في خطوة وصفتها الصحافة الأميركية بالغريبة، نشرت وزارة الأمن الداخلي الأميركية (DHS)، على مواقعها في فيسبوك وإنستجرام وتويتر، لوحة “عهد الصباح”، للفنان الراحل توماس كينكاد، وكتبت تحتها “احمِ الوطن”.

اللوحة أثارت جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تجسّد مشهداً مثالياً يعود إلى منتصف القرن العشرين، حيث تسير سيارات قديمة في شوارع بلدة صغيرة، مروراً بمدرسة قديمة الطراز، يرفرف العلم الأميركي في ساحتها.

وكتب المتابعون على وسائل التواصل تعليقات لاذعة على خطوة الوزارة، إذ أدخل أحدهم  العلم النازي إلى جانب العلم الأميركي، فيما استبدل آخرون العلم الأميركي بالعلم الإسرائيلي، وكتبوا على المنشور “نحن محتلون”، في إشارة إلى سيطرة اللوبي الصهيوني على السياسة الأميركية.

وأقحم آخرون سيارة “تسلا” على اللوحة، بدلاً من السيارات القديمة، في إشارة إلى دور إيلون ماسك في السياسة الأميركية الجديدة.

وكتبت إحدى المتابعات: “لقد صحّحنا الأمر لكم جميعاً، بإضافة بعض الناس “السود” على اللوحة، إلى جانب بعض الهسبان أيضاً، وتلك المرأة على اليسار مهاجرة مثلية من هايتي، والرجل الذي بجانبها متحوّل جنسياً”.

وكتبت سارة كاسكون، الناقدة الأدبية في موقع “آرت نت” تعليقاً على خطوة الوزارة: إنه “رسام النور”، لكنها لحظة ظلام بالنسبة لأمتنا”.

 أضافت: “من السهل إدراك كيف أن ما يُطلق على نفسه اسم “رسام النور”، برؤاه العاطفية للأكواخ العتيقة والمناظر الزاهية، يجذب حشد “لنجعل أميركا عظيمة مجدداً”، لكن الشوق للعودة إلى ما يُسمى بقيم المدن الصغيرة والأسوار البيضاء شيء، وأن تشارك دائرة حكومية لوحة كينكيد المبتذلة، كنوع من الدعاية شبه الرسمية شيء آخر”.

وتزامن منشور وزارة الأمن الداخلي، مع الكشف عن معسكر اعتقال مروّع في ولاية فلوريدا، يدعى “ألكاتراز التمساح”، بنته إدارة ترمب على مدى ثمانية أيام، مستخدمة مقطورات وخيام تابعة للوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA)، بهدف سجن المهاجرين الذين اعتقلتهم إدارة الهجرة والجمارك (ICE)، التابعة لوزارة الأمن الداخلي. 

إمبراطورية كينكيد

بنى كينكاد (1958-2012) إمبراطورية فنية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وأنتج لوحات كثيرجذابة، ميّزت أسلوبه حتى اليوم.

وعلى الرغم من حب الإنجيليين له، إذ تتميّز العديد من أعماله بصور مسيحية دينية، إلا أنه كان محل استنكار في عالم الفن السائد، ووصفه البعض بأنه “يروّج لأعمال فنية مبتذلة وغير أصلية للجماهير غير المثقفة”.

وفي نعي كينكاد في مجلة “نيويورك”، وصفه جيري سالتز بأنه “مثال للفن العاطفي الواضح والمحافظ”. كما كتب الصحفي توماس إل. ماكدونالد، “كينكاد فنان موهوب بشكل استثنائي، لكنه يتمتع بذوق سيء للغاية”.

شاركها.