اخر الاخبار

الأسعار ترتفع تل أبيض ورأس العين تصدّران السيارات للداخل

– رأس العين

بعد ركود استمر عامين، ارتفعت أسعار السيارات في رأس العين وتل أبيض بشكل ملحوظ، مع توجه التجار لتصديرها إلى الداخل السوري منذ سقوط النظام السابق، وكذلك نشاط “التهريب” عبر المعابر غير النظامية إلى مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، ما أدى إلى نقص في عدد السيارات المتوفرة في أسواق المدينتين.

تصدير إلى الداخل السوري

يتحكم بعض التجار بسوق السيارات في رأس العين وتل أبيض، إذ ينشطون في تصديرها إلى إدلب والشمال السوري، ومنها إلى باقي المناطق، لبيعها بأرباح مضاعفة.

التصدير جاء في وقت كان فيه سوق رأس العين وتل أبيض غير قادر على تصريف كميات من السيارات.

عبد العزيز السلطان، من قرية رجم حلاوة في تل أبيض، قرر قبل سقوط النظام السوري شراء سيارة “هيونداي” موديل “2008” للعمل عليها، بهدف تحسين وضعه المادي.

وبسبب تأخر ابنه في تحويل المبلغ من تركيا، اضطر عبد العزيز للانتظار حتى بداية كانون الثاني الماضي، مما أخره في إتمام عملية الشراء.

وعندما عاد عبد العزيز للسؤال عن السيارة التي كان قد اختارها من صاحب المعرض، فوجئ بتغيير رأيه بسبب تحسن السوق ورفضه بيع السيارة بالسعر المتفق عليه مسبقًا، حيث طلب منه مبلغًا أكبر بكثير.

وذكر أن السعر الجديد هو 7500 دولار أمريكي بدلًا من 4350 دولارًا، مما دفعه إلى إلغاء فكرة الشراء، وقرر الانتظار حتى تنخفض الأسعار.

سيف المازن، أحد “سماسرة” بيع السيارات في رأس العين، قال ل، إن عدم إدخال سيارات جديدة إلى رأس العين حرك السوق وحسَّنه عن السابق.

وأوضح أن تجارة السيارات كانت خلال العامين الماضيين غير مجدية اقتصاديًا، بسبب كثرة الموردين للمنطقة، وضيق المساحة الجغرافية.

وأضاف أن سقوط النظام أسهم أيضًا بتحريك سوق السيارات في رأس العين وتل أبيض، بسبب انخفاض أعداد السيارات في المنطقة واتجاه غالبية التجار للتصدير إلى الداخل السوري.

ارتفاع 40%

حصلت على أسعار السيارات في تل أبيض ورأس العين، إذ شهدت ارتفاعًا مقارنة بما كانت عليه قبل سقوط النظام، إذ كانت أسعار “هيونداي بورتر H100” موديل 2007 تتراوح بين 4300 و5000 دولار، لتصل إلى ما بين 7500 و8500 دولار.

أما “جيب سنتافيه” موديل 2004 حتى 2005، فكان سعرها يتراوح بين 3800 و4000 دولار، لكنه قفز إلى ما بين 6000 و6500 دولار.

كما ارتفع سعر “جيب SM” موديل 2006 حتى 2010 من 4400-5400 دولار إلى 6000-7000 دولار.

تجارة نشطة

يعمل العديد من الأشخاص في منطقتي تل أبيض ورأس العين على بيع السيارات بأسعار أعلى، من خلال تمريرها من الطرق غير النظامية (تهريب) عبر “سماسرة” موجودين في مناطق سيطرة “قسد”.

قال رمزي السالم، أحد العاملين في عبور السيارات من مدينة تل أبيض إلى مناطق سيطرة “قسد”، إن هذه التجارة شهدت ازدهارًا ملحوظًا بعد سقوط النظام السوري.

وأوضح ل أنه يتعاون مع تجار نافذين في مناطق سيطرة “قسد” لإيصال السيارات الجديدة عبر طريق “M4” الدولي، حيث تُباع هناك بأسعار تصل أحيانًا إلى ضعف قيمتها الأصلية.

وأضاف السالم أنه يدفع 450 دولارًا عن كل سيارة لأشخاص متنفذين عند “قسد”، للسماح بمرورها من دون حجزها.

وذكر أن نشاط التهريب أدى إلى نقص حاد في السيارات داخل تل أبيض ورأس العين، خاصة في ظل توقف استيراد المركبات عبر المعابر الرسمية، ما زاد من ارتفاع الأسعار محليًا.

من جانبه، عدنان عثمان، صاحب معرض سيارات في رأس العين، قال ل، إنهم اضطروا لرفع الأسعار، نظرًا إلى اعتمادهم على التسعيرة المتبعة في الشمال السوري وزيادة الطلب على السيارات.

وأوضح عثمان أن من أبرز الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار السيارات، منع المعابر والجمارك دخول السيارات تحت موديل 2011.

وأضاف أن غالبية السكان كانوا يعتمدون على هذه الأنواع، بسبب انخفاض أسعارها مقارنة بالسيارات الحديثة.

وأشار عثمان إلى أن اتجاه التجار الذين كانوا يوردون السيارات إلى منطقة رأس العين وتل أبيض نحو الداخل السوري، وعدم توريدهم السيارات إلى المنطقة، أدى إلى نقص حاد في عدد السيارات، وهو ما أسهم أيضًا في زيادة الطلب على السيارات وقلة المعروض، ودفع الأسعار إلى الارتفاع بشكل ملحوظ.

وتسمح تركيا لتجار السيارات في رأس العين باستيراد السيارات الأوروبية المستعملة، والعبور عبر أراضيها حتى تاريخ إصدار سابق عشر سنوات فقط، أما السيارات المنتجة بعد هذا التاريخ فتوقف استيرادها، وتحتاج إلى إذن خاص لدخولها عبر الأراضي التركية إلى رأس العين.

ووفقًا لإحصائية حصلت عليها في حزيران لعام 2024 من قبل مديرية المواصلات في رأس العين، فقد بلغ عدد السيارات المسجلة 24450 مركبة.

تقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا (يتبع للحكومة السورية المؤقتة)، وتحيط بهما جبهات القتال مع “قسد”، وتعتبر الحدود التركية منفذهما الوحيد نحو الخارج.

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *