أعلنت إدارة مخيم “الهول” في شمال شرقي سوريا، القبض على نساء وأطفال من جنسيات مختلفة في أثناء محاولتهم الفرار من المخيم الذي يحتجز عائلات أفراد يُشتبه بارتباطهم بتنظيم “الدولة الإسلامية”.

وقالت الرئيسة المشاركة لمخيم “الهول” في “الإدارة الذاتية”، جيهان حنان، لوكالة “فرانس برس” ونقتله “فرانس 24” اليوم، الجمعة 12 من كانون الأول، إن 18 امرأة وطفلًا، بينهم روس، حاولوا الهروب من المنطقة الأمنية المشددة في المخيم مساء الأربعاء 10 من كانون الأول الحالي.

وأضافت، دون الخوض في تفاصيل كيفية تنفيذ محاولة الهروب أو إحباطها، أن المنطقة كانت تشهد ضبابًا كثيفًا لعدة أيام، مشيرة إلى أن عدد محاولات الهروب عادة ما يزداد في أثناء سوء الأحوال الجوية.

ويعد “الهول”، الذي يضم قسمًا شديد الحراسة للنساء والأطفال غير السوريين وغير العراقيين، أكبر مخيم من نوعه في شمالي شرق سوريا، ويعيش سكانه في ظروف مزرية.

ويؤوي المخيم حاليًا أكثر من 24 ألف شخص، بينهم حوالي 15 ألف سوري و3500 عراقي و6200 أجنبي آخر.

وتضم المخيمات والسجون في شمال شرقي سوريا، الخاضعة لـ”الإدارة الذاتية”، عشرات الآلاف من الأشخاص، يشتبه بصلة كثير منهم بتنظيم “الدولة الإسلامية”، وذلك بعد أكثر من ست سنوات على الهزيمة التي مُني بها التنظيم في سوريا.

وتأتي محاولة الهروب هذه بعد محاولات سابقة، ففي أيلول الماضي، أعلنت “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، إحباط عملية هروب جماعية من مخيم “الهول”، وذكرت القوات أنها أحبطت محاولة “هروب جماعية” نفذها أفراد من عائلات تنظيم “الدولة” بلغ عددهم 56 شخصًا، كانوا يحاولون الفرار باستخدام مركبة كبيرة من نوع “هوانداي (أنتر)”.

وقد دعت “الإدارة الذاتية” مرارًا الدول الأجنبية إلى إعادة مواطنيها المحتجزين في المخيم، لكن الحكومات سمحت عمومًا بعودة أعداد قليلة فقط، خوفًا من التهديدات الأمنية وردود الفعل السياسية الداخلية، فيما سرعت بغداد عمليات إعادة مواطنيها العراقيين.

عائلات عراقية تغادر

بلغ عدد الرحلات منذ بدء برنامج إعادة العراقيين إلى بلدهم من مخيم “الهول” حتى بداية الشهر الحالي، 31 رحلة نُظمت بالتنسيق بين إدارة المخيم والحكومة العراقية، وبإشراف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، بعد أن غادرت 240 عائلة تضم 858 شخصًا في 1 من كانون الأول، وفقًا للرئيسة المشاركة لمخيم “الهول” في “الإدارة الذاتية”، جيهان حنان.

وأضافت أن رحلات لاحقة ستنظم في الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن نحو ثلاثة آلاف نازح عراقي لا يزالون داخل المخيم، دون تحديد موعد للدفعة التالية حتى الآن.

وتحدثت حنان للوكالة عن تحديات تواجه “الإدارة الذاتية”، أبرزها وجود “عدد كبير من العائلات العراقية التي لا ترغب بالمغادرة حاليًا”، مؤكدة أن هذا الملف سيُطرح للنقاش مع الحكومة العراقية والأمم المتحدة لـ“اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة”.

وأوضحت أن إدارة المخيم أفرغت قطاعين كاملين كانا مخصصين للعراقيين، بينما يتبقى قرابة 200 عائلة ترفض العودة، ما يستدعي وضع آلية جديدة للتعامل مع هذه الحالات بالتنسيق مع الجهات المعنية.

وبحسب حنان، فإن أعداد العراقيين المتبقين في المخيم باتت “قليلة جدًا مقارنة بالسنوات السابقة”، مشيرة إلى أن الإدارة ستبدأ بنقل جميع المقيمين العراقيين إلى القسم السادس المخصص لهم، تمهيدًا لإغلاق القطاعين الأول والثاني بشكل نهائي.

وكان إجمالي عدد العراقيين الموجودين في مخيم “الهول” حوالي 31,500 شخص، بحسب المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، علي عباس.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.