قال مصدران في الأمم المتحدة، الثلاثاء، إن قوات الأمن في الكاميرون قتلت 48 مدنياً في أثناء فض احتجاجات مناهضة لانتخاب الرئيس بول بيا لفترة جديدة، وهو أطول زعماء العالم بقاءً في السلطة.
وأضاف المصدران أن غالبية الضحايا سقطوا بالرصاص الحي، فيما لقي آخرون حتفهم متأثرين بجروح أصيبوا بها جراء الضرب بالهراوات والعصي.
ولم تعلن الحكومة عن عدد الضحايا في الاحتجاجات.
انتخابات الرئاسة في الكاميرون
وأُعلن فوز بيا في الانتخابات بفارق مريح، الأسبوع الماضي، بحصوله على 53.66% من الأصوات مقابل 35.19% لزعيم المعارضة عيسى تشيروما بكاري، وهو متحدث سابق باسم الحكومة استقال من منصبه الوزاري في يونيو الماضي.
وكان تشيروما أعلن نفسه فائزاً بعد وقت قصير من الانتخابات التي جرت في 12 أكتوبر، واندلعت احتجاجات في مواقع مختلفة عقب ظهور النتائج الأولية التي أظهرت أن بيا، الذي يتولى السلطة منذ عام 1982، سيظل في منصبه لولاية ثامنة.
وذكرت منظمة للمجتمع المدني تدعى “الوقوف من أجل الكاميرون”، الأسبوع الماضي، أن ما لا يقل عن 23 شخصاً لقوا حتفهم نتيجة قمع قوات الأمن للمحتجين.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، وقع ما يقرب من نصف الضحايا في منطقة ليتورال بالكاميرون التي تضم مدينة دوالا الساحلية حيث وقعت أعنف احتجاجات مرتبطة بالانتخابات، الأسبوع الماضي، بينما لقي 3 من أفراد الأمن حتفهم أيضاً في دوالا.
وهدأت الاحتجاجات بشكل ملحوظ هذا الأسبوع، في وقت دعا تشيروما إلى إضراب عام لمدة 3 أيام ابتداء من الاثنين، وحثَّ أنصاره على تعليق أنشطتهم والبقاء في منازلهم للتعبير عن رفضهم لنتائج الانتخابات.
ومن المتوقع أن يؤدي بول بيا، الخميس، اليمين الدستورية، رئيساً للكاميرون لولاية ثامنة.
ويحكم الرجل البالغ (92 عاماً)، وهو أكبر قادة دول العالم سناً، الكاميرون منذ عام 1982، حيث أدت إعادة انتخابه إلى تعميق التوتر في الدولة المنتجة للكاكاو والنفط، وسط اتهامات من خصومه باستغلال مؤسسات الدولة للبقاء في السلطة.
وتواجه الكاميرون تحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة، إذ يعيش ثلث السكان على أقل من دولارين يومياً، وتنتشر بطالة الشباب بشكل واسع، بينما يعبر العديد من الشباب عن خيبة أملهم من العملية الانتخابية، مشيرين إلى نقص الفرص الاقتصادية، وضعف التمثيل السياسي.
وانخفضت نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة بشكل كبير على مر السنوات، وسط تصاعد الصراعات مع المسلحين في منطقة أقصى الشمال، والأزمة المستمرة في المناطق الناطقة بالإنجليزية، التي بدأت عام 2017، وأودت بحياة آلاف الضحايا، فضلاً عن نزوح أكثر من 70 ألف شخص.
