قال نائب الرئاسة المشتركة لـ”الإدارة الذاتية” في شمال وشرق سوريا، وهي الذراع الحوكمية لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بدران جيا كورد، إن عملية الدمج لن تفرغ “قسد” من هويتها أو تذيبها، بل ستنضم بكيانها ورؤيتها إلى مؤسسات الدولة السورية، مع الحفاظ على إرادتها وهويتها، حتى تتمكن من ممارسة حقوقها على الأرض.
وفيما يتعلق بتنفيذ “اتفاق 10 آذار”، الموقع بين الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، و القائد العام لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، نقل موقع وكالة “روج نيوز” عن كورد، اليوم الثلاثاء 25 تشرين الثاني، أن هناك خطوات مهمة منه يجري تنفيذها، قائلًا: “ربما تأخر التطبيق، لكنه ما زال قائمًا”.
وأرجع سبب التأخير بتنفيذ الاتفاق إلى بعدم امتلاك دمشق قرارًا مستقلًا، وعدم استعدادها للتغيير، وبناء سوريا جديدة، معلقًا “الأهم أنه أغلق الباب أمام حرب محتملة، وفتح مجددًا مسار الحوار”.
وبحسب نائب الرئاسة المشتركة لـ”الإدارة الذاتية”، نوقشت قوائم تضم أسماء وقطاعات معينة مع “التحالف الدولي” لبحث آلية تنفيذ الاتفاق.
وتوصل الرئيس الشرع، مع قائد “قسد”، في 10 من آذار الماضي، إلى اتفاق ينص على دمج “قسد” في مؤسسات الدولة السورية، وضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة بناءً على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية.
وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار على جميع الأراضي السورية، ودمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية وحقول النفط والغاز.
الاجتماعات الأخيرة
أشار جيا كورد إلى اجتماعات عقدت مؤخرًا بين “قسد” ووزارة الدفاع السورية، وذكر أنه جرى التوافق على بعض القضايا، وظهرت تفاهمات أولية حول كيفية دمج “قسد” ضمن الجيش السوري، وُوقعت اتفاقات جزئية، لكنها لم تصل بعد إلى المرحلة النهائية، وتحتاج إلى اجتماعات إضافية.
“جميع لجاننا جاهزة للتفاوض، العسكرية منها والمدنية، ونتطلع لإجراء الاجتماعات المقبلة في بلد محايد، وبدعم من الدول الأوروبية والعربية، كما أن دور واشنطن والتحالف الدولي محوري”، رغم كل التغييرات، أضاف جيا كرد، مبديًا تطلعه إلى تشكيل سياسة جديدة في سوريا، وفتح الطريق أمام خطوات إضافية.
وطالب بعملية دمج “ديمقراطية عسكرية”، و”أمنية وإدارية وتعليمية”، مؤكدًا أن “قسد” ستدخل بكيانها ورؤيتها إلى مؤسسات الدولة السورية، وتحافظ على إرادتها وحقوقها.
قوات التحالف وروسيا وقوى أخرى تريد للإدارة الذاتية أن تكون جزءًا من الحل السياسي، قال جيا كورد.
واعتبر أن القوى الدولية لا تعارض نظامًا لا مركزيًا في سوريا، ومن الضروري أن يكون للدول المؤثرة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، والدول العربية كالسعودية ومصر والإمارات، دور واضح في دعم الحوار بين “قسد” ودمشق.
مرحلة اختبار سياسي مشروط
بدوره، أكد ممثل “مجلس سوريا الديمقراطية” في واشنطن، بسام إسحاق، أن العلاقة بين الحكومة السورية الانتقالية والولايات المتحدة لا تزال في مرحلة اختبار سياسي مشروط، وليست شراكة راسخة كما يُروج.
واشنطن تربط أي دعم أو رفع للعقوبات بخطوات عملية تتعلق بالاستقرار، خصوصًا في شمال وشرق سوريا، وفق تعبيره، مضيفًا “المسار ما زال طويلًا، ويعتمد على قدرة حكومة دمشق على تنفيذ التزاماتها”.
