اخر الاخبار

“الأغذية العالمي” يتلقى أوامر أميركية لوقف عشرات المنح

أمرت واشنطن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بوقف العمل على عشرات المنح، التي تموّلها الولايات المتحدة، وفقاً لبريد إلكتروني اطلعت عليه وكالة “رويترز”، وأُرسل بعد 5 أيام من إصدار وزير الخارجية ماركو روبيو إعفاء للمساعدات الغذائية الطارئة.

وتبلغ قيمة منح الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عشرات الملايين من الدولارات، وتوفر مساعدات غذائية في دول فقيرة من بينها اليمن وجمهورية الكونجو الديمقراطية، والسودان، وجنوب السودان، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وهايتي، ومالي.

ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية، وبرنامج الأغذية العالمي على الفور على طلب للتعليق.

وتندرج العديد من المنح، التي جرى تعليقها تحت برنامج للغذاء من أجل السلام، وهو البرنامج الذي ينفق نحو ملياري دولار سنوياً على التبرع بسلع أميركية.

وتتم إدارة هذا البرنامج، الذي يشكل الجزء الأكبر من المساعدات الغذائية الدولية الأميركية، بشكل مشترك من وزارة الزراعة والوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وبعد ساعات فقط من توليه منصبه في 20 يناير، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوقف المساعدات الخارجية لمدة 90 يوماً، حتى يتسنى مراجعة المساهمات لمعرفة ما إذا كانت تتماشى مع سياسته الخارجية “أميركا أولاً”. والولايات المتحدة هي أكبر مانح للمساعدات في العالم.

إلا أن وزارة الخارجية أعلنت لاحقاً، أن روبيو أصدر إعفاء للمساعدات الغذائية الطارئة. كما وافق بعد ذلك على إعفاء للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، والتي تعرف بأنها الخدمات الأساسية المنقذة للحياة في كل من الأدوية والخدمات الطبية وكذلك الأغذية والمأوى.

“تداعيات بعيدة المدى”

لكن في 29 يناير الماضي، تلقى برنامج الأغذية العالمي، الذي تتولى منصب مديرته التنفيذية الأميركية سيندي ماكين، رسالة إلكترونية من مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية تتضمن قائمة بعشرات الأرقام الخاصة بالمشاريع التي خضعت لأمر بوقف العمل.

ووفقاً للرسالة الإلكترونية، رد مسؤول كبير في برنامج الأغذية العالمي في واشنطن بقائمة من الأسئلة التوضيحية. وفي مذكرة أخرى اطلعت عليها “رويترز”، أعرب نفس المسؤول عن مخاوف بشأن توقف منح مؤسسة الائتمان السلعي التابعة لوزارة لزراعة الأميركية.

وكتب المسؤول في برنامج الأغذية العالمي، أن توقف المنح “تسبب في تعطيل سلسلة إمداد الغذاء الضخمة لبرنامج الأغذية العالمي، ما أثر على أكثر من 507 آلاف طن متري من الغذاء بقيمة تزيد على 340 مليون دولار”.

وأشار المسؤول إلى أن بعض هذه الأغذية في طريقها حالياً عبر البحر، وأن المزيد منها مخزن في 23 دولة وبعضها ينقل على طرق برية.

وأضاف أن “كمية كبيرة من الغذاء يجري تحميلها حالياً في موانئ مثل هيوستن ومواقع أخرى عبر سلسلة الإمداد المحلية في الولايات المتحدة”.

وتابع المسؤول: “حجم هذا الاضطراب يؤكد التأثيرات بعيدة المدى لتوقف التمويل على جهود المساعدات الغذائية العالمية. برنامج الأغذية العالمي يعمل حالياً على تحليل التأثير الذي يخلفه ذلك على المستفيدين المعرضين للخطر للغاية في ظل ظروف إنسانية شديدة، والذين يتلقون هذه المساعدة المنقذة للحياة”.

وتحذر منظمات إنسانية من أن الجهود التي تبذلها إدارة ترمب، لخفض وإعادة تشكيل المساعدات الخارجية الأميركية تشل النظام العالمي المعقد، الذي يهدف إلى منع حدوث ومواجهة المجاعة.

وكانت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية هدفاً لبرنامج إعادة تنظيم حكومي بقيادة الملياردير إيلون ماسك، وهو حليف مقرب من ترمب. وتخطط إدارة ترمب لإبقاء أقل من 300 موظف من بين آلاف الموظفين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وأشادت سفيرة ترمب الجديدة لدى الأمم المتحدة إليز ستيفانيك ببرنامج الأغذية العالمي باعتباره “برنامجاً ناجحاً للغاية”، عندما ظهرت أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي الشهر الماضي. وأشارت إلى أن برنامج الأغذية العالمي يحظى “بدعم كبير من الحزبين” في الكونجرس.

ما هو برنامج الأغذية العالمي ؟

برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، هو أكبر منظمة إنسانية في العالم تقوم بإنقاذ الأرواح في حالات الطوارئ، وتستخدم المساعدة الغذائية من أجل تمهيد السبيل نحو السلام والاستقرار والازدهار للناس الذين يتعافون من النزاعات والكوارث وآثار تغيّر المناخ.

ويبلغ عدد موظفي البرنامج الذي حصل على جائزة نوبل للسلام عام 2020 نحو 23 ألف شخص حول العالم. ويعمل في أكثر من 120دولة ومنطقة لتقديم الطعام المنقذ لحياة الأشخاص الذين نزحوا بسبب النزاعات وللمحتاجين الذين تضرروا بفعل الكوارث.

ويجري تمويل عمليات البرنامج بالكامل من خلال المساهمات الطوعية السخية من الحكومات والمؤسسات والشركات والأفراد المانحة. يذهب ما مجموعه 93.5% من جميع مساهمات الحكومات مباشرة لدعم العمليات المنقذة للحياة والمغيرة للحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *