بدأت التأخيرات في الرحلات الجوية تتزايد مساء الثلاثاء، في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وسط تحديات وظيفية يواجهها مراقبو الحركة الجوية، المسؤولون عن توجيه الطائرات، والذين يقتربون من أسبوع تقريباً من العمل دون راتب.

وأفادت بيانات إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية FAA، بتأخر الرحلات الجوية في مطار ناشفيل الدولي بسبب “التوظيف”، حيث بلغ متوسط التأخير في الوصول 126 دقيقة حتى الساعة 5:30 مساءً (بالتوقيت المحلي). 

وحذرت إدارة الطيران من اضطرابات على مستوى البلاد مساء الثلاثاء، بسبب نقص في الموظفين في مراكز المراقبة الرئيسية في شيكاجو وناشفيل وهيوستن ولاس فيجاس.

وأشارت مجلة “بوليتيكو”، إلى تأخيرات فعلية أو متوقعة في مطار شيكاجو أوهير الدولي، ومطار دالاس فورت وورث الدولي، وفي مطاري تيتربورو ونيوارك بنيوجيرسي، وكلاهما مطاران بديلان للمجال الجوي المزدحم لمدينة نيويورك.

ولم ترد الرابطة الوطنية لمراقبي الحركة الجوية على طلب المجلة التعليق، كما لم ترد إدارة الطيران الفيدرالية أيضاً، ولكن في رد تلقائي عبر البريد الإلكتروني قالت الإدارة، إنها لا ترد على استفسارات وسائل الإعلام الروتينية بسبب انقطاع التمويل من الكونجرس.

وهذا هو اليوم الثاني على التوالي الذي تتسبب فيه مشكلات التوظيف في تأخير الرحلات الجوية.

وإذا استمر غياب المراقبين الجويين في المطارات الأميركية، فإن تأخيرات الرحلات الجوية مؤهلة للتصاعد، ويمكن أن تفرض ضغوطاً سياسية هائلة على المشرعين الأميركيين في الكونجرس، لإنهاء الإغلاق.

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، رصدت وزارة النقل الأميركية، ارتفاعاً في عدد المراقبين المتغيبين بدعوى الإجازات المرضية، على الرغم من أن الوكالة لم تربط صراحةً بين هذه الظاهرة والتأخيرات في الرحلات الجوية، التي حدثت، مساء الثلاثاء.

ليست المرة الأولى

وخلال الإغلاق الحكومي الأخير المطول في عام 2019، والذي استمر 35 يوماً، كان للمراقبين الجويين الفضل على نطاق واسع، في إنهاء الإغلاق الحكومي من خلال التغيّب بعذر المرض، ما أدى بدوره إلى حدوث تأخيرات في جميع أنحاء البلاد.

عندما لا يكون لدى منشأة ما القدرة الكافية للتعامل مع الرحلات الجوية، تقوم إدارة الطيران الفيدرالية بإبطاء حركة الطيران، ما يؤدي إلى زيادة التأخيرات.

ومن المقرر أن يتلقى المراقبون الجويون، راتباً جزئياً في 14 أكتوبر الجاري، ومن المقرر أن يتلقى المراقبون الجويون أول راتب “فائت بالكامل” في 28 أكتوبر، وفق وزارة النقل الأميركية.

ولفتت مجلة “بوليتيكو”، إلى أن موجة الانتقادات السياسية حول هذه القضية بلغت ذروتها، الثلاثاء، حيث اشتبك وزير النقل، شون دافي، مع الحاكم الديمقراطي لولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، على منصات التواصل الاجتماعي بشأن التأخيرات في مطار بوربانك.

وقال دافي في إحدى منشورات على منصة “إكس”، الثلاثاء: “حاكم كاليفورنيا أنت (شخص) غير معقول. السبب في إغلاق الحكومة هو أن حزبك لا يستطيع ترتيب أولوياته. الديمقراطيون يعطون الأولوية لأشياء مثل الرعاية الصحية المجانية للمهاجرين غير الشرعيين على التأكد من حصول مراقبي الحركة الجوية الذين يعملون بجد في مطار بوربانك على رواتبهم”. 

وفي الوقت نفسه، قال زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، النائب الديمقراطي من نيويورك، في بيان، إن الادعاء بأن الديمقراطيين مسؤولون عن التأخير في السفر ومشكلات التوظيف “مثير للضحك”.

وقال جيفريز: “يجب على الوزير دافي أن يطلب من رئيسه في البيت الأبيض أن يتصل بمدير مكتب الإدارة والميزانية الذي يهدد بفصل الموظفين المدنيين بشكل غير قانوني بدلاً من الظهور في برامج تلفزيونية على قنوات التلفاز بهدف ترهيب الموظفين الفيدراليين”.

على الرغم من أن الإغلاق دخل الآن يومه السابع، لكن مراقبي الحركة الجوية وغيرهم من الموظفين الأساسيين لا يزالون يعملون على الرغم من أنهم لن يتقاضوا رواتبهم حتى ينتهي المأزق بين الديمقراطيين والجمهوريين ويتم التوصل إلى حل.

شاركها.