يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الترويج لاستراتيجية أدوات الذكاء الاصطناعي المصنعة في أوروبا، لتوفير الأمن والمرونة، مع تعزيز القدرة التنافسية الصناعية للتكتل، وتقليل اعتماده على المزودين الأجانب ومنافسة الولايات المتحدة والصين في السباق العالمي نحو هذه التكنولوجيا الثورية، بحسب صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
ووفقاً لمسودة الاقتراح التي اطلعت عليها الصحيفة، ستروج استراتيجية “تطبيق الذكاء الاصطناعي” الجديدة للمفوضية الأوروبية لأدوات الذكاء الاصطناعي المصنعة في أوروبا، وتسلط الضوء على الحاجة إلى تحسين استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاعات تشمل الرعاية الصحية والدفاع والتصنيع.
وأوضحت المسودة أن للإدارات العامة دوراً محورياً في مساعدة شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة على النمو من خلال زيادة الطلب على حلول الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر المصنوعة في أوروبا.
ويُحذّر مشروع القانون من “التبعيات الخارجية لمنظومة الذكاء الاصطناعي”، البنى التحتية والبرمجيات اللازمة لبناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتدريبها وإدارتها، والتي يقول إنها يمكن تسليحها من قِبل جهات فاعلة حكومية وغير حكومية، ما يُشكّل خطراً على سلاسل التوريد.
وتهدف المفوضية إلى تعزيز سيادة الاتحاد الأوروبي في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تسريع تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي محلية الصنع، بما في ذلك سياسات لتسريع اعتماد حلول الذكاء الاصطناعي التوليدية الأوروبية القابلة للتطوير والتكرار في الإدارات العامة.
ومن المقرر أن تقدم هينا فيركونن، رئيسة قسم التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي، هذه الاستراتيجية، التي قد تتغير قبل نشرها، الثلاثاء.
وتزايدت هذه المخاوف منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الرئاسة في يناير، بشأن اعتماد الاتحاد الأوروبي على التكنولوجيا الأميركية ودعوات إلى الاستقلال الرقمي في أوروبا.
وفي الوقت نفسه، تُنافس الصين الولايات المتحدة كقائد عالمي في تطوير الذكاء الاصطناعي، ما يُثير مخاوف من أن يكون لأوروبا تأثير ضئيل على الاستخدام المستقبلي لهذه التكنولوجيا.
حشد التمويل
ولتنفيذ الإجراءات الواردة في الاستراتيجية، مثل دعم تبني الذكاء الاصطناعي في قطاعيْ التصنيع والصحة، تعمل المفوضية على حشد مليار يورو من برامج التمويل القائمة.
ويريد الاتحاد الأوروبي إعطاء الأولوية لتطبيق الأدوات الأوروبية المُدعّمة بالذكاء الاصطناعي في مجال الدفاع، في ظلّ زيادة العواصم الأوروبية إنفاقها الدفاعي بوتيرة متسارعة استجابةً للتهديد الروسي ومخاوف انسحاب الولايات المتحدة من الأمن الأوروبي في عهد ترمب، كما تعتزم بروكسل تسريع تطوير ونشر قدرات القيادة والسيطرة الأوروبية المُدعّمة بالذكاء الاصطناعي.
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت أوروبا موطناً لعدد من شركات الذكاء الاصطناعي الواعدة، من شركة صناعة النماذج الفرنسية “ميسترال” إلى مجموعة التكنولوجيا الدفاعية الألمانية “هيلسينج”، لكن الاتحاد الأوروبي لا يزال يعتمد على الولايات المتحدة وآسيا في الحصول على معظم البرمجيات والأجهزة والمعادن الأساسية اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي.
وتسعى بروكسل إلى جعل الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة إنتاجية، بل “أصلاً استراتيجياً” يجب دمجه بشكل وثيق في أنظمة الاتحاد الأوروبي المؤسسية والصناعية والأمنية.
وتُعدّ أنظمة القيادة والسيطرة، المُستخدمة لتوجيه القوات وإدارة العمليات الميدانية، من بين ما يُسمّى بالمُمكّنات الحاسمة التي تعتمد الجيوش الأوروبية حالياً بشكل كبير على الولايات المتحدة لتوفيرها من خلال حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قالت في فعالية عُقدت الجمعة، إن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى تسريع تبني الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع من خلال استراتيجية “تطبيق الذكاء الاصطناعي” لضمان استفادة أوروبا من هذه التقنية الجديدة.