دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية روسيا وأوكرانيا إلى ضمان “السلامة” النووية، بعدما تسببت ضربات متبادلة بين البلدين في انقطاع التيار الكهربائي عن محطة زاباروجيا النووية، الأكبر في أوروبا، ومحطة تشيرنوبل، التي شهدت كارثة عام 1986.

ورغم أن تشيرنوبل وزابوريجيا متوقفتان عن العمل حالياً، إلا أنهما بحاجة إلى إمداد كهربائي مستمر لتشغيل أنظمة التبريد، ما يعدّ أمراً حاسماً لتجنب وقوع حادث نووي محتمل، وفق وكالة “أسوشيتد برس”.

كما أن انقطاع الكهرباء قد يؤدي أيضاً إلى تعطيل أنظمة مراقبة الإشعاع التي تديرها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتعزيز أمن تشيرنوبل.

وتسبّب هجوم بطائرة مسيّرة في انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 3 ساعات عن موقع تشيرنوبل النووي في شمال أوكرانيا.

كما تسبب هجوم آخر في انقطاع الكهرباء عن محطة زابوريجيا النووية، في جنوب شرق أوكرانيا، فيما تبادلت كييف وموسكو الاتهامات بشأنه.

“الإرادة السياسية”

ودعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي أوكرانيا وروسيا إلى إظهار “الإرادة السياسية” اللازمة للحفاظ على سلامة المنطقة المحيطة بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، وذلك للسماح بإعادة توصيل خط الكهرباء الخارجي بالمنشأة، وفق ما أوردت وكالة “رويترز”.

وفي الأسابيع الأولى للحرب، سيطرت روسيا على محطة زابوريجيا، وهي الأكبر في أوروبا وبها 6 مفاعلات. 

وانقطعت الكهرباء عن المنشأة منذ 23 سبتمبر، وهي المرة العاشرة التي ينقطع فيها التيار الكهربائي.

ولا تنتج المحطة كهرباء، ولكن يتم تبريد الوقود في مفاعلاتها بواسطة مولدات ديزل طارئة.

وقال جروسي في بيان: “يؤكد الجانبان استعدادهما لإجراء الإصلاحات اللازمة على جانبي خط المواجهة، ولكن لكي يحدث ذلك، يجب أن يتحسن الوضع الأمني ​​على الأرض حتى يتمكن الفنيون من أداء عملهم الحيوي دون تعريض حياتهم للخطر”.

وأضاف: “أدعو الجانبين إلى اتخاذ ما يلزم لمنع المزيد من التدهور، إنها مسألة إرادة سياسية، وليست مسألة إمكانية ذلك من الناحية الفنية، وهو أمر مؤكد”.

وقال جروسي في بيانه إن انقطاع التيار الكهربائي الخارجي الأسبوع الماضي عن محطة تشيرنوبل للطاقة النووية المتوقفة عن العمل، استمر 16 ساعة.

زيليسنكي ينتقد جروسي

وانتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، جروسي على ما وصفه بـ”ردود الفعل الضعيفة” تجاه المخاطر، واتهم روسيا بأنها “تخلق عمداً تهديداً بوقوع حوادث إشعاعية”.

وأضاف: “كل يوم من حرب روسيا، وكل ضربة تستهدف منشآتنا للطاقة، بما فيها المرتبطة بالأمن النووي، يشكل تهديداً عالمياً، لا تنفع الإجراءات الضعيفة أو نصف الحلول، نحتاج إلى تحرّك قوي”.

ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتهامات الأوكرانية بأن موسكو تقصف خطوط الكهرباء حول محطة زابوريجيا، واعتبرها “هراء”، متهماً كييف باستهداف المحطة التي تسيطر عليها روسيا.

وقال بوتين، الخميس، إن “الطرف الآخر يجب أن يفهم أنه إذا واصل هذه اللعبة الخطيرة، فإن لديهم أيضاً محطات نووية عاملة.. فما الذي سيمنعنا من الردّ بالمثل؟ دعهم يفكرون في ذلك”.

وضع هش في زاباروجيا

وتشهد محطة زابوريجيا، التي تعتبر بين أكبر عشر محطات نووية في العالم، وضعاً “هشاً للغاية”. فهي تعتمد منذ أكثر من أسبوع على مولدات ديزل طارئة لتشغيل أنظمة التبريد لستة مفاعلات متوقفة عن العمل وخزانات الوقود.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن المحطة “ليست في خطر وشيك” لكنها بحاجة عاجلة لإعادة ربطها بشبكة الكهرباء.

ووصف وزارة الطاقة الأوكرانية الوضع بأنه “غير مسبوق”، مضيفة أنه “لا توجد أي محطة نووية في العالم عملت في مثل هذه الظروف، ولا يمكن تقديم أي توقعات موثوقة”.

ونقلت “أسوشيتد برس”، عن إدوين لايمان، مدير برنامج السلامة النووية في Union of Concerned Scientists الأميركي، قوله إن “الوضع في زابوريجيا بالفعل هش للغاية ويزداد سوءاً.. وإذا انقطع التيار عن التبريد، فقد يستغرق الأمر عدة أيام أو أكثر قبل أن تبدأ المفاعلات أو أحواض الوقود المستهلك في تسريب كميات كبيرة من المواد المشعة”.

شاركها.