تحوّل الإعصار «ميليسا» إلى إعصار من الفئة الأولى برياح بلغت سرعتها 75 ميلاً في الساعة، وفقاً للمركز الوطني الأميركي للأعاصير.
ويتوقع تصاعد قوة الإعصار بسرعة كبيرة ليصل إلى الفئة الرابعة قبل وصوله إلى جامايكا هذا الأسبوع، ما يثير مخاوف من كارثة طبيعية وشيكة في الكاريبي.
ويقع مركز الإعصار حالياً على بُعد نحو 145 ميلاً جنوب شرق العاصمة الجامايكية كينغستون، ويتحرك ببطء شديد لا يتجاوز ميلاً واحداً في الساعة، وهو ما يزيد من خطورته بسبب استمرار الأمطار الغزيرة على المناطق نفسها لفترات طويلة.
وتشير التوقعات إلى أن «ميليسا» قد يضرب جامايكا كإعصار من الفئة الرابعة وربما الخامسة، ليصبح الأقوى في تاريخ الجزيرة.
تستعد السلطات الجامايكية لمواجهة ما وصفه خبراء الأرصاد بـ«التهديد الثلاثي» المتمثل في الفيضانات العارمة، والرياح العاتية، وارتفاع أمواج العواصف.
ومن المتوقع أن تشهد جامايكا ذروة التأثير مساء الاثنين أو صباح الثلاثاء، في حين لا تزال هايتي وجنوب جمهورية الدومينيكان تعاني من الأمطار الكثيفة والانهيارات الأرضية التي خلفت حتى الآن أربعة قتلى على الأقل.
وأعلنت جامايكا حالة الطوارئ القصوى في المستشفيات منذ مساء الخميس استعداداً لاستقبال الإصابات المحتملة، فيما قررت السلطات إغلاق مطار «نورمان مانلي» الدولي بعد آخر رحلة مجدولة مساء السبت، مع احتمالية إغلاق مطار «سانغستر» لاحقاً.
وقال وزير النقل داريل فاز إن البلاد «تواجه وضعاً استثنائياً يستدعي أقصى درجات الحذر».
توقع خبراء الأرصاد أن تشهد العاصفة «تصعيداً انفجارياً» في قوتها خلال الساعات المقبلة نتيجة لدرجات حرارة مرتفعة في مياه البحر الكاريبي، ما يمنح الإعصار طاقة إضافية تجعله أكثر تدميراً.
ويُرجّح أن تصل سرعة الرياح إلى أكثر من 130 ميلاً في الساعة بحلول يوم الأحد، وهو ما يرفع خطر الانهيارات الأرضية وانقطاع التيار الكهربائي ودمار البنى التحتية.
أصبح هذا النوع من التصعيد السريع أكثر شيوعاً في السنوات الأخيرة بسبب الاحترار العالمي الناجم عن انبعاثات الوقود الأحفوري، فثلاثة من أربعة أعاصير شهدها الأطلسي هذا الموسم، إيرين، وغابرييل، وهامبرت، خضعت لعملية مشابهة من «التكثيف المفاجئ».
حذّر المركز الوطني الأميركي للأعاصير من أن كميات الأمطار المتوقعة قد تتراوح بين 20 و35 بوصة في بعض مناطق هايتي وجنوب جامايكا حتى الثلاثاء، مع احتمال أن تتسبب في عزلة مجتمعات بأكملها بسبب تدمير الطرق والجسور.
كما أشار إلى أن المرتفعات الجبلية في المنطقة ستضاعف من حجم الفيضانات بسبب الطبيعة الطبوغرافية الحادة.
وقال إيفان طومسون، مدير هيئة الأرصاد في جامايكا، إن «الإعصار سيبقى فوق الجزيرة لعدة أيام، يصب كميات هائلة من المياه دون أن يتحرك تقريباً… وهو ما يجعل الوضع خطيراً للغاية».
أما رئيس الوزراء أندرو هولنس فدعا المواطنين إلى التعامل مع الإعصار بجدية تامة، قائلاً: «لقد تم تحذيركم مسبقاً، فاحموا أنفسكم قبل فوات الأوان».
ورغم أن «ميليسا» لا يشكل تهديداً مباشراً للبرّ الرئيسي للولايات المتحدة، فإن الأمواج العاتية والتيارات القوية قد تمتد إلى سواحلها الشرقية خلال الأسبوع المقبل.
ويرى خبراء أن السيناريو الأسوأ يتمثل في أن يصبح «ميليسا» الإعصار الأقوى في تاريخ جامايكا المسجل، لا سيما إذا وصل إلى الفئة الخامسة، ليعيد إلى الأذهان إعصار «بيريل» الذي ضرب الجزيرة في يوليو تموز 2024 مخلفاً أضراراً جسيمة رغم عدم وصوله إلى اليابسة مباشرة.