وصل الإعصار ميليسا إلى كوبا، في وقت مبكر من صباح الأربعاء، بعد ساعات من تسببه في دمار في جامايكا المجاورة، حيث صار أقوى إعصار على الإطلاق يضرب الدولة الجزيرة الواقعة في البحر الكاريبي.

وذكر المركز الوطني الأميركي للأعاصير أن إعصار ميليسا وصل إلى الساحل الجنوبي بشرق كوبا مصحوباً برياح بلغت سرعتها القصوى 195 كيلومتراً في الساعة.

وأعلنت السلطات إجلاء نحو 735 ألف شخص من منازلهم في شرق كوبا مع اقتراب العاصفة، وحذر رئيس كوبا ميجيل دياز كانيل، الثلاثاء، من أن العاصفة ستلحق “أضراراً جسيمة”، داعياً السكان إلى الالتزام بأوامر الإخلاء.

وفي خطاب متلفز، حث كانيل المواطنين على عدم الاستهانة بالعاصفة، واصفاً إياها بأنها “الأقوى التي تضرب الأراضي الكوبية على الإطلاق”.

وفي سانتياجو دي كوبا، ثاني أكبر مدن البلاد، هرع السكان إلى الاحتماء في منازل أقاربهم، فيما استضافت إدفويخيس فيجيروا (83 عاماً) عشرات الفارين من سفوح جبال سييرا مايسترا، قائلة: “نساعد بقدر ما نستطيع… أنا أطبخ للجميع الآن”.

إعصار ميليسا

في وقت سابق، تراجع إعصار ميليسا إلى الفئة الثالثة، وهو ما يعني أنه لا يزال خطيراً، عند وصوله إلى اليابسة بالقرب من بلدة نيو هوب في جنوب غرب جامايكا، الثلاثاء.

وذكر المركز الأميركي للأعاصير في ميامي بالولايات المتحدة، أن الإعصار كان مصحوباً برياح مستمرة بلغت سرعتها نحو 297 كيلومتراً في الساعة.

واجتاحت مياه الفيضانات جنوبي غرب جامايكا، فيما اقتلعت الرياح أسقف المباني، وتسببت الصخور المتساقطة في إغلاق الطرق، الثلاثاء، مع ضرب الإعصار الجزيرة الكاريبية كعاصفة من الفئة الخامسة الكارثية، وهي من أقوى الأعاصير الأطلسية المسجّلة في التاريخ بحسب وكالة “أسوشيتد برس”.

وأبلغت السلطات عن انهيارات أرضية، وأشجار متساقطة، وانقطاعات واسعة للكهرباء، بينما بلغت سرعة الرياح 185 ميلاً في الساعة (295 كيلومتراً) عند اقترابه من منطقة نيو هوب.

وقال رئيس الوزراء أندرو هولنس إنه “لا توجد بنية تحتية في البلاد يمكنها الصمود أمام إعصار من الفئة الخامسة”، مضيفاً أن “التحدي الآن هو سرعة التعافي”.

تحذير من عاصفة استوائية

أشار دزموند ماكنزي، نائب رئيس إدارة مخاطر الكوارث في جامايكا، أن الأضرار جسيمة في إقليم سانت إليزابيث الجنوبي الغربي، الذي أصبح “تحت الماء بالكامل”، موضحاً أنه من المبكر الحديث عن حجم الدمار؛ لأن الإعصار – وهو الأقوى الذي يضرب البلاد منذ بدء تسجيل البيانات قبل 174 عاماً – لا يزال يعصف بالجزيرة.

وقالت السلطات إن نحو 15 ألف شخص احتموا في الملاجئ، بينما انقطع التيار الكهربائي عن 540 ألف مشترك، أي ما يعادل 77% من السكان.

بعد كوبا، من المتوقع أن يتجه الإعصار نحو الشمال الشرقي، ويضرب جنوب شرق جزر البهاما بحلول مساء الأربعاء، فيما صدر تحذير من إعصار في جنوب شرق ووسط جزر البهاما، وتحذير من عاصفة استوائية لجزر تركس وكايكوس.

كيف تحدث الأعاصير؟

في العادة، تحدث الأعاصير، وفق خبراء الأرصاد الجوية، بالشكل التالي:

  • تتكوّن بعيداً عن اليابسة، وتستغرق وقتاً طويلاً، قبل أن تصبح بالكاد قادرة على تهديد سفينة عابرة.
  • يدرسها العلماء، ويتوقعون مسارها، وقوتها.
  • خلال فترة الانتظار يكون لدى الأشخاص أيام للتحصّن، أو إخلاء منازلهم في حال الضرورة، حسب القوة المتوقعة للعاصفة.

إلا أن تغير المناخ تسبب في تغيرات خطيرة في إيقاع الأعاصير، فهو إن لم يجعلها أكثر، فقد زاد من احتمال تكوّنها بسرعة، لتتحول إلى “وحش مرعب” بين ليلة وضحاها.

شاركها.