يؤكد الاتحاد المصري للتأمين على الأهمية المتنامية لمساهمة صناعة التأمين في دعم جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي، بوصفه ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرارين البيئي والاقتصادي.
ويولي الاتحاد اهتمامًا خاصًا بإدماج مبادئ التأمين المستدام في مختلف فروع التأمين بالسوق المصري، من خلال جهود لجنة التأمين المستدام، بالتنسيق مع اللجان الفنية المتخصصة، وذلك بهدف تضمين معايير البيئة والمجتمع والحوكمة (ESGs) في جميع أنشطة التأمين.
كما يؤكد الاتحاد على ضرورة دمج اعتبارات البيئة والتنوع البيولوجي ضمن استراتيجيات إدارة المخاطر والاستثمار، وعلى تعزيز الشراكة بين شركات التأمين والجهات الحكومية والمنظمات البيئية، من أجل تطوير حلول تمويل تأميني مستدامة.
ويؤمن بأن رفع الوعي بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي داخل القطاع التأميني، ودمجه في الأطر التنظيمية والتشريعية، يسهم في دعم استمرارية النشاط التأميني وتعزيز دوره كشريك أساسي في بناء اقتصاد مرن ومستدام.
يُعد التنوع البيولوجي أحد الركائز الأساسية لصحة الكوكب واستقرار النظم البيئية والاقتصادات المحلية والعالمية، فهو يشمل تنوع الكائنات الحية والنظم البيئية المختلفة، ويُسهم في خدمات لا غنى عنها مثل التلقيح، وتنقية المياه، وتنظيم المناخ. إلا أن هذا التنوع يواجه تهديدات متسارعة، أبرزها فقدان المواطن الطبيعية، التغير المناخي، التلوث، الاستغلال المفرط، والأنواع الغازية. وقد أدى النشاط البشري منذ منتصف القرن العشرين إلى تدهور حاد في النظم البيئية، ما تسبب في انخفاض متوسط أعداد الحيوانات البرية بنسبة 73% منذ عام 1970، وتراجع أنواع المياه العذبة بنسبة 85%.
وهنا يظهر دور قطاع التأمين كأداة مالية فعالة يمكنها الإسهام في حماية التنوع البيولوجي. فإلى جانب الحماية التقليدية للممتلكات والأفراد، يستطيع التأمين تقديم منتجات وخدمات مالية مبتكرة لدعم الحفاظ على النظم البيئية، وتعزيز الاستجابة للكوارث الطبيعية، وتحفيز السلوكيات المستدامة لدى الأفراد والمؤسسات.
وتمثل تهديدات التنوع البيولوجي وتأثيراتها
تشمل التهديدات البيئية فقدان الغابات، وتدهور الأراضي الرطبة، وابيضاض الشعاب المرجانية، وتراجع أشجار المانغروف. كما تواجه الأنواع البرية خطر الانقراض بسبب الصيد الجائر، وفقدان المواطن الطبيعية، والقتل الانتقامي، وتغير المناخ. وتترتب على هذه التهديدات أخطار بيئية واقتصادية واجتماعية، منها تراجع الإنتاج الزراعي، وزيادة الكوارث الطبيعية، واضطراب سلاسل الإمداد، وتهديد الأمن الغذائي والمائي.
وشدد الاتحاد المصري للتأمين على أهمية دمج الاعتبارات البيئية ضمن صناعة التأمين، والتوسع في التأمينات البيئية كوسيلة لحماية موارد مصر الطبيعية، ودعم التزاماتها البيئية العالمية، وتحقيق الاستدامة الاقتصادية والبيئية.