أولويات “قسد” في التفاوض
قال القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، إن المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، أبلغه بعد لقاء الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن اللقاء بين الرئيسين كان إيجابيًا، وتمّ النقاش مع ترامب حول مناطق شمال شرقي سوريا و”قسد”.
وفي مقابلة أجراها مظلوم عبدي مع وكالة “ميزوبوتاميا” نُشرت على جزأين، في 23 و24 من تشرين الثاني، قال عبدي، إن الوفد السوري أظهر للرئيس ترامب وجود إرادة لحل قضية شمال شرقي سوريا، وأن العلاقة مع “قسد” جيدة، وأن الرئيس ترامب أراد حل القضية بالحوار ودون حرب.
وبحسب عبدي، قدمت تركيا بعض الاعتراضات في أثناء الاجتماع الذي حضره وزير خارجيتها هاكان فيدان في البيت الأبيض بحضور وزراء خارجية أمريكا وسوريا، إلا أن “المفهوم العام هو أنه لم تكن لهجتهم حادة هذه المرة، لم يستخدموا لغة التهديد، لقد أعربوا عن رغبتهم في إيجاد حل.
تتعارض أحكام الإعلان الدستوري الذي وقعه الرئيس الشرع في 13 من آذار الماضي مع اتفاقية 10 آذار، وأثار عبدي هذه القضية مع الرئيس الشرع خلال اجتماعهما بدمشق، ذكر عبدي.
ولتحل هذه الأمور يجب تعديل بعض أحكام الإعلان الدستوري الحالي بما يتوافق مع اتفاقية 10 آذار، وأحدها هو انضمام جميع المكونات إلى الحكومة، ويجب حل القضايا المتعلقة بالقضية الكردية، تبعًا لعبدي.
مناصب لقادة “قسد” في وزارة الدفاع
كشف مصدران الأول سوري حكومي والآخر مقرّب من “قسد” لقناة “العربية” السعودية عن جولة تفاوض مرتقبة بين “قسد” ودمشق هذا الأسبوع عقب عودة الشرع ووزير خارجيته، أسعد الشيباني، من الولايات المتحدة.
وكشف مصدر رسمي من “قسد” لـ”العربية” عن أسماء ثلاثة من قادتها العسكريين الذين سيتولون مناصب لدى وزارة الدفاع السورية، بعدما يتم الاتفاق على ضم “قسد” ككتلة واحدة ضمن الجيش السوري.
وقال المصدر، إن “الجيش السوري الذي يتمّ تشكيله حاليًا يتكون من فرق وألوية ولذلك سيتم دمج (قسد) في المؤسسة العسكرية عبر فرقةٍ واحدة ولواءين اثنين على الأقل”.
ولفت إلى أن “قسد رشّحت ثلاثة مسؤولين لقيادة هذه الفرق والأولوية، هم لقمان خليل وجيا كوباني وجميل كوباني.
لقاء في دمشق
كان القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، قال إن قواته توصلت مع دمشق إلى “اتفاق مبدئي” حول عدد من القضايا، بينها وقف شامل لإطلاق النار واستمرار الحوار على مستوى رفيع.
وأضاف عبدي، في تصريحات لفضائية “روناهي” الكردية، المقربة من “قسد”، في 11 من تشرين الأول الماضي، أنه التقى في دمشق بوزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات بشكل منفصل، مشيرًا إلى وجود “تفاهم حول مبدأ اللامركزية” في الحكم، مع استمرار النقاش حول تفسير المصطلحات المرتبطة بها.
وأوضح أن الجانبين توصلا إلى تنسيق شفهي بشأن دمج “قسد” في الجيش السوري، مبينًا أن دمشق أبدت رغبتها بالاستفادة من خبرات “قسد”، وأن لجنة عسكرية تضم ممثلين عن “قوى الأمن الداخلي” ستتوجه قريبًا إلى دمشق لمتابعة تفاصيل هذا الملف.
وأشار عبدي إلى أن هناك “تفاهمًا عسكريًا وأمنيًا قيد البحث”، وأن واشنطن اقترحت تشكيل قوة مشتركة بين “قسد” والجيش السوري لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، مؤكدًا قبول المقترح الأمريكي “لضمان أن تكون الحرب ضد التنظيم ذات طابع وطني شامل”.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي
