الأمم المتحدة تحذر من تهديدات تواجه سوريا
حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، من أن سوريا لا تزال تواجه “تهديدًا ثلاثي الأبعاد”، يتمثل في انعدام الأمن وأزمتين اقتصادية وإنسانية، بعد مضي ثلاثة أسابيع على سقوط النظام.
وقال “أوتشا” في تقرير، الثلاثاء 31 كانون الأول، إن الأعمال العدائية وانعدام الأمن لا يزالان يؤثران على مناطق في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك محافظات حلب ودير الزور وحماة وحمص واللاذقية والقنيطرة وريف دمشق وطرطوس.
وذكر التقرير أن هناك زيادة ملحوظة في معدل الجريمة، بما في ذلك عمليات الاختطاف، التي لوحظت في أجزاء من حلب والمناطق الساحلية خلال الأسبوع الماضي.
وأضاف أن نقاط التفتيش الجديدة في حمص قيّدت الحركة، ما حدّ من الوصول إلى المرافق الإنسانية مثل المساحات الصديقة للأطفال.
وأكد “أوتشا” أن العمليات الإنسانية لا تزال معلّقة في مناطق من محافظات حلب ودير الزور واللاذقية وطرطوس، كما توقفت مؤقتًا شحنات المساعدات الإنسانية من دمشق إلى محافظة الحسكة، بسبب الوضع الأمني المتقلب.
في الوقت نفسه، لا يزال انتشار الذخائر المتفجرة يشكل تهديدًا رئيسًا للمدنيين الذين يتنقلون بين المناطق، فخلال الأسبوع الماضي، أفادت تقارير بأن مخلفات الحرب قتلت ما لا يقل عن سبعة أشخاص وأصابت 20 آخرين في محافظات حلب ودرعا ودير الزور وحماة وإدلب.
وإلى جانب انعدام الأمن، أشارت الأمم المتحدة إلى مخاوف متزايدة بشأن السيولة المالية وتدهور الخدمات العامة، بما في ذلك المياه والكهرباء، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والنقل.
لكن في المقابل، أشار مكتب “أوتشا” إلى أن هناك انخفاضًا ملحوظًا في أسعار السلع الغذائية، على الرغم من أن توفر الخبز لا يزال منخفضًا في مدينة حلب وغربها، في حين لا تزال بعض المخابز خارج الخدمة في محافظة دير الزور.
وأشار مكتب التنسيق الأممي إلى أن المخابز في هذه المناطق تتطلب إصلاحات وصيانة عاجلة للعمل بكامل طاقتها، فضلًا عن المدخلات الأساسية مثل الدقيق لزيادة الإنتاج.
وشدد “أوتشا” على أن هناك حاجة ملحّة لإعادة تأهيل البنية التحتية في سوريا، بما في ذلك الطرق والشبكات الكهربائية ومرافق الخدمة العامة في جميع أنحاء البلاد.
ولفت مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي إلى أن قرى في جنوبي إدلب وشمالي حماة وغربي حلب تعرضت لأضرار جسيمة، نظرًا إلى قربها من خطوط المواجهة السابقة.
في حين لا يزال سد تشرين غير صالح للاستخدام، منذ تعرضه لأضرار في 10 من كانون الأول 2024 بسبب المعارك بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”إدارة العمليات العسكرية”، ما أدى إلى حرمان نحو 413 ألف شخص في منبج وكوباني من المياه والكهرباء.
كانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أكدت أن نحو مليون سوري بحاجة إلى مساعدات بقيمة 310 ملايين دولار لتسهيل عودتهم إلى بلادهم خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025.
وقال متحدث المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويليام سبيندلر، في 26 من كانون الأول 2024، إن المفوضية استأنفت عملياتها في سوريا، حيث تعمل مراكزها بنسبة 80% من طاقتها، وفق وكالة “الأناضول” التركية.
وأضاف المتحدث أن معظم اللاجئين السوريين الذين يعيشون في الخارج يرغبون في العودة إلى بلادهم، لكنهم ينتظرون تحسن الظروف داخل البلاد.
وأكد أهمية دعم المجتمع الدولي لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، إلى جانب تقديم المساعدة لإعادة إعمار البلاد التي دمرتها الحرب.
وحثت رئيسة المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، إيمي بوب، الحكومات على التريث في خطط إعادة اللاجئين، مشيرة إلى أن بعض المجتمعات تضطر للنزوح مرة أخرى بسبب عدم وضوح الحياة تحت السلطات الجديدة، أي سلطة حكومة دمشق المؤقتة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي