قالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأردن، شيري ريتسما-أندرسون، إن عودة بعض اللاجئين السوريين من الأردن لا تعني انتهاء الحاجة إلى الدعم، مشيرة إلى أن الكثيرين لن يكونوا قادرين على العودة إلى منازلهم لفترة طويلة من الزمن.

وأضافت المنسقة الأممية في حديث لقناة “المملكة” الأردنية، نقلته الأحد 23 من تشرين الثاني، أن الأمم المتحدة تعمل على ضمان بقاء الخدمات في الخطوط الأمامية والاحتياجات الأساسية للاجئين في الأردن مدعومة ويتم تلبيتها طوال مدة إقامتهم.

وأوضحت أن الأمم المتحدة ملتزمة بتقديم الخدمات، واستمرار شراكتها مع الأردن كدولة مضيفة للاجئين على المدى الطويل.

أندرسون أكدت أن الأمم المتحدة ترى أنه من المشجع أن يعود الناس إلى ديارهم، لكنها أكدت على ضرورة مواصلة تقديم الخدمات والدعم للاجئين السوريين إلى أن تتوفر تلك الظروف الملائمة للعودة إلى سوريا، من حيث المساكن الجيدة، والمدارس، ومراكز رعاية صحية تسمح للناس بالعودة إلى منازلهم بأمان وكرامة.

خسائر في التمويل

أكدت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأردن، شيري ريتسما-أندرسون، أن الأمم المتحدة شهدت بعض الخسائر في التمويل خلال العام الحالي، مما أثر في الخدمات المقدمة للاجئين.

وأشارت إلى أن العام الحالي كان من أصعب الأعوام على منظومة الأمم المتحدة والبرامج الإنسانية حول العالم، مؤكدة أن هذه الصعوبات وصلت إلى الأردن وأثرت بصورة ملموسة على بعض البرامج والخدمات، ولا سيما تلك المقدمة للاجئين.

لكنها نوهت في المقابل إلى أن هناك جانبًا إيجابيًا يتمثل في أن الكثير من المانحين يفعلون كل ما يستطيعون لضمان استقرار التمويل، وذلك بعد أن تلقّت الأمم المتحدة قرابة 680 مليون دولار في الأردن العام الماضي.

وأضافت أن الأمم المتحدة تبذل أقصى جهد للحفاظ على برامجها، لضمان حصول المجتمعات على المساعدة التي تحتاج إليها، والتخفيف من أي أثر سلبي على الخدمات.

وقالت، “نحن نفعل كل ما في وسعنا حقًا للقيام بذلك، وأنا واثقة من أننا سنتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات التي تحتاج إليها المجتمعات”.

وكشفت أندرسون أن المبلغ النهائي من الأموال الذي ستختتم به الأمم المتحدة هذا العام في الأردن لن يكون معلومًا إلا في بداية العام المقبل، موضحة أن الأمر يستغرق بعض الوقت حتى تكتمل هذه الأرقام.

تراجع القلق

قالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأردن، شيري ريتسما-أندرسون، إنها تستطيع طمأنة الجميع إلى أن القلق الذي شعرت به المنظمة في وقت سابق من هذا العام قد تراجع إلى حد ما.

وأكدت أن الأمم المتحدة ترى الكثير من المانحين يتقدمون ويخبرون أنهم يفعلون كل ما يستطيعون لضمان بقاء دعمهم  للاجئين في الأردن، وللأمم المتحدة، مستقرًا.

أندرسون أشارت إلى أن الأمم المتحدة تتخذ “تدابير استباقية ومدروسة لتقليل أثر أي عجز في التمويل على اللاجئين أنفسهم، وعلى المجتمعات الأردنية المستضيفة، وعلى الشركاء كذلك.

وأوضحت أن المنظمة تعطي الأولوية للخدمات في الخطوط الأمامية، مثل خدمات الرعاية الصحية والتعليم، حتى لا يشعر الناس بفقدان التمويل.

شتاء قاسٍ

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في 11 من تشرين الثاني الحالي، أن خفض التمويل يهدد بترك 750 ألفًا من اللاجئين السوريين دون دعم حيوي طوال فصل الشتاء.

ويشمل النقص الذي يعاني منه اللاجئون، بحسب المفوضية، البطانيات والفرش وأدوات المطبخ والمصابيح الشمسية والملابس الشتوية.

وقالت مديرة العلاقات الخارجية في مفوضية اللاجئين للأمم المتحدة، دومينيك هايد، إن أكثر من مليون سوري تمكنوا من العودة إلى بلادهم منذ سقوط نظام الأسد.

وأضافت أن الكثير منهم وصلوا إلى منازل دمرتها سنوات من الحرب والقتال، مشيرة إلى أن الدعم الشتوي الذي ستقدمه المنظمة، سيكون أقل بكثير هذا العام.

وأكدت هايدي، التي أجرت زيارة إلى سوريا والأردن، أن ميزانيات المساعدات الإنسانية مُثقلة، مضيفة أن العائلات ستضطر إلى تحمل درجات حرارة شديدة البرودة ومواجهة شتاء “قاسٍ”، دون امتلاكها أشياء تعتبر من “المسلّمات”، وفق تعبيرها، كسقف مناسب، وعزل حراري، وتدفئة، وبطانيات، وملابس دافئة، أو أدوية.

وشددت على أن العائلات التي قابلتها في الأردن متمسكة بأمل العودة، لكنها تشعر بالرهبة من التحدي الهائل والمتمثل في إعادة البناء.

هايدي قالت، “مع انخفاض درجات الحرارة في نصف الكرة الشمالي، ينخفض ​​التمويل الإنساني أيضًا، لا ينبغي أن تُضطر العائلات النازحة إلى مواجهة الشتاء بمفردها”.

وأوضحت أن فرق المنظمة تعمل في الميدان، وهي مصممة على حماية اللاجئين والنازحين من البرد، مشيرة إلى أن المنظمة بحاجة إلى المزيد من التمويل للمساعدة في التخفيف من معاناة الكثيرين، “فالوقت والموارد ينفدان”، بحسب تعبير هايدي.

 

المصدر: عنب بلدي

شاركها.