عراقجي وويتكوف يقودان المحادثات الأميركية الإيرانية في عمان

أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية، الثلاثاء، بأن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيقودان المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، السبت 12 أبريل في سلطنة عمان، وسط تضارب بشأن ما إذا ستكون محادثات مباشرة أو غير مباشرة.
وذكرت وكالة “مهر” للأنباء الإيرانية أن عراقجي سيقود الوفد الإيراني في المفاوضات، بينما سيتولى المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قيادة الوفد الأميركي، فيما سيتولى وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أعمال الوساطة بين الجانبين الأميركي والإيراني.
ووصفت الوكالة الإيرانية “ويتكوف” بأنه “رجل أعمال ومطور عقاري” و”ليست لديه خبرة دبلوماسية، ومؤيد قوي لإسرائيل ولديه آراء تحرض على الحرب ضد إيران”، و”لديه علاقات وثيقة” مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ الثمانينات، ونفذا معاً مشاريع عقارية كبرى في نيويورك وفلوريدا.
الوفد الإيراني
ووصف وزير الخارجية الإيراني أسماء تم تداولها للمفاوضين الإيرانيين مع أميركا بأنها “غير صحيحة”، وقال: “لا شيء مما يتم تداوله من التكهنات صحيح”.
وفي حديث مع وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية، ردّ عراقجي على تقارير تحدثت عن مشاركة وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف في مفاوضات محتملة، قائلاً: “لا شيء مما يتم تداوله من التكهنات صحيح، لكن من المؤكد أن مسؤولية أي مفاوضات محتملة ستكون من اختصاص وزارة الخارجية، وإدارتها ستكون بيد وزير الخارجية”.
ولم يُشر في هذا الحديث إلى اسم شخص معين، لكن يبدو أن هذا التصريح مرتبط بخبر نقلته صحيفة إيرانية، الأحد، عن مصادر مطلعة، بشأن موافقة المرشد الإيراني علي خامنئي على “مفاوضات مباشرة” مع أميركا ومشاركة ظريف ضمن فريق مفاوضين مكون من 3 أشخاص، وهو الأمر الذي نفاه ظريف، الاثنين، وشبهه بـ”كذبة أبريل”.
وتحدثت صحيفة “شرق” الإيرانية عن عقد اجتماع سري، الجمعة، بين خامنئي ورئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف ونائب رئس المجلس حميد رضا حاجي بابائي.
وأضافت أن الاجتماع شهد موافقة خامنئي على موضوع “المفاوضات المباشرة” مع الولايات المتحدة، وتعيين 3 شخصيات سياسية، من بينها علي لاريجاني، وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام محمد فروزنده، ومحمد جواد ظريف، كممثلين مختارين لتنفيذ هذه المهمة، لكن الصحيفة اعتذرت عن التقرير في اليوم التالي.
ترمب يحذر إيران
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في إعلان مفاجئ، الاثنين، إن الولايات المتحدة وإيران تتأهبان لبدء محادثات مباشرة بشأن برنامج طهران النووي، لكن وزير الخارجية الإيراني قال إن المناقشات في عُمان ستكون غير مباشرة.
وحذر ترمب مجدداً من أن “إيران ستكون في خطر كبير” إذا فشلت المحادثات المنتظرة في عمان.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، رفضت إيران مطالب ترمب بأن تجري مفاوضات مباشرة بخصوص برنامجها النووي وإلا تعرضت لقصف، وبدا أنها تتمسك بهذا الموقف.
وقال ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي أثناء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “نجري محادثات مباشرة مع إيران، وقد بدأت.. وستستمر يوم السبت. لدينا اجتماع مهم للغاية، وسنرى ما يمكن أن يحدث”.
وأضاف: “أعتقد أن الجميع متفقون على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل”. وأوضح ترمب أن محادثات السبت مع إيران ستكون على مستوى رفيع، لكنه أحجم عن الخوض في التفاصيل. كما امتنع عن تحديد مكان إجراء المحادثات، لكنه أبقى على احتمال التوصل إلى اتفاق.
ويقول ترمب، الذي عزز الوجود العسكري الأميركي في منطقة الشرق الأوسط منذ توليه منصبه في يناير، إنه يفضل التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي على المواجهة العسكرية.
وقال ترمب في المكتب البيضاوي، الاثنين: “إيران لا يمكن أن تملك سلاحاً نووياً، وإذا لم تنجح المحادثات، أعتقد أنه سيكون يوماً سيئاً للغاية بالنسبة لإيران”.
رد إيران
وقبل ساعات من إعلان ترمب، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بأن إيران تنتظر رداً أميركياً على اقتراح طهران بإجراء مفاوضات غير مباشرة، وأضاف أن إيران “تعتقد أن هذا العرض سخي وحكيم”.
وبعد تصريحات ترمب، أفاد مسؤول إيراني كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، لرويترز بأن المحادثات “لن تكون مباشرة.. ستكون بوساطة عُمان”.
وتُعدّ عُمان، التي تربطها علاقات جيدة بكل من الولايات المتحدة وإيران، قناة للتواصل بين الدولتين منذ فترة طويلة.
وبعد ذلك بساعات كتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على منصة إكس أن محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى ستُعقد في عُمان، مضيفاً أنها “فرصة بقدر ما هي اختبار.. الكرة في ملعب الولايات المتحدة”.
وقال مسؤول إيراني ثان طلب عدم الكشف عن هويته في مطلع الأسبوع إن هناك فرصة محتملة تقارب الشهرين للتوصل إلى اتفاق مشيراً إلى مخاوف من أن إسرائيل قد تشن هجوماً إذا طال أمد المحادثات.
وقال نتنياهو، الذي أبدى القليل من الدعم لعقد مفاوضات بين واشنطن وطهران، إنه إذا كانت الدبلوماسية قادرة على منع طهران من امتلاك أسلحة نووية “بشكل كامل، كما حدث في ليبيا، فإنني أعتقد أن هذا سيكون أمراً جيداً”.
المفاوضات السابقة
وأجرت الولايات المتحدة وإيران محادثات غير مباشرة خلال فترة الرئيس السابق جو بايدن، إلا أنها لم تحرز تقدما يذكر. وكانت آخر مفاوضات مباشرة معروفة بين الجانبين في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي قاد جهود التوصل للاتفاق النووي بين طهران وقوى عالمية في عام 2015.
وفي فترة ولايته الرئاسية الأولى بين عامي 2017-2021، سحب ترمب الولايات المتحدة من اتفاق عام 2015 النووي والذي فرض قيوداً صارمة لكبح أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات. كما أعاد ترمب فرض عقوبات أميركية شاملة.
ومنذ ذلك الحين، تجاوزت إيران بكثير حدود ذلك الاتفاق بشأن تخصيب اليورانيوم.
وزادت تحذيرات ترمب من عمل عسكري ضد إيران حدة التوتر في الشرق الأوسط بعد الحرب المفتوحة في غزة ولبنان، والضربات العسكرية على اليمن، وتغيير القيادة في سوريا وتبادل الهجمات بين إسرائيل وإيران.
وكان الرئيس الأميركي قال، في 7 مارس، إنه كتب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي مقترِحاً عليه إجراء محادثات، إذ لا يمكن إجراء مثل هذه المحادثات بدون موافقة صريحة من خامنئي، الذي قال في فبراير إن التفاوض مع الولايات المتحدة “ليس ذكياً ولا مشرفاً ولا حكيماً”.
وقال مسؤولون إيرانيون حينذاك إن طهران لن تُجبر على التفاوض.
وتتهم القوى الغربية إيران بأن لديها برنامجاً سرياً لتطوير قدرتها على إنتاج أسلحة نووية بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى تقول تلك القوى إنه أعلى من المطلوب لبرنامج مخصص للأغراض المدنية.
وتقول طهران إن برنامجها النووي لا يستهدف إلا إنتاج الطاقة للأغراض المدنية.