صوّت الإكوادوريون ضد السماح بعودة القواعد العسكرية الأجنبية إلى البلاد، مما أحبط آمال الولايات المتحدة في توسيع وجودها في منطقة المحيط الهادئ الشرقية.

وجاءت نتيجة الاستفتاء بمثابة ضربة لرئيس الإكوادور، دانييل نوبوا، الذي كان قد قاد حملة لتغيير الدستور من أجل إلغاء الحظر الذي أقرّه برلمان البلاد في عام 2008، حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية BBC. 

وكان نوبوا، قال في تصريحات نشرت قبل الاستفتاء، إن الخطوة ستساعد في مكافحة الجريمة المنظمة وتقليل مستوى العنف المتصاعد الذي شهدته البلاد في السنوات الأخيرة، والتي أصبحت خلالها واحدة من أكبر نقاط عبور المخدرات في العالم.

وكانت الولايات المتحدة تأمل في أن يمهّد الاستفتاء الطريق أمام فتح قاعدة عسكرية جديدة لها في البلاد، بعد 16 عاماً من إغلاق موقع لها على الساحل المطل على المحيط الهادئ.

وعلى الرغم من أن الإكوادور لا تنتج الكوكايين، إلا أن موانئها الضخمة وقربها من كولومبيا والبيرو، حيث تُصنَّع كميات كبيرة من المخدر، يجعلها موقعاً مرغوباً ومربحاً لعصابات تهريب المخدرات. ووفقاً لنوبوا، يمر نحو 70% من كوكايين العالم عبر الإكوادور.

وطغت على رئاسة نوبوا للغكوادور، حملة عسكرية صارمة ضد العصابات الإجرامية، شملت نشر جنود مسلحين في الشوارع. ويقول مؤيدوه إن نهجه ساعد في مكافحة الجريمة، بينما يرى منتقدوه أن حكومته لجأت إلى أساليب سلطوية.

وكانت القاعدة العسكرية الأميركية السابقة على ساحل الإكوادور، قد أُغلِقت بعدما قرر الرئيس اليساري السابق، رافاييل كوريا، عدم تجديد عقدها، ودفع باتجاه فرض حظر دستوري وافق عليه المشرّعون.

ومؤخراً زارت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، كريستي نويم، منشآت عسكرية في الإكوادور برفقة نوبوا.

الحرب على المخدرات

وفي مقابلة مع شبكة BBC في وقت سابق من العام الجاري، قال نوبوا، إنه يريد جيوشاً أجنبية للانضمام إلى ما وصفه بأنه “حرب” ضد جماعات تهريب المخدرات. وقد أجرى مؤخراً محادثات مع مسؤولين أميركيين بشأن تعزيز التعاون الإقليمي في مجالي الأمن والهجرة.

كما رفض الناخبون في الاستفتاء، إنهاء التمويل العام للأحزاب السياسية، وتقليص حجم الكونجرس، وإنشاء جمعية تأسيسية لإعادة كتابة دستور الإكوادور. وكان نوبوا  جادل بأن دستوراً جديداً قد يسمح بعقوبات أشد على المجرمين وإجراءات أقوى لتأمين الحدود، لكن منتقديه رأوا أن ذلك لن يحل المشكلات الاجتماعية الأعمق مثل انعدام الأمن وضعف الحصول على التعليم والرعاية الصحية في بعض المناطق.

كما خشي المنتقدون من أن يؤدي خفض تمويل الأحزاب السياسية وتقليص حجم الكونجرس، إلى تقليل الضوابط والتوازنات على الحكومة والإضرار بتمثيل المناطق الفقيرة، رغم أن الحكومة قالت إن ذلك سيوفر أموالاً عامة. وقال نوبوا إنه “سيحترم” نتيجة التصويت.

وفي يوم الاستفتاء، أُلقي القبض على زعيم إحدى أكبر عصابات تهريب المخدرات في الإكوادور، “لوس لوبوس”، في عملية شاركت فيها الشرطة الإسبانية.

ووفقاً لنوبوا، كان فيلمر بيبّو تشافارّيا، زعيم “لوس لوبوس”،  زوّر وفاته وكان مختبئاً في أوروبا بينما يدير عمليات إجرامية مثل تهريب المخدرات، وأصدر أوامر بالقتل والتعدين غير القانوني في الإكوادور. وقد صنفت الإكوادور والولايات المتحدة، “لوس لوبوس” كمنظمة إرهابية بموجب قوانينهما المحلية.

وجاء هذا الاستفتاء تزامناً مع إرسال الولايات المتحدة أكبر انتشار عسكري لها في البحر الكاريبي منذ عقود، بما في ذلك أكبر سفينة حربية في العالم وقاذفات. ونفذت ما لا يقل عن 21 ضربة ضد ما تقول إنها سفن لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ الشرقي والبحر الكاريبي، مما أودى بحياة ما لا يقل عن 83 شخصاً.

ولم تقدّم أدلة بشأن هوية من كانوا على متن تلك السفن، وقال بعض المحامين، إن الضربات قد تشكّل خرقاً للقانون الدولي.

شاركها.