اخر الاخبار

احتفالات رأس السنة تقلق سكان الحسكة

يتخوف سكان في مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا من الرصاص العشوائي الذي يُطلق للاحتفال مع بداية كل عام، والذي يتسبب في ضحايا مدنيين، رغم التحذيرات المتكررة.

وتعرض عدة أشخاص لإصابات، وأضرار بالممتلكات الخاصة، جراء إطلاق رصاص عشوائي احتفالًا بدخول السنة الجديدة في الحسكة.

وأفادت مراسلة في الحسكة بإصابة سبعة أشخاص جراء إطلاق الرصاص العشوائي في الهواء، بينهم طفلان وسيدة، ومنهم أربعة في مدينة القامشلي، أحدهم بحالة حرجة.

وذكرت إذاعة “آرتا” المحلية، أن طفلة بعمر خمس سنوات أصيبت برصاصة بصدرها، إضافة لإصابة طفل آخر بعمر ثماني سنوات، نتيجة إطلاق الرصاص العشوائي.

كما تعرضت ممتلكات خاصة تعود للمدنيين للضرر، وفق مراسلة.

وقال عبد الرحمن ملا حامد، من سكان الحي الغربي في القامشلي، ل، إنه في كل عام يُصاب أحد أو يفقد آخر حياته، نتيجة انتشار السلاح وكثافة إطلاق الرصاص، “الأمر الذي يجعلك تشتم رائحة البارود حتى بعد ثلاثة أيام من الاحتفال برأس السنة”.

واستذكر عبد الرحمن وفاة امرأة عشرينية في حيه عام 2019، كانت تدعى “روزين” برصاصة طائشة، بينما “لم يُعثر على مطلق النار حتى اليوم”.

التزم عبد الرحمن منزله ومنع أولاده من الخروج بين الساعة الـ11 والواحدة في ليلة رأس السنة، حيث قال، “كل شخص يحتفل برأس السنة على طريقته، فهناك آلاف الشبان والشابات يخرجون في هذا الوقت إلى الشوارع، وهناك احتمال كبير أن يتعرض أحد للإصابة، لذا كنت أحبّذ دومًا الاحتفال مع عائلتي في المنزل”.

عدي المحمود، من ريف القامشلي الشرقي كان كذلك من ضحايا الرصاص العشوائي، حيث أصيب بطلقة طائشة نقل على إثرها إلى مستشفى السلام ضمن المدينة، وقال ل، “ذهبت لأحتفل برأس السنة عام 2022، وعند إطلاق الرصاص الكثيف، اخترقت طلقة طائشة كتفي ليتم إسعافي إلى المستشفى، ولحسن الحظ لم تصب الطلقة رأسي، وإلا كنت اليوم في عداد الأموات”.

بعد ذلك اليوم، قرر عدي عدم الاحتفال خارج المنزل في ليلة رأس السنة، ودعا السكان إلى تجنب إطلاق الرصاص الطائش الذي قد يتسب في إصابة أو مقتل أشخاص أبرياء، مقابل أن يعيشوا بضع لحظات من الفرح، مضيفًا، “من الأفضل بدل إطلاق الرصاص، الاحتفال بالأشياء الآمنة”.

من جانبه، قال آحو سركيس (60 عامًا)، من حي السريان بالقامشلي، إنه سعيد بمشاركة الناس للاحتفال بليلة رأس السنة، ولكنه لا يحبذ استخدام الأسلحة، بل يفضل التجمعات والدبكات والرقص والدعاء والصلاة في هذا اليوم مع تزيين الشجرة ولبس زي “بابا نويل” وغيرها.

وأضاف آحو ل أن إطلاق الرصاص العشوائي يهدد حياة الجميع، خاصة الشبان الذين يحتفلون في الساحة حول الشجرة، أو الذين يقيمون جوقات موسيقية ويذهبون للاحتفال مع رفاقهم، “ورغم أن القوانين تمنع إطلاق الرصاص العشوائي إلا أن لا أحد يلتزم”.

ويرى آحو أن عام 2024 كان مميزًا عقب سقوط الأسد، “لذا لم يكن الاحتفال بولادة سنة جديدة فحسب، بل بولادة جديدة لسوريا”، لكنه قال، “لا تقتلونا بفرحتكم، لا تقلتوا بالرصاص العشوائي، من نجا من الحرب، من حق الناس أن تعيش بسلام بعد حروب دامية”.

كانت “الإدارة الذاتية” أصدرت قانونًا عام 2014 وصدق عليه المجلس التشريعي التابع لها عام 2016، بمنع حيازة السلاح واستعماله بشكل خاطئ، لكن رغم ذلك لا يزال إطلاق الرصاص العشوائي منتشرًا في مختلف المناسبات.

وتقتصر الإجراءات الأمنية في مدينة القامشلي كل عام، على انتشار “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لـ”قسد” للتخفيف من الازدحام ولحماية المدنيين من الحوادث، نظرًا لتوافد الكثير من السكان إلى الأسواق والساحات.

وشنت “أسايش” في ليلة رأس السنة هذا العام حملة اعتقالات ومصادرة الأسلحة غير المرخصة لضبط الأمن بمساعٍ من الأهالي في المنطقة، بحسب ما ذكرته مراسلة.

أسفرت الحملة عن اعتقال عدة أشخاص ومصادرة أسلحتهم بعد انتشار مقاطع مصورة تظهرهم وهم يطلقون الرصاص، أحدهم كان يحمل رشاشًا أمام مطعم في القامشلي، مما أثار الرعب عند الأهالي، بحسب المراسلة.

تتبع “أسايش” لـ”الإدارة الذاتية” التي تسيطر على مناطق واسعة شمال شرقي سوريا، وتشمل كامل مدينة الحسكة ومعظم الرقة، وأجزاء من دير الزور.

كان شخصان أصيبا بالرصاص العشوائي في القامشلي عام 2022، بينما أصيب سبعة آخرون بينهم ثلاثة أطفال عام 2024، برصاص احتفالات رأس السنة.

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق