أعلنت السلطات في هونج كونج عن ارتفاع ملحوظ في أعداد القوارض المصطادة خلال العام الماضي، فيما بدأت تستعين بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز جهودها في مكافحة هذه الآفة الحضرية.

وكشفت إدارة الأغذية والصحة البيئية بهونج كونج، أن فرق المكافحة تمكنت من اصطياد نحو 89 ألفاً و600 فأر في عام 2024، بزيادة تقارب 40% مقارنة بالعام السابق، وهو ما عزته إلى إدخال كاميرات حرارية مزوّدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة حركة القوارض واستبدال الطرق التقليدية، مثل متابعة آثار القضم على الطعوم الغذائية كالبطاطا الحلوة، بحسب تقرير نشره موقع “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.

في ميدان “هاو تي” بمنطقة تسوين وان، شهد عدد الفئران التي تم اصطيادها ارتفاعاً من 89 فأراً في عام 2023 إلى نحو 270 في 2024، وهو ما اعتبرته السلطات مؤشراً على فعالية التدابير التقنية الجديدة.

كيف يصطاد الذكاء الاصطناعي فئران هونج كونج؟

وأوضح كبير مفتشي الصحة في الإدارة، سو يونج-فونج، أن الكاميرات الحرارية “تمكّن فرق المكافحة من تتبع تحركات الفئران ورصد أوقات نشاطها بدقة”، مشيراً إلى أن موظفي الإدارة يضعون هذه الكاميرات في المناطق المستهدفة لمدة ثلاثة أيام متتالية.

وتعمل الكاميرات من الساعة السابعة مساءً حتى السابعة صباحاً، فيما تُحلل الصور الحرارية باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد المسارات الدقيقة التي تسلكها القوارض، ما يمكّن الفرق الميدانية من وضع خطط أكثر استهدافاً وفعالية.

وبحسب مسؤولي الصحة، يمثل إدخال الذكاء الاصطناعي في جهود مكافحة الفئران خطوة نوعية لتعزيز الصحة العامة في هونج كونج، ومن المتوقع أن يسهم في الحد من تكاثر القوارض وتحسين البيئة الحضرية على المدى الطويل.

اتجاه عالمي

وليس هناك من يقتصر على هونج كونج في استخدام الذكاء الاصطناعي لمكافحة الفئران، ففي السويد طورت شركة Anticlimax نظاماً ذكياً باسم SMART يعتمد على أجهزة استشعار متصلة بالإنترنت لمراقبة نشاط القوارض على مدار الساعة.

تقوم هذه المستشعرات بإرسال البيانات فورياً إلى مركز تحكم آلي، ما يمكّن فرق المكافحة من التدخل المبكر ومنع انتشار الفئران دون الاعتماد المكثف على السموم أو المبيدات، ويُعد هذا النظام من بين الحلول الأكثر استدامة وصديقة للبيئة.

كما طورت نيوزيلندا أفخاخاً ذكية قادرة على التمييز بين الأنواع باستخدام الذكاء الاصطناعي. هذه الفخاخ تنشط تلقائياً عند رصد القوارض أو الحيوانات الغازية مثل الأبسوم، بينما تتجنب استهداف الأنواع المحلية المحمية، وذلك ضمن مشروعها الوطني “Predator Free 2050”.

وفي أستراليا وعدة دول أوروبية، تعتمد شركات مثل Rentokil على مصائد ذكية متصلة بالإنترنت تستخدم تقنيات التعلم الآلي لمتابعة نشاط القوارض. تعمل هذه المصائد على إرسال بيانات دقيقة للسلطات والشركات لاتخاذ إجراءات وقائية، مثل تحسين نظافة الأحياء أو حماية أنظمة تخزين الغذاء. كما يجري حالياً التخطيط لتطبيق التقنية نفسها في مدن أمريكية مثل بورتلاند وماساتشوستس.

شاركها.