اجتماع جديد بين إيران و”الترويكا” الأوروبية بشأن النووي
عقد مسؤولون من دول “الترويكا” الأوروبية الثلاث بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا مع نظرائهم الإيرانيين، الاثنين، جولة جديدة من المحادثات في جنيف، والتي وصفت بأنها “جادة”، و”صريحة”، و”بناءة” بشأن برنامج طهران النووي.
ووصفت وزارة الخارجية الألمانية في بيان على منصة “إكس”، المحادثات بأنها “جادة، وصريحة، وبناءة”، وقالت: “في ظل مسار مليء بالتحديات، ناقشنا المخاوف، وأكدنا التزامنا بالتوصل لحل دبلوماسي، واتفقنا على مواصلة حوارنا”.
من جهته، وصف مساعد الشؤون القانونية والدولية في وزارة الخارجية الإيرانية كاظم غريب آبادي، على منصة “إكس”، أيضاً محادثات جنيف بأنها “كانت جادة، وصريحة، وبناءة”، وأشار إلى أن الاجتماع بحث “عدة أفكار تتعلق ببعض التفاصيل في مجالي رفع العقوبات (عن إيران) والنووي الذي يحتاج التوصل إلى اتفاق”.
وتابع: “اتفقت الأطراف على ضرورة استئناف المفاوضات، وعلى ضرورة أن يعمل الجميع على تهيئة الأجواء المناسبة، والحفاظ عليها من أجل التوصل إلى اتفاق، كما اتفقنا على مواصلة الحوار”.
وتأتي المحادثات بعد لقاء عُقد، الشهر الماضي، لمناقشة إمكانية إجراء مفاوضات جادة في الأشهر المقبلة لنزع فتيل التوتر مع طهران في ظل اقتراب عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، 20 يناير الجاري.
وكانت فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا من الدول الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015، والذي وافقت فيه إيران على الحد من تخصيب اليورانيوم، الذي يعتبره الغرب جهداً مستتراً لتطوير القدرة على صنع أسلحة نووية، في مقابل رفع العقوبات الدولية.
“أقصى درجات الضغط”
من جهته، دعا مبعوث ترمب إلى أوكرانيا كيث كيلوج، العالم، لاتباع سياسة ممارسة “أقصى درجات الضغط” على إيران لتحويلها إلى دولة “أكثر ديمقراطية”.
جاء ذلك خلال مشاركة كيلوج، السبت الماضي، في إحدى الفعاليات في باريس ينظمها “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، وهو جماعة معارضة مقرها العاصمة الفرنسية.
وتعهد ترمب بالعودة إلى سياسة الضغط الأقصى التي مارسها خلال فترة رئاسته الأولى بهدف الإضرار باقتصاد إيران، وإرغامها على التفاوض بشأن اتفاق يتعلق ببرنامجها النووي، وبرنامج آخر للصواريخ الباليستية وأنشطتها في المنطقة.
وقال كيلوج، وهو جنرال متقاعد من المقرر أن يشغل منصب مبعوث ترمب الخاص إلى أوكرانيا وروسيا، خلال الفعالية “هذه الضغوط لا ترتبط بالتحرك فحسب، وليست فقط قوة عسكرية، بل يجب أن تكون اقتصادية ودبلوماسية أيضاً”.
ويرى أن هناك فرصة “لتغيير إيران نحو الأفضل” لكن هذه الفرصة لن تدوم إلى الأبد، مشدداً على أهمية “استغلال الضعف الذي نراه الآن. فالأمل موجود، وكذلك يجب أن يكون العمل حاضراً أيضاً”.
وتحدث كيلوج في السابق خلال فعاليات لـ”المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، وكانت أحدث مشاركاته في نوفمبر الماضي، لكن وجوده في باريس، حتى ولو بصفته الشخصية، يشير إلى أن الجماعة تحظى باهتمام الإدارة الأميركية الجديدة.
وأرجأ كيلوج زيارة إلى عواصم أوروبية، هذا الشهر، إلى ما بعد تنصيب ترمب في 20 يناير الجاري.
كما شارك وزير الخارجية الجديد في إدارة ترمب، ماركو روبيو في فعاليات سابقة لهذا المجلس الذي دعا مراراً إلى الإطاحة بالنظام الحالي في إيران، لكن من غير الواضح مدى الدعم الذي يحظى به داخل إيران، بحسب وكالة “رويترز”.
وفي ديسمبر الماضي، نظم مجلس الشيوخ الأميركي، غداء عمل حضره عدد من المشرعين البارزين والدبلوماسيين والقادة العسكريين وقادة المعارضة الإيرانية، لمناقشة سبل جعل إيران “جمهورية حرة وغير نووية”.