الإيزيديون يحتفلون بعيد “الأربعاء الأحمر” شمالي سوريا
ريتا أحمد
أحيا الإيزيديون في مناطق مختلفة من سوريا احتفالات بعيد “الأربعاء الأحمر” اليوم، الأربعاء 17 من نيسان، ويعرف أيضًا بعيد رأس السنة الإيزيدية.
واحتفل الإيزيديون بالعيد في مناطق سورية باختلاف الجهات المسيطرة منها في الحسكة حيث تسيطر “الإدارة الذاتية” ومنها في عفرين حيث تسيطر “الحكومة المؤقتة”.
ويتجمع الإيزيديون لممارسة طقوسهم الدينية المتنوعة، التي تعود أصولها إلى زمن الأكاديين والبابليين والآشوريين، ويقام في الأربعاء الأول من شهر نيسان الشرقي من كل عام.
ويُعتبر هذا اليوم من قبل الإيزيديين يومًا لانبعاث الخليقة وبداية الكون، وما زالوا يحتفظون بالطقوس والاحتفالات التقليدية بهذه المناسبة.
وبحسب الكتاب المسمى “السبقة”، وهو أحد أهم المراجع الإيزيدية، فإن “الأربعاء الأحمر” سمي بهذا الاسم لأنه في مثل هذا اليوم ضخ الدم “الأحمر” في جسم أول إنسان “آدم”، وفيما بعد “شرب آدم من ذلك الكأس للحياة، فارتجف في مكانه، واكتمل لحمه، وجرى الدم في جسده”.
طقوس العيد
ليلى إبراهيم عضوة في البيت الإيزيدي في ناحية القحطانية بريف محافظة الحسكة، قالت ل إن عيد “الأربعاء الأحمر”، يعتبر من بين الأعياد المهمة للإيزيديين، حيث يبرزون خلاله عاداتهم وتقاليدهم وفلكلورهم.
ويعتبر هذا العيد بداية تكوين الكون بالنسبة للعائلة الإيزيدية، كما يُعرف هذا اليوم أيضًا باسم “رأس السنة الإيزيدية” أو “الأربعاء الأحمر”، ويحل في شهر الربيع، وهو زمن تفتح الزهور، خاصة زهور شقائق النعمان الحمراء، وفق إبراهيم.
ومن طقوسه أن يسلق الأهالي البيض قبل يوم، ثم يصبغونه بألوان متعددة، ويحضرون بعض أنواع الحلويات.
وفي يوم العيد يزور الإيزيديون القبور والأقرباء والأهالي من الأصول الذين ديانتهم إيزيدية، ويستقبلون الضيوف.
وأضافت إبراهيم أن الإيزيديين يعقدون حفلًا مركزيًا في المناطق التي يقطنون فيها، ويضم الحفل عدة فعاليات منها إلقاء بعض الكلمات الدينية، وأداء أنواع متعددة من الرقصات.
إشعال النار
الشاب شيرفان دلو (24 عامًا) مقيم في القحطانية، قال ل إن إشعال النار أو الشمعة لدى الإيزيديين يعتبر شكلًا من أشكال العبادة، حيث يعتبرون النار ديانة إيزيدية مقدسة لديهم.
وذكر أن الإيزيديين يشعلون في مساء كل أربعاء شمعة في كل بيت، لأن الأربعاء يعتبر يومًا مميزًا ومليئًا بالخصوصية، مضيفًا أنهم يحتفظون بهذه الطقوس ويقدسون النار كثيرًا، ويقومون بإشعال 336 شمعة يجب أن تُحمل بمعبد “لالش” (في محافظة دهوك في إقليم كردستان).
ويعتبر تلوين البيض بألوان زهور الربيع جزءًا من طقوسهم، ويربطون هذه العادة بمعتقداتهم الإيزيدية، وإنهم يروون أن قبل الخليقة كان الكون يتكون من الدخان والماء والغيوم، ولهذا يُسمى يوم الأربعاء “رأس السنة الإيزيدية”.
ويعتبرون أن تحويل البيض من القوام السائل إلى المتجمد يُمثل بداية الحياة، حيث يعتبرون الكرة الأرضية كبيضة تجمدت لتبدأ الحياة سواء للإنسان أو الحيوان أو النباتات، وفق الشاب.
اليزيدية.. “إبادة جماعية”
تدمج الديانة اليزيدية بعض المعتقدات الإسلامية والمسيحية مع عناصر من الزرادشتية (ديانة فارسية قديمة) والميثراسية (دين ازدهر في الإمبراطورية الرومانية ومستوحى من الزراديشتية).
وتعد اليزيدية من الديانات التوحيدية، إذ يؤمن الإيزيديون بوحدانية الله، كما تعد شخصية الطاووس الملك مركز عقيدتهم، الذي يعمل كوسيط بين الإنسان والله.
الإيزيدية تعود جذورها لآلاف السنين، وفق حديث سابق ل مع مدير مؤسسة “إيزدينا” ومدير مجلة “زهرة الزيتون”، علي عيسو، وهي غير تبشيرية، كما لا يعترف الإيزيديون بوجود قوى الشر، ولا الشيطان، وهذا ما سبب إشكالية لدى أتباع الأديان الأخرى الذين اعتبروا اعتقادهم ذاك تكريمًا للشيطان وعبادة له.
وبحسب تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2016 عن الحرية الدينية الدولية في سوريا، بلغ عدد السكان الإيزيديين حوالي 80 ألف نسمة قبل 2011، وتشير تقارير إعلامية إلى زيادة في العدد نتيجة هروب إيزيديي العراق إلى سوريا من تنظيم “الدولة الإسلامية”.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي