اخر الاخبار

اجتماعات “بريكس” تنطلق في البرازيل وسط تصاعد الحرب التجارية

اجتمع وزراء خارجية دول مجموعة “بريكس” وممثليهم، في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، الاثنين، لمناقشة القضايا الاقتصادية والسياسية العالمية، في ظل استمرار الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لا سيما ضد الصين، أبرز القوى الاقتصادية في المجموعة.

ويستمر الاجتماع على مدى يومين استعداداً لقمة رؤساء دول “بريكس” المقررة في يوليو المقبل، إذ تتولى البرازيل الرئاسة الدورية للمجموعة، التي تضم كلاً من الصين، وروسيا، والهند، وجنوب إفريقيا، ومصر، والإمارات، وإثيوبيا، وإيران، وإندونيسيا.

وتتناول الاجتماعات التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي نتيجة النزاعات التجارية المتواصلة، إذ خفّض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي إلى 2.8% لهذا العام، بسبب الرسوم الجمركية الأميركية والإجراءات الانتقامية التي اتخذتها دول أخرى. 

ترسيخ التجارة متعددة الأطراف

وقال كبير المفاوضين البرازيليين، ماوريسيو ليريو، إن الوزراء سيناقشون سبل تعزيز التجارة متعددة الأطراف، وأهمية الدفاع عنها في مواجهة السياسات الأحادية. 

وأضاف: “تمثل دول بريكس نحو نصف سكان العالم، و40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتسعى إلى ترسيخ دورها كمدافع رئيسي عن نظام تجاري قائم على القواعد”.

ومنذ تولي ترمب منصبه، فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية، بنسبة 10% على غالبية شركائها التجاريين، فيما ارتفعت الرسوم على المنتجات الصينية بنسبة 145%، ما دفع بكين إلى الرد بإجراءات مماثلة.

وترى الدول الأعضاء إن هذه التعريفات قد تساعد في توحيد جهود وتعزيز التعاون بشكل أوسع بين دول “بريكس”، من أجل خلق بيئة تبادل تجارية واستثمارية أكثر استقراراً.

ومن المنتظر أن يناقش الوزراء موضوع تعزيز التعاملات المالية بالعملات المحلية بين دول “بريكس”، بدلاً من الاعتماد الحصري على الدولار الأميركي.

وكان هذا الملف قد طرح سابقاً خلال قمة “قازان” في روسيا، أكتوبر 2024، بعد تهديدات ترمب بفرض رسوم بنسبة 100% على الدول التي تسعى لتقليل هيمنة الدولار.

ونفت البرازيل الدولة المترأسة للمجموعة في نسختها 17، وجود نية بإنشاء عملة مشترك “عملة بريكس”، ولكن الدول لم تنفي نيتها في الاعتماد على العملات المحلية في التبادلات التجارية البينية بين الأعضاء.

قضايا على الطاولة 

ويحظى ملف التغير المناخي باهتمام خاص، في ظل استعداد البرازيل لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب 30” في نوفمبر المقبل.

ويتوقع أن تتطرق المناقشات إلى الحرب في أوكرانيا أيضاً، وسط استمرار امتناع مجموعة “بريكس” عن إصدار إدانة رسمية ضد روسيا في الاجتماعات السابقة، بالإضافة إلى مفاوضات السلام الحالية التي تتوسط فيها الولايات المتحدة، وأيضاً ملف الشرق الأوسط.

وسيتم التطرق إلى قضية تنظيم الذكاء الاصطناعي والتعاون بين دول الأعضاء لتمكين وصول جميع الدول لهذه التقنيات والاستفادة منها، بالإضافة إلى مناقشة تطوير أنظمة الحوكمة العالمية، وتخفيف هيمنة الدول الغربية على المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، وصندوق النقد الدولية والبنك الدولي وغيرها من المؤسسات الدولية العالمية.

وفي سياق متصل، شدد  كبير المفاوضين البرازيليين ماوريسيو ليريو، على أهمية ضمان تمويل التحولات في مجال الطاقة للدول النامية، داعياً الدول الغنية إلى الوفاء بالتزاماتها المالية في هذا المجال. 

ويشارك في الاجتماعات وزير خارجية الصين وانج يي، والسفير المصري راجي الإتربي، ووزير الخارجية الإثيوبي جيديون تيموثيوس، ومن الهند السفير دامو رافي، ووزير الخارجية الإندونيسي سوجيونو، ومن إيران سيد رسول مهاجر نائب وزير الخارجية لشؤون الدبلوماسية الاقتصادية، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ووزير العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا رونالد لامولا، ومن الإمارات العربية المتحدة ريم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *