لاقت خطة تسيير حافلات (باصات) النقل الداخلي مؤخرًا على خطوط بعض المحافظات السورية، ردود فعل إيجابية من قبل المواطنين الذين استخدموها خلال تنقلاتهم.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية بمنشورات وصور وفيديوهات تعبر عن أراء أصحابها، وارتياحهم للميزات الجديدة المتوفرة في “الباصات”، والمتقدمة، على حد تعبيرهم، عما هو سائد في باصات النقل الداخلي المفعلة مسبقًا على الخطوط.
وتسلمت سوريا منذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024، 50 “باصًا” كهدية مقدمة من دولة بيلاروسيا إلى الشعب السوري.
توزيع واستقلالية
مدير المؤسسة العامة لنقل الركاب، عمر أحمد قطان، ذكر ل أن “باصات” النقل الداخلي المقدمة كهدية من دولة بيلاروسيا، جرى توزيعها على أربع محافظات، بعد دراسة أجرتها لجنة مكلفة من قبل وزير النقل.
وتابع أنه تم تخصيص محافظتي حلب وحمص بـ10 “باصات” لكل محافظة، و8 “باصات” لمحافظة اللاذقية، وحظيت محافظة دمشق بالنسبة الأكبر وهي 22 “باصًا”.
اللجنة خلال دراستها راعت الحاجة الفعلية في كل محافظة، بالإضافة لأن تكون هذه الخطوة جرعة إسعافية مبدأية لسد النقص الحاصل في باصات النقل الداخلي، حسب ما بينه مدير المؤسسة، عمر أحمد قطان.
وأضاف القطان، أن الباصات وزعت إلى الشركات العامة للنقل الداخلي في المحافظات المذكورة سابقًا، مبينًا أن كل شركة من الشركات العامة للنقل الداخلي تتمتع بالشخصية الاعتبارية، وبالاستقلال المالي والإداري، وهي محدثة منذ أكثر من خمسين عامًا.
ميزات تنافسية
تتمتع باصات النقل الداخلي التي وصلت إلى سوريا على دفعات، أنها تعمل بنظام الأوتوماتيك، ومزوّدة بمحرك رباعي الأسطوانات (4 سلندر) قوة 220 حصان، من طراز “MAZ 206″، وسنة الصنع 2025، كما تتميّز بكفاءة عالية في استهلاك الوقود، حيث يقدر استهلاكها بنحو 35% أقل مقارنةً بالنماذج السابقة.
وتستثنى الدفعة الأخيرة التي وصلت في 21 أيار 2025 إلى مرفأ طرطوس، وجرى تسليمها إلى مديرية نقل الركاب في اللاذقية (ثمانية باصات)، من المواصفات المذكورة سابقًا، إذ يبلغ قياس الباص الواحد 13 مترًا، ومزودة بثلاثة أبواب، أحدهما مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة.
دعاء سلامة، موظفة في القطاع العام، نقلت ل تجربتها، في استخدام ثلاثة باصات للنقل الداخلي لشركات مختلفة، خلال يوم واحد، وعبرت عن صدمتها بالاختلاف الكبير بينها.
إذ استخدمت دعاء، أحد الباصات الحديثة على خط “مزة جبل – برزة” خلال ذهابها إلى منطقة “عرنوس”، وبحسب وصفها فأنها لاقت راحة كبيرة من جهة رسوم التعرفة وقيمتها ألف ليرة سورية، والراحة في الجلوس، وحركة الباص خلال مسيره.
وخلال عودتها من ساحة “المحافظة” إلى جسر “الحرية” (الرئيس سابقًا)، استخدمت باصًا لشركة “زاجل” الحكومية على خط “جسر الحرية – باب توما”، بتعرفة ركوب 2000 ليرة سورية، إلا ان الباص كان أكثر ازدحامًا، وأقل جودة من الباصات الحديثة، إلا أنه مقبول لدرجة ما، بحسب تعبيرها.
واختتمت دعاء رحلتها مع باص إحدى الشركات الخاصة، من خلف القصر العدلي في دمشق بإتجاه منطقة “الزاهرة”، واضطرت لدفع 3500 ليرة سورية تعرفة ركوب، بالإضافة إنها لم تستطع الحصول على مكان الجلوس وسط ازدحام كبير داخل الباص، وبنية داخلية متهالكة، واصرار السائق على صعود ركاب إضافيين خلال الرحلة.
قطع صيانة
أوضح مدير المؤسسة العامة لنقل الركاب، عمر أحمد قطان، أن باصات النقل الداخلي أتت كهدية من دولة بيلاروسيا، وليس بموجب اتفاقيات أو عقود توريد، لذلك لم تتضمن أي بنود توجب توريد قطع تبديل، أو اتباع الفنيين لدورات صيانة في بلد المنشأ.
وأضاف، أنه تم توريد عدد من قطع التبديل مع الباصات، ضمن صناديق مغلقة، بمعدل صندوق لكل باصين وبشكل عينات من القطع، تحتوي بخاخات، مصافي زيت، مصافي ماوزت، مرش، مرايا، ولوازم تعمير المحركات.
ونوه قطان،إلى توفر الفنيين القادرين على إصلاح الباصات في سوريا، لكن هناك حاجة إلى اتباع دورات تدريبية بمجال الإصلاح لإتقانها وسرعة إنجازها.
وتأتي هذه الباصات ضمن خطة وزارة النقل لتعزيز منظومة النقل الداخلي في محافظات دمشق وحلب وحمص واللاذقية وتحسين جودة الخدمة وتلبية احتياجات المواطنين، في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية تتطلب حلولًا عملية ومستدامة.
المصدر: عنب بلدي