اخر الاخبار

ارتياح تجاه حماية أعياد المسيحيين في سوريا

– كريستينا الشماس

احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي والشرقي بعيد الفصح، وسط حضور أمني أحاط بالكنائس في مختلف المحافظات السورية، ما انعكس ارتياحًا ورد فعل إيجابيًا لدى معظم المسيحيين السوريين ممن قابلتهم.

وكان مسيحيون أبدوا مخاوف رافقها الجدل والتكهنات حول مصيرهم في سوريا بعد سقوط النظام.

خلال عيد الفصح، شهدت منطقة باب شرقي في دمشق، التي تضم أكبر تجمع للكنائس في العاصمة السورية، تشديدًا أمنيًا من قبل عناصر الأمن العام، لتأمين الحماية الكافية للمصلين المسيحيين ومواكب الكشافة، تجنبًا لأي حوادث قد تزعزع الاستقرار.

واستعد المسيحيون لإحياء طقوسهم مع بدء الصوم الكبير في 5 من آذار الماضي، الذي شهد صلوات وقداديس أقيمت على مدار 50 يومًا، تلتها احتفالات دينية بدأت في “أحد الشعانين”، الذي صادف 13 من نيسان الحالي، وتستمر الاحتفالات حتى يوم الفصح، المصادف الأحد 20 من نيسان.

وتعتبر الطقوس الدينية لعيد الفصح ذات خصوصية عند المسيحيين، وخاصة مواكب الفرق الكشفية للكنائس، التي تقوم بجولات استعراضية ضمن مناطق تجمع الكنائس، ما يتطلب وجودًا أمنيًا لحماية المواكب الكشفية والمصلين.

خطوة مطمئنة

الانتشار الأمني الذي أحاط الكنائس في مختلف المحافظات السورية وخاصة دمشق، في يوم “أحد الشعانين”، طمأن المسيحيين لإقامة صلواتهم وطقوسهم الدينية بشكل طبيعي كما اعتادوا سابقًا.

سيلفا السلمان، مقيمة في منطقة باب شرقي بدمشق، قالت ل، إنها شاركت في جميع الصلوات التي أقيمت استعدادًا لعيد الفصح، والإحاطة الأمنية للكنائس جعلتها مطمئنة على الرغم من مخاوفها حول عدم ممارسة طقوس العيد المعتادة، “لم تتغير الاحتفالات والطقوس والمواكب الكشفية عن السنوات الماضية”، بحسب سيلفا.

فادي العسافيين، أحد سكان منطقة باب توما بدمشق، لاحظ التشديد والاستنفار الأمني الذي سبق عيد الفصح بأسبوع، من قبل لجان أحياء المنطقة وعناصر الأمن العام.

وأكد فادي ضرورة وجود عناصر الأمن لحماية المصلين، بعد أن شهدت منطقة باب توما وباب شرقي، حيث تقطن غالبية مسيحية، أحداثًا في الأشهر الماضية من قبل أفراد مجهولين يمارسون نشاطًا دعويًا للدين الإسلامي في الشوارع العامة، ما أثارت مخاوف الأهالي.

وتحدث رامي الخوري، أحد سكان حي الدويلعة بدمشق، عن الانتشار الأمني الذي أحاط كنيستي “مار إلياس” و”مار يوسف”، منذ “أحد الشعانين” الماضي، وقيام عناصر الأمن بتفتيش الشوارع الرئيسة ومداخل الحارات في حيي الدويلعة والطبالة.

تطمينات الشرع والوحدة الوطنية

قدم الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، منذ سقوط النظام السابق، تطمينات للمسيحيين خلال لقاءات مع عدد من رجال الدين المسيحيين.

التطمينات لم تمنع من حصول انتهاكات فردية من قبل مسلحين مجهولين، أثارت مخاوف حول مستقبل المسيحيين في سوريا.

البطريرك يوحنا العاشر يازجي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، أكد، في كانون الأول 2024، على الوحدة المشتركة بين المسيحيين والمسلمين في سوريا.

وقال البطريرك يوحنا العاشر، “إخوتي المسلمين، ما بين النحن والأنتم تسقط الواو، ويبقى نحن أنتم، وأنتم نحن، فنحن معًا أصحاب تاريخ مشترك بكل صواعده ونوازله، ومصيرنا مصير واحد”.

الأمن يصر على الحماية بمواجهة أي انتهاكات

مصادر كنسية في دمشق عبرت عن مخاوف جدية من حصول حوادث أمنية تستهدف التجمعات لزعزعة الاستقرار.

ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن الأب سلامة سمعان في بطريركية الروم الكاثوليك قوله، إن “لدى الجميع وليس فقط عند المسيحيين مخاوف من مجهولين يقومون بأعمال عنف واعتداءات، والخوف يزداد عند حصول تجمعات كبيرة”.

ولفت الأب سمعان إلى أن الكنيسة كانت ترغب بتجنيب السلطات أعباء إضافية لتأمين التجمعات، وبأن تبقى الاحتفالات داخل الكنائس، إلا أن السلطات الأمنية طلبت أن يتم الاحتفال، كما جرت العادة، على أن تقوم قوى الأمن بتأمين الحماية اللازمة.

وشهدت البلاد حوادث متفرقة ومحدودة سابقًا، إذ أضرم مسلحون ملثمون النار بشجرة عيد الميلاد في السقيلبية بريف حماة، التي تقطنها غالبية مسيحية، في 12 من كانون الأول 2024، وخرجت على إثرها مظاهرات منددة بالحادثة في دمشق وحماة.

بعد أيام من الحادثة، تعرضت مطرانية الطائفة الأرثوذكسية بمركز مدينة حماة لاعتداء نفذه مسلحون مجهولو التبعية وأطلقوا الرصاص على جدران الكنيسة.

منذ سقوط النظام السابق، ثارت تساؤلات عديدة حول مستقبل الأقليات في سوريا، وخاصة المكون المسيحي الذي تراجع عدده من نحو 1.5 مليون إلى حوالي 300 ألف، بحسب تقارير غير مؤكدة، منها تقرير المنظمة الخيرية “Aid to the church in need” (العون للكنيسة المحتاجة)، الذي صدر في عام 2023.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *