يشارك منتخب سوريا الأولمبي لكرة القدم تحت 23 عامًا في البطولة الرباعية الودية المقامة في قرغيزستان، في إطار تحضيراته للتصفيات المؤهلة إلى النهائيات الآسيوية التي ستستضيفها طاجكستان في أيلول المقبل.

ويلتقي المنتخب الأولمبي، في 20 من تموز، نظيره البحريني في مباراته الثانية، بعد أن تغلب على منتخب قرغيزستان بهدفين مقابل هدف خلال مباراته الأولى في البطولة، سجلها كل من اللاعبين أنس الدهان في الشوط الأول، ومحمد سراقبي في الشوط الثاني.

ومن المُقرر أن يلعب المنتخب الأولمبي مباراته الثالثة والأخيرة بالدورة مع منتخب عُمان، في 23 من تموز الحالي.

تحديات تحول دون المنافسة

رغم امتلاك المنتخب الأولمبي السوري مجموعة من اللاعبين المنتمين إلى أندية معروفة في الدوري المحلي، والذين يُعدّون من أبرز المواهب الشابة على الساحة الكروية، فإن الفريق يعاني من مشكلات هيكلية تتعلق بالإعداد والتحضير، ما يحدّ من قدرته على المنافسة إقليميًا وقاريًا.

المنسق الإعلامي الآسيوي وحكم كرة القدم في وزارة الرياضة والشباب، هاني عنطوز، أوضح ل أن الإعداد البدني والتكتيكي للفريق لا يزال دون المستوى، وأرجع ذلك إلى غياب المعسكرات التحضيرية المبكرة وضيق الوقت المتاح قبيل المنافسات.

وأضاف أن الضغط المستمر الناتج عن التغييرات المستمرة في الكادر، وجدول التمارين المتأخر، أسهم في إرهاق اللاعبين، بالإضافة إلى غياب جهاز فني مستقر يتابع اللاعبين من بداية المشوار، ويؤسس لمنتخب منافس يملك مقومات النجاح، وهو ما حرم سوريا من بناء فريق قادر على تحقيق النتائج، ويفرض اسمه بين كبار آسيا والعالم العربي.

ورغم التحديات التي تواجهها وزارة الرياضة حاليًا، والتي وصفها عنطوز بأنها تعمل “من تحت الصفر”، فإن المشكلة الكبرى تكمن في استمرار العقلية القديمة التي تتحكم بملف كرة القدم السورية، مشيرًا إلى “أوراق على الطاولة وأخرى من تحتها”.

تغييرات متكررة وغياب الثقة

تكرار التغييرات في الجهاز الفني للمنتخب الأولمبي نتيجة غياب الثقة بالكادر المحلي، وعدم منحه فرصة متابعة المشروع حتى النهاية، أدى إلى حالة من عدم الاستقرار لدى المنتخب.

وفي حديثه ل، بيّن المنسق الإعلامي الآسيوي وحكم كرة القدم في وزارة الرياضة والشباب، هاني عنطوز، أن المنتخب تحول إلى ساحة تجريبية كل موسم، بطاقم فني وهيكلية جديدة، وهذا يعوق بناء فريق ثابت ومتماسك، منوهًا إلى أن المنتخب لا يزال يعتمد على الحظوظ أكثر من اعتماده على التخطيط الفني السليم.

وأضاف أن المجموعة التي يوجد فيها المنتخب في التصفيات، متقاربة من حيث المستوى الفني، إلا أن الفارق يظهر في الجاهزية البدنية والمهارية، التي لا تزال تمثل نقطة ضعف الفريق.

كما اعتبر أن فرصة المنتخب في الفوز لا تتجاوز 50%، وهذه النسبة لم تتغير منذ السنوات الماضية، نتيجة العقلية والفكر الذي لم يتغير أو يتطور، مؤكدًا أن قوة المنتخب في القواعد الصحيحة التي ترسم طريق النجاح.

استحقاق مقبل ونقاط ضعف

ينتظر المنتخب الأولمبي السوري اختبارًا حقيقيًا في تصفيات أيلول 2025، وهو ما يتطلب استقرارًا تدريبيًا، ووضع خطة إعداد طويلة الأمد، وتنظيم مباريات قوية بشكل منتظم، إلى جانب توفير دعم معنوي من الاتحاد المحلي والجمهور.

ورغم وجود مواهب في الفريق، فإن عدة مشكلات برزت خلال المشاركات الأخيرة تتمثل بـ:

غياب الانسجام الجماعي بين اللاعبين رغم المهارات الفردية.
أخطاء دفاعية متكررة، لا سيما تحت الضغط العالي.
قلة المباريات التحضيرية مقارنة بالمنتخبات الآسيوية الأخرى.
تطور نسبي في الأداء الهجومي، مع استمرار ضعف الفاعلية في إنهاء الهجمات.
ويغيب عن منتخب سوريا الأولمبي لكرة القدم تحت 23 عامًا عدد من لاعبيه المحترفين في أوروبا، الذين لم يتمكن الجهاز الفني من استدعائهم، نتيجة التزاماتهم في الفترة التحضيرية مع أنديتهم قبل بداية الموسم الجديد.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.