12 نوفمبر 2025Last Update :

صدى الاعلام_استقال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الذي لعب دورًا رئيسيًا في المفاوضات خلال حرب غزة، وكان من أبرز المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

كان نتنياهو يعتمد على “ديرمر” طيلة سنوات في الملفات الأمنية والسياسية الحساسة، ووصفه في أكثر من مناسبة بـ”كاتم الأسرار”.

ويعد ديرمر من أبرز الشخصيات المقربة من نتنياهو وأحد مهندسي علاقاته الخارجية، لا سيّما مع الولايات المتحدة الأمريكية، إذ ارتبط بعلاقة وثيقة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكان من أبرز مهندسي “اتفاقات السلام” التي رعتها واشنطن عام 2020.

وقبل انضمامه إلى حكومة نتنياهو، شغل ديرمر منصب سفير إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 2013 و2021، إذ لعب دورًا رئيسيًا في تعزيز العلاقات بين تل أبيب وواشنطن خلال إدارة ترامب.

كما يُعرف ديرمر في الأوساط السياسية الإسرائيلية بلقب “وزير نتنياهو الخارجي الدائم”، نظرًا لدوره المحوري في رسم الاستراتيجيات السياسية والدبلوماسية لرئيس الوزراء، خصوصًا في مواجهة التحديات الإيرانية والملف الفلسطيني.

يأتي رحيل ديرمر في مرحلة حساسة تشهدها الحكومة الإسرائيلية، وسط توترات سياسية متزايدة تتعلق بملفات الحرب في غزة، والعلاقات مع واشنطن، والخلافات الداخلية حول مسار “صفقة إنهاء الحرب” التي تقودها الولايات المتحدة.

وتأتي استقالة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، بعد شهر تقريبًا من إعادة آخر المحتجزين الأحياء في غزة إلى إسرائيل كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، وبعد تسليم رفات معظم المحتجزين القتلى.

وبصفته أحد أقرب مساعدي نتنياهو، قاد ديرمر، البالغ من العمر 54 عامًا، مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وساعد في تأمين الدعم الأمريكي لشن غارات جوية مشتركة ضد المنشآت النووية الإيرانية، تاركًا بصمة كبيرة على استراتيجية الحرب في البلاد.

وتشير صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إلى أن ديرمر يُعد شخصية مثيرة للجدل في إسرائيل. فبينما يرى البعض أنه كان له دور أساسي في تأمين اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، يعتقد آخرون أنه ساعد نتنياهو على إطالة أمد الحرب، من أجل البقاء السياسي لرئيس الوزراء.

ولد “ديرمر” في ميامي بيتش بولاية فلوريدا، وهو ابن عمدة سابق للمدينة من الحزب الديمقراطي. وانتقل إلى إسرائيل بعد تخرجه من كلية الدراسات العليا، ولم يخدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو أمر إلزامي لمعظم الإسرائيليين.

ويعمل ديرمر مستشارًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، منذ عام 2000، وفي إشارة إلى علاقاتهما الوثيقة، وصفته مجلة “تابلت” الإلكترونية، التي تركز على الثقافة اليهودية، ذات مرة بأنه “عقل بيبي”، في إشارة إلى لقب نتنياهو.

خلال إدارة ترامب الأولى، طور “ديرمر” علاقة مع جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق لشؤون الشرق الأوسط. خلال العام الماضي، عمل الرجلان معًا بشكل وثيق للدفع بوقف إطلاق النار في غزة.

ولم يعلن حتى الآن الشخص الذي سيخلف ديرمر في منصبه وزيرًا للشؤون الاستراتيجية، فيما تشير مصادر سياسية في تل أبيب إلى أن نتنياهو يحتفظ بالمنصب مؤقتًا إلى حين الانتهاء من المشاورات داخل الائتلاف الحكومي.

شاركها.