اخر الاخبار

استاد “حلب الدولي” ينتظر الإنعاش

– هاني كرزي

مع بدء عصر جديد للرياضة السورية، تأمل الجماهير بإعادة تأهيل المنشآت الرياضية، وعلى رأسها استاد “حلب الدولي”، الذي يعتبر من أهم الملاعب في سوريا، ويقع في حي الحمدانية غربي مدينة حلب، إذ تعرضت هذه المنشأة العريقة لضرر كبير في عهد النظام السابق.

افتُتح استاد “حلب الدولي” في نيسان 2007 بمباراة ودية جمعت بين ناديي فنربختشه التركي والاتحاد السوري، وانتهت بالتعادل الإيجابي 2-2، وسط حضور جماهيري كبير.

يتسع الملعب لـ75 ألف متفرج، وحضر حفل افتتاحه رئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

حريق بعد التحرير

عانى اللاعبون في سوريا لعقود من الزمن من سوء الملاعب المحلية، في ظل عدم اهتمام حكومة النظام السوري السابق بتطويرها، بل إن الأخير اتجه لتحويلها إلى ثكنات عسكرية ومعتقلات، أو تعمّد إهمالها لتصبح مراعي للمواشي.

حالة ملاعب الدوري السوري والصالات الرياضية كانت مثار جدل وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال السنوات الماضية، نظرًا إلى سوء الأرضيات في معظمها، بينما كان النظام السابق يتذرع بالعقوبات الغربية بأنها السبب وراء عدم صيانتها.

استاد “حلب الدولي” كان من الملاعب التي تعرضت للضرر، بسبب إهمال صيانته من قبل حكومة النظام السابق.

عقب عشرة أيام على سقوط النظام، اندلع حريق في استاد “حلب الدولي”، ما ألحق أضرارًا في الملعب.

وقال “الدفاع المدني السوري”، إن حريقًا ضخمًا مجهول السبب اندلع في قاعة استقبال الملعب.

وذكر الصحفي الرياضي ميشيل سعد ل، أن الحريق تسبب بخسارة كبيرة، لأن الملعب استغرق بناؤه قرابة 25 عامًا، ولُعبت عليه مباريات لسنوات معدودة فقط، ثم جرى إغلاقه وحوّله نظام الأسد إلى ثكنة عسكرية.

الملعب ينتظر الترميم

في 12 من آذار الماضي، قام وفد من الاتحاد الرياضي العام بزيارة تفقدية إلى استاد “حلب الدولي” وملعب “الحمدانية” وصالة “الحمدانية” لكرة السلة في مدينة حلب، بهدف تقييم الأضرار التي خلّفها النظام السابق وإعادة تأهيلها من جديد.

وقال مسؤول الاستثمار والمنشآت في مديرية الرياضة والشباب بحلب، بلال دخان، ل، إن حالة الملعب مأساوية، فالكتل الأسمنتية فقط بحالة جيدة، وما تبقى بحاجة لترميم من الصفر.

وأضاف أن أرضية الملعب بحاجة إلى استبدال بشكل كامل، كما أن الشاشة العملاقة في الملعب أصبحت من طراز قديم، وسيتم استبدالها بنموذج حديث وفق المعايير العالمية.

بدوره، قال الصحفي الرياضي أنس عمو، ل، إن استاد “حلب الدولي” يحتاج إلى تأهيل شامل، بداية من أرضية الملعب، والمرافق وغرف اللاعبين والحكام وصالات الصحفيين ومقاعد المدرجات، إضافة إلى أجهزة الصوت التي أصبحت قديمة ويجب استبدالها بتقنيات حديثة.

ولفت عمو إلى أن شاشة وإضاءة الملعب بحاجة لتحديث، وتركيب تقنية “الليد” للإضاءة بدلًا منها، كما يجب تركيب بوابات إلكترونية، وتخصيص مواقف للسيارات، وتصميم أماكن لوضع الكاميرات الخاصة بتقنية الفيديو (الفار).

وأشار عمو إلى ضرورة وجود أماكن خاصة لعربات البث التلفزيوني ومكاتب الصحفيين، بحيث تكون مجهزة بشبكات إنترنت وكهرباء وأجهزة صوت وشاشات، مشيرًا إلى أن كل تلك التغييرات السابقة مطلوبة، ليصبح الاستاد وفق الشروط المعتمدة من قبل “فيفا” للملاعب الدولية.

خطة قطرية لترميم استاد “حلب”

عقب سقوط النظام السوري، أبدت قطر استعدادها لترميم خمسة ملاعب في سوريا، وقال مسؤول الاستثمار والمنشآت في مديرية الرياضة والشباب بحلب، بلال دخان، إن هناك خطة لتأهيل وإعادة إعمار استاد “حلب الدولي” والصالة الكبيرة في حلب، بالتعاون مع مسؤولي الرياضة في قطر.

وأكد دخان أن الجانب القطري أبدى استعداده لترميم الملعب، لكن لم يتم توقيع أي مذكرة تفاهم رسمية بهذا الخصوص، مشيرًا إلى أن مديرية رياضة حلب تنتظر إعادة هيكلة وزارة الرياضة والشباب والمديريات التابعة لها، حتى تبدأ بشكل رسمي العمل على تطوير المنشآت الرياضية في حلب.

من جهته، قال أنس عمو، إن وجود عقوبات اقتصادية على سوريا يمنع قطر أو أي دول أخرى من تحويل أموال إلى سوريا، لذلك أرسلت الحكومة القطرية إشعارًا إلى “فيفا” لإعلامها بالخطة التي وضعتها لترميم ملاعب في سوريا، مع تفاصيل المشروع والميزانية المطلوبة.

ولفت عمو إلى أن قطر لا تستطيع البدء بعمليات ترميم الملاعب قبل أن تحصل على موافقة رسمية من الاتحاد الدولي لكرة القدم.

صرح رياضي عريق

بدأ العمل على بناء استاد “حلب الدولي” منذ بداية الثمانينيات، وكان من المخطط أن يكون جاهزًا لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي استضافتها سوريا عام 1987.

مصمم الاستاد هو البولندي المستر كوش، الذي وضع تصميمًا كاملًا لمدينة الحمدانية الرياضية منذ عام 1980، وزار الملعب قبل سنتين من إتمام الإنجاز للاطلاع على واقع العمل.

توقفت أعمال البناء لأكثر من مرة لأسباب مختلفة أغلبها مالية، إلا أن الأعمال عرفت نشاطًا ملحوظًا منذ عام 2003، ليصبح الملعب جاهزًا في عام 2007.

بلغت التكلفة الاجمالية لبناء الاستاد حوالي مليار وأربعمئة مليون ليرة سورية (تعادل 28 مليون دولار)، وذلك بعد فترة إنشاء طويلة وصلت إلى 27 عامًا.

استُخدم استاد “حلب الدولي” في الغالب لمباريات كرة القدم، فهو الملعب الأساسي لفريقي الاتحاد والحرية، كما استضاف الملعب بعض مباريات المنتخب السوري لكرة القدم.

استاد “حلب” يعتبر الأضخم والأكبر من حيث السعة الجماهيرية في سوريا (75 ألف متفرج)، وهو الملعب الوحيد المغطى بشكل كامل في سوريا، لذلك يرى الصحفي الرياضي أنس عمو، أن هذا الاستاد يمكن أن يكون الوحيد في سوريا لإقامة المباريات الدولية، في حال أعيد تأهيله وفق مواصفات “فيفا”.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *