجية السعودية، أن المجتمعين بحثوا دعمهم لعملية انتقالية سياسية سورية تتمثل فيها القوى السياسية والاجتماعية السورية من أجل ضمان حفظ حقوقهم، وبمشاركة مختلف مكونات الشعب السوري.

وأكد المجتمعون، وفق البيان، ضرورة العمل على معالجة أي تحديات أو مصادر للقلق لدى مختلف الأطراف السورية عبر الحوار وتقديم الدعم والنصح والمشورة، بما يحترم استقلال سوريا وسيادتها، أخذاً بعين الاعتبار أن مستقبل سوريا هو شأن السوريين، مؤكدين وقوفهم إلى جانب خيارات الشعب السوري، واحترام إرادته.

وأشار البيان إلى أن المجتمعين عبروا عن قلقهم بشأن توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا، والمواقع المجاورة لها في جبل الشيخ، ومحافظة القنيطرة، مؤكدين على أهمية احترام وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها.

حضر الاجتماع في مدينة الرياض وزراء خارجية وممثلي كلٍ من: سوريا، ومصر، والعراق، ولبنان، والأردن، وعمان، وقطر، والإمارات، والكويت، والبحرين، وتركيا، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وإيرلندا، والأمين العام لجامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا.

السعودية تطالب برفع العقوبات عن سوريا

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن الاجتماع يأتي لتنسيق الجهود لدعم سوريا والسعي لرفع العقوبات عنها، مرحباً بقرار الولايات المتحدة الأميركية، بشأن الإعفاءات المتصلة بالعقوبات على سوريا.

وطالب وزير الخارجية السعودي الأطراف الدولية، برفع العقوبات الأحادية والأممية المفروضة على سوريا، مشدداً على ضرورة البدء بتقديم كافة أوجه الدعم الإنساني، والاقتصادي، في مجال بناء قدرات الدولة السورية، ما يهيئ البيئة المناسبة لعودة اللاجئين السوريين.

وأكد أن استمرار العقوبات المفروضة على النظام السوري السابق، سوف يعرقل طموحات الشعب السوري في تحقيق التنمية وإعادة البناء وتحقيق الاستقرار، معرباً عن تقدير السعودية للدول التي أعلنت عن تقديم مساعدات إنسانية وإنمائية للشعب السوري.

كما أشاد وزير الخارجية السعودي بالخطوات الإيجابية التي قامت بها الإدارة السورية الجديدة في مجال الحفاظ على مؤسسات الدولة، واتخاذ نهج الحوار مع الأطراف السورية، والتزامها بمكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى إعلانها البدء بعملية سياسية تضم مختلف مكونات الشعب السوري، بما يكفل تحقيق استقرار سوريا وصيانة وحدة أراضيها، وألا تكون سوريا مصدر تهديد لأمن واستقرار دول المنطقة.

وجدد الأمير فيصل بن فرحان إدانة المملكة لتوغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا، والمواقع المجاورة لها في جبل الشيخ، ومحافظة القنيطرة.

وأعرب وزير الخارجية السعودي عن رفض المملكة لهذا التوغل باعتباره احتلالاً وعدواناً ينتهك القانون الدولي، واتفاق فض الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في العام 1974، مطالباً بالانسحاب الفوري لقوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي السورية المحتلة.

تحذير مصري من إيواء “عناصر إرهابية”

ودعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إلى تبني عملية سياسية شاملة في سوريا، دون إقصاء لأي قوى أو أطراف سياسية واجتماعية.

وقال المتحدث الرسمي للوزارة تميم خلاف، في بيان، إن عبد العاطي شارك في الاجتماع، و”استعرض الموقف المصري الداعي إلى ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية واحترام سيادتها”.

وطالب وزير الخارجية المصري بأن تتعاون “كافة الأطراف الإقليمية والدولية في مكافحة الإرهاب، حتى لا يجري إيواء أي عناصر إرهابية على الأراضي السورية، بما قد يمثل تهديداً أو استفزازاً لأي من دول المنطقة”.

وأدان عبد العاطي توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا واحتلالها أراض سورية، مؤكداً رفض مصر لانتهاك إسرائيل لاتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974.

قطر: ندعم بناء دولة المؤسسات والقانون

وقال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد، إن بلاده تؤكد على الدعم الكامل لوحدة الشعب السوري، ومساندته في هذه المرحلة المهمة لإعادة بناء وطنه ووحدة أراضيه.

وذكرت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، أن الوزير ناقش أحدث التطورات في سوريا في اجتماع وزاري موسع في الرياض.

مجلس التعاون الخليجي ودعم على جميع الأصعدة

من جهة أخرى أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، على دعم دول مجلس التعاون لسوريا على جميع الأصعدة، وفي مقدمتها تحسين الظروف المعيشية والإنسانية للشعب السوري، خلال مشاركته في الاجتماع.

وأشار إلى أهمية تقديم الدعم الإغاثي والتنموي إلى سوريا لتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب السوري، وتسهيل عودة المهجرين واللاجئين إلى ديارهم، ودعم عودة الاستقرار السياسي والأمني، والتعافي الاقتصادي، والتنموي، ووضع الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك ولحشد الدعم الإنساني والتنموي لسوريا.

وتطرق الأمين العام إلى التطورات التي شهدتها سوريا، انطلاقاً من المواقف الثابتة لدول مجلس التعاون، وحرصها المستمر على ضمان سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي.

وأكد على أهمية احترام سيادة سوريا، واستقلالها ووحدة أراضيها، ورفض التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية، والتصدي للإرهاب والفوضى، ومكافحة التطرف والغلو والتحريض، واحترام التنوع وعدم الإساءة لمعتقدات الآخرين.

وأشار إلى أهمية دعم الجهود للوصول إلى عملية انتقالية شاملة وجامعة تحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق في الاستقرار والتنمية، والتأكيد على أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة أساسية من ركائز استقرار أمن المنطقة.

ورحب بالخطوات التي تم اتخاذها لتأمين سلامة المدنيين وحقن الدماء، وتحقيق المصالحة الوطنية، والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها، وقرار حل الميلشيات والفصائل المسلحة، وحصر حمل السلاح بيد الدولة، معتبراً أن هذه الخطوات ركائز رئيسية للحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا، واستعادتها لدورها الإقليمي ومكانتها الدولية.

الجامعة العربية تطالب بفترة انتقالية ممثلة للجميع

وقالت الجامعة العربية، إن اجتماعات وزراء خارجية الدول العربية في الرياض أكدت “على أهمية وجود عملية انتقالية آمنة وشاملة ولا تقصي أحداً في سوريا”.

وأوضحت الجامعة، في بيان، أن “المجتمعين شددوا على أهمية الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها وهويتها المتنوعة”.

وأضافت أن “الاجتماعات ناقشت كيفية دعم سوريا في المرحلة الجديدة في ظل التحديات التي تواجهها، وشهدت حوارات شفافة وصريحة عكست رغبة صادقة من الجميع أن تكون سوريا في المستقبل عضواً إيجابياً في الأسرة العربية والإقليمية”.

الاتحاد الأوروبي يناقش رفع العقوبات 

قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن وزراء خارجية الاتحاد سيناقشون رفع العقوبات عن سوريا في اجتماع ببروكسل أواخر الشهر الجاري.

وذكرت كالاس لصحافيين وهي في طريقها لحضور اجتماع الرياض بشأن سوريا: “نعمل من أجل أن تكون لدينا حقاً القدرة على اتخاذ قرارات في ذلك الوقت، بشأن ما إذا كنا قادرين على القيام بذلك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *