بقالب “سماعي عجم عشيران”، افتتحت الفرقة السورية للموسيقا العربية حفلها الأول منذ سقوط النظام السابق، على مسرح دار “الأوبرا” السورية، مساء الأربعاء 17 من أيلول.

وبمدة تجاوزت الساعة، أدت الفرقة الوطنية “الأوركسترا السورية” العديد من المقاطع الموسيقية، سواء القوالب الموسيقية كـ”سماعي عجم عشيران، ولونغا حجاز كار”، أو الموشحات السورية كـ”إن في جنبي قلبًا متعبًا، وقلت بما غاب عني”.

كما احتوى الحفل أداء قوالب الموسيقا العربية الأصيلة كـ”نجوم الليل لفريد الأطرش، وموسيقا حياتي لمحمد عبد الوهاب”، بالإضافة إلى أغاني التراث السوري الذي يضم جميع المحافظات، كـ” قوم درجني، تحت هودجها، سمعت عنين الناعورة، وحالي حال”، وغيرها.

قائد الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية وعميد المعهد العالي للموسيقا، عدنان فتح الله، قال إن الحفل يمثل أول فعالية للفرقة الوطنية السورية بعد سقوط للنظام السابق، ويعتبر حدثًا موسيقيًا مهمًا.

واعتبر، في حديث إلى، أن الحفل الموسيقي المقام يعتبر إعادة برمجة لدار “الأوبرا” السورية وتفعيل فعالياتها وأنشطتها، “وهذا يعني للموسيقيين المشاركين كثيرًا، لأنه شغفهم الذي يعيشونه منذ طفولتهم”.

“هدف الحفل هو الحضور على مسرح الأوبرا العريق لتقديم رسالة إنسانية جامعة لكل دول العالم، تحوي المحبة والتأكيد على حضارة سوريا وارتباط الموسيقا فيها منذ عشرات آلاف السنين، من أول نوطة موسيقية وجدت بسوريا، وبالتالي الموسيقا جزء من تكويننا وثقافتنا”، وفق تعبير فتح الله.

وفيما يتعلق بالإقبال الكبير للجمهور، فسر ذلك بأنه يترجم رغبتهم بعودة النشاط الموسيقي، والحضور شكّل حافزًا للفرقة على المسرح.

وتمنى أن تكون الموسيقا حاضرة بقوة في الفترة المقبلة، سواء بالمؤتمرات أو بالمحافل أو المناسبات السورية، لأن الفرقة تقدم ما يليق بسوريا وحضارتها أمام الدول.

وفيما يتعلق بتنوع المقاطع الموسيقية التي قدمتها الفرقة، قال فتح الله، إن الفرقة تغني تراث كل المحافظات السورية، وتتغنى به، وهدفها أن تجمع التراث الموسيقي للمحافظات السورية بعمل واحد.

وأشار إلى تقديم القوالب الموسيقية العربية الأصيلة، التي تساهم برفع الذائقة السمعية الموسيقية، لما تحتويه سوريا من مخزون موسيقي يحمل قيمة فكرية وموسيقية.

“التراث الموسيقي السوري يعزز الانتماء للأرض، لأن جميع الكادر بمختلف انتمائه الجغرافي السوري يغني أغاني تراث دير الزور، والمنطقة الجنوبية، والساحل السوري، وتراث دمشق وكل المحافظات، وهذا يعزز الروابط بين أبنائها”، بحسب فتح الله.

ولفت إلى أن الفرقة الوطنية منذ تشكيل المعهد العالي للموسيقا، وأخذت شكلها عام 2003 عند افتتاح دار “الأوبرا”، وأضيفت إليها الآلات الموسيقية الخشبية والنحاسية لتناول الموسيقا العربية، ولتقديم الألوان الموسيقية الجديدة.

وكشف أن عدد العازفين والمغنين أقل من 100 شخص، بسبب التوقف الماضي الذي أدى إلى سفر العديد منهم، ولجوئهم لمهن أخرى، معتبرًا سوريا “ولّادة دومًا”، والمعهد يخرّج طلابًا ليرفد الفرقة.

“يرد الروح”

بدورها، الفنانة ليندا بيطار، ترى أن الحفل يمثل العودة المنتظرة للفرق الموسيقية السورية المهمة، سواء للفرقة العربية أو للسيمفونية، التي اعتاد الجمهور حضورها على مسرح “الأوبرا” السورية، واصفة الحفل بأنه “يرد الروح” للموسيقيين وللجمهور.

وقالت ل، إن الحفل اليوم يمثل بادرة انطلاق لعودة الأنشطة الموسيقية والحفلات الدورية بالدار، لأن الجميع بحاجة لهذا الفن عبر هذا المكان، وهذا ما يترجم أهمية الحفل، وحماسة كادر الفرقة الذي أدى بمهارة، وكأنها عودة حياتهم مجددًا.

واعتبرت أن الموسيقا العربية بحاجة التنوع الذي شهده الحفل، والفرقة حريصة على تقديم قوالب الموسيقا العربية سواء السماعي أو لونغا، أو الموشحات السورية التي تشتهر سوريا بها، بالإضافة للقطع الموسيقية التي ألفها المايسترو عدنان فتح الله.

وأوضحت أن هذه الفترة بحاجة إلى الإضاءة على التاريخ المهم والثقافة والحضارة السورية.

وطالبت بيطار الجهات المعنية بالاهتمام بدار “الأوبرا” السورية، لأنها فخر بكل أنحاء العالم، وللحفاظ على وجود الموسيقيين المتميزين، خاصة مع خسارة عدد كبير منهم.

توقف سابق

الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية كانت غائبة عن الاحتفالات والفعاليات والأنشطة التي حدثت في الفترة الماضية، كمعرض دمشق الدولي.

المايسترو عدنان فتح الله، قال في وقت سابق ل، إن وجود دار “الأوبرا” وبرامجها الموسيقية كان عاملًا محفزًا لبعض الأكاديميين والموسيقيين، خاصة من الجانب المادي، فكانت تصدر برامج شهرية، ولكن بعد سقوط النظام، في كانون الأول 2024، توقفت أنشطة الدار، نتيجة الأسباب الإدارية، وفي تموز الماضي، فعّلت الأوبرا أنشطتها، وأصدرت برنامجًا موسيقيًا، ولكنه توقف بسبب أحداث السويداء.

الموسيقا السورية تعاني هجرة الكوادر والضائقة المادية

المصدر: عنب بلدي

شاركها.