تبادل رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الاتهامات بـ”عدم الجدية” في مفاوضات إعادة فتح الحكومة، إذ سيستمر الإغلاق لأسبوع آخر، وذلك في أعقاب فشل تمرير مشروع قانون التمويل في مجلس الشيوخ، والذي يهدف لتمديد سقف التمويل الفيدرالي مؤقتاً، لتواجه الولايات المتحدة أول إغلاق منذ قرابة 7 سنوات، حسبما أفادت به شبكة CBS News.
ومن المقرر أن يستأنف مجلس الشيوخ جلساته، الاثنين، بعد أن فشلت الإجراءات المتنافسة لتمويل الحكومة في الحصول على الدعم اللازم للمرة الرابعة، الجمعة، دون أي بوادر تحرك من أي من الحزبين.
وفي غضون ذلك، ألغى رئيس مجلس النواب مايك جونسون خطط عودة المجلس إلى واشنطن هذا الأسبوع، في محاولة لزيادة الضغط على مجلس الشيوخ.
وقال جونسون، الأحد، في برنامج Face the Nation على CBS News، إن “مجلس النواب قام بواجبه” بإقراره قانوناً الشهر الماضي من شأنه تمويل الحكومة حتى 21 نوفمبر المقبل، مشيراً إلى أن سبب بقاء الجمهوريين بمجلس النواب في دوائرهم الانتخابية هذا الأسبوع هو “لأننا فعلنا ذلك”.
وأضاف جونسون: “أدعو الله أن يستعيد المزيد من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ رشدهم ويفعلوا الصواب، وأن تتاح لهم الفرصة التالية الاثنين، للتصويت على إعادة فتح الحكومة. آمل بالتأكيد أن يفعلوا ذلك”.
وأضاف أن الجمهوريين “مستعدين للتفاوض بشأن الإعفاءات الضريبية للتأمين الصحي”، لكنه لفت إلى أنها “قضية معقدة ستستغرق وقتاً لمعالجتها”، مشيراً إلى إصلاحات محتملة تهدف إلى القضاء على “الكثير من الاحتيال والهدر وسوء الاستخدام”.
وتابع جونسون: “لا نقول إننا لن نتفاوض عليها، بل نقول: أعيدوا الأمور إلى نصابها في الكونجرس”.
شومر: “جونسون غير جاد”
في المقابل، جادل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الذي ظهر أيضاً الأحد في برنامج Face the Nation، بأن جونسون “غير جاد” في التفاوض بشأن قضية الرعاية الصحية، مشيراً إلى تحركه لإبعاد مجلس النواب عن واشنطن هذا الأسبوع.
وحثّ شومر على أن السبيل الوحيد لحل أزمة التمويل هو عقد اجتماع بين قادة الكونجرس والرئيس دونالد ترمب، قائلاً: “لقد حاولنا لأشهر طويلة الجلوس معهم وإجراء حوار جاد لمعالجة احتياجات الرعاية الصحية الأميركية، لكنهم رفضوا مراراً”.
والتقى شومر وجونسون، إلى جانب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، بالرئيس دونالد ترمب الأسبوع الماضي.
لكن الاجتماع فشل في التوصل إلى اتفاق لتجنب الإغلاق الحكومي قبل الموعد النهائي، وقال شومر إن ترمب “لم يكن جاداً” في الاجتماع، وبعد ذلك نشر الرئيس ما بدا أنه فيديو مُولّد بتقنية الذكاء الاصطناعي يسخر من القادة الديمقراطيين.
وقال شومر: “يعلم الشعب الأميركي أن المسؤول رئيس جمهوري، ومجلس شيوخ جمهوري، ومجلس نواب جمهوري، وأن عليه مسؤولية الحكم، ما يعني الجلوس والتحدث معنا حتى نتمكن من تلبية هذه الاحتياجات”.
وفشل مشروع القانون الذي أقره مجلس النواب أول مرة بمجلس الشيوخ في 19 سبتمبر الماضي، حيث عارضه جميع الديمقراطيين باستثناء واحد، مؤيدين إجراءً منفصلاً لتمويل الحكومة حتى أكتوبر، والذي يشمل أيضاً أولويات الديمقراطيين في مجال الرعاية الصحية.
ومع اقتراب الحكومة من الإغلاق الأسبوع الماضي بساعات، صوّت مجلس الشيوخ مجدداً على المشروع، عندما انضم عضوان آخران إلى الجمهوريين في التصويت لصالحه، لكن الدعم لمشروع القانون ظل أقل من 60 صوتاً المطلوبة في مجلس الشيوخ.
ومنذ ذلك الحين، يسعى الجمهوريون في مجلس الشيوخ إلى انتزاع الدعم الديمقراطي لمشروعهم، بينما ظل القادة الديمقراطيون متمسكون بمطلبهم بأن يشمل مشروع القانون تمديداً للإعفاءات الضريبية للتأمين الصحي.
وفي التصويتين اللاحقين يومي الأربعاء والجمعة، لم يتمكن الجمهوريون من الحصول على مزيد من الدعم من الديمقراطيين لمشروع قانونهم.