الاستخبارات الصينية تحذر من “جواسيس أجانب يجندون مواطنين”
حذرت وكالة الاستخبارات الصينية من “جواسيس أجانب”، قالت إنهم ينتحلون هويات مزيفة لشراء أرقام هواتف، وفتح حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي في الصين لـ”التظاهر بأنهم يبحثون عن موظفين بدوام جزئي أو أصدقاء جدد لجمع معلومات شخصية عنهم”، حسب ما أفادت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.
وفي منشور على حسابها الرسمي على وسائل التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، ذكرت وزارة أمن الدولة الصينية ثلاث حالات لمواطنين صينيين “وقعوا في فخاخ” نصبتها وكالات استخبارات أجنبية، بينما حثت الناس على “فتح أعينهم” على مثل هذه المخططات، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وقالت الوزارة إن “وكالات التجسس الأجنبية تشتري حسابات على منصات التواصل الاجتماعي وأرقام الهواتف المحمولة عبر الإنترنت للالتفاف على عملية تسجيل الهوية في الصين”، واستخدامها في “اتصالات التجسس” وإرسال الأموال.
وحذرت وزارة أمن الدولة من أن أي شخص يبيع أرقاماً أو حسابات لجواسيس أجانب يمكن أن يصبح “متواطئاً”، مما يعرض الأمن القومي للخطر دون قصد.
إعلانات وظائف و”فخاخ”
وقالت الوزارة إنه في إحدى الحالات، “اكتشف شخص باع رقم هاتفه المحمول عبر الإنترنت لاحقاً أن الرقم استخدمه الجواسيس بعد أن أبلغته الوزارة أنه تم وضعه تحت التحقيق”.
وحذرت وزارة الأمن الداخلي من أن وكالات الاستخبارات الأجنبية “قد تنشر وظائف بدوام جزئي على الإنترنت لتجنيد أشخاص لإجراء أبحاث وعمليات مراقبة، وتسجيل مقاطع فيديو في مناطق حساسة”، وفق قولها.
وذكرت الوزارة أنه في حالة أخرى، “استجاب طالب صيني لوظيفة بدوام جزئي