قال رئيس مركز التنبؤ المركزي في المديرية العامة للأرصاد الجوية، شادي جاويش، ل، الثلاثاء 26 من آب، إن “هناك توقعات بأمطار جيدة” على المناطق الغربية من سوريا، خلال النصف الثاني من شهر أيلول القادم، في حين تكون فرصة الأمطار ضعيفة بالمناطق الداخلية.
وأشار جاويش إلى أن الهطولات تكون حول المعدل لشهر أيلول في المناطق الغربية، إذ تتراوح من 30-50 ملم باختلاف المنطقة، مبينًا أن طبيعة الهطولات لفصل الخريف تكون غير متجانسة عادًة.
استبعاد الشتاء المبكر
واستبعدَ جاويش حدوث شتاء مبكر في سوريا هذا الموسم من ناحية الحرارة والهطولات، إذ من المتوقّع أن يتأخر الموسم المطري نسبيًا في معظم المناطق باستثناء الغربية.
كما يتأخر وصول الهواء البارد حتى نهاية العام تقريبًا، أي درجات الحرارة تكون أعلى من معدلاتها لغاية شهر كانون الأول القادم، بحسب الراصد الجوي.
ولفت جاويش إلى أنه من المنتظر أن تكون فرص الهطول خلال فصل الشتاء جيدة، وفي حال وصول الهواء القطبي يتوقع حدوث هطولات ثلجية، لكن بسبب بعد الفترة الزمنية يُكتفى حاليًا بمراقبة خرائط الطقس لثلاثة شهور قادمة (فصل الخريف).
وضربت “قبة حرارية” سوريا خلال الثلث الثاني من شهر آب الماضي، إذ تجاوزت درجات الحرارة 47 درجة في معظم مناطق البلاد، وكانت المناطق الشرقية الأشد تأثرًا.
وعرّفَ جاويش ظاهرة “القبة الحرارية”، في حديثه ل، آنذاك، بأنها مصطلح يُستخدم عندما تتشكّل منطقة واسعة من الضغط الجوي المرتفع نتيجة حركة الرياح في الطبقات العالية من الجو.
وبحسب جاويش، فإن الضغط الجوي العالي يُجبر الهواء الحار على العودة للأسفل، إذ ينضغط الهواء في أثناء هبوطه مطلقًا المزيد من الحرارة، وبالتالي يتشكل طقس مستقر وصافٍ في طبقات الجو المتوسطة والعالية، ما يسمح بوصول المزيد من الإشعاع الشمسي إلى سطح الأرض وتسخين أكبر ودرجات حرارة مرتفعة وقياسية.
وشهدت سوريا شتاًء جافًا للغاية لموسم 2024-2025، والذي وُصف بأنه “استثنائي” ولم يحدث منذ نحو سبعة عقود، ما نتج عنه أزمة مياه حادة نتيجة تأثر معظم الموارد المائية السطحية والجوفية وتراجع مناسيب تخازين السدود، بالتالي انعكس سلبًا على واقع الري وتسبب بأضرار كبيرة في القطاع الزراعي.
التغيرات المناخية
طرأت التغيرات المناخية على سوريا منذ ما يقارب عشر سنوات، إذ حصل تغيّر بنمط وتوزيع وشدة الهطول المطري، إضافًة إلى التغيرات بعدد حالات الموجات الحارة التي تأتي في فصل الصيف، بحسب ما قاله جاويش ل، في وقتٍ سابق.
وشهدت السنتان الماضيتان موجات حر في فصل الربيع وتحديدًا في أيار، وهذه الموجات تسبب أذية بالمحاصيل الزراعية أكثر من موجات الحر التي تحدث في فصل الصيف.
وأوضح جاويش، أن آثار التغيرات المناخية تزايدت خلال الفترة الأخيرة، ومن المتوقع تزايدها بالفترات المقبلة.
ولا تقتصر هذه التغيرات على أنماط الهطول والجفاف فقط، إذ يمكن أن يصبح هناك هطولات فيضانية، فالهطول الغزير المؤدّي لفيضان يسبب أذية في التربة والممتلكات العامة وحتى ضحايا.
وتلعب التغيرات المناخية دورًا حاسمًا في رسم اتجاهات محصول القمح السوري، فإلى جانب تحديات الحرب وتراجع الموارد، أدى تناقص معدلات الهطول المطري وعدم استقراره إلى سنوات جفاف قاسية، كانت بمثابة نقاط انهيار في الإنتاج، كما في سنوات 2018 و 2021 و 2022، بينما جلبت سنوات تحسن فيها الهطول المطري بعض الوفرة بالإنتاج كما في عامي 2020 و 2023.
ورغم أن المعدل التقديري للهطول في عام 2025 لم يتراجع كثيرًا عن عام 2024، فإن تأخر الهطول نهاية عام 2024، وتقطعه هذا العام، أدى إلى تأثر المزروعات البعلية وقلق الفلاحين.
ويقدر المعدل الوسطي للهطول في سوريا بين 300 و350 ملم سنويًا، أما الموسم الماضي فالتقديرات في أفضل الأحوال وصلت إلى 210 ملم.
وتواصل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذيراتها من تأثير تغيّر المناخ والأنشطة البشرية الصناعية، إذ قالت، إن “درجات الحرارة بصدد تجاوز المستويات القياسية على اليابسة وفي المحيطات، مع آثار مدمّرة محتملة على النظم البيئية”.
وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حذرت، في وقتٍ سابق، من أن العالم سيشهد درجات حرارة قياسية هي الأعلى عبر التاريخ خلال السنوات من 2023 حتى 2027.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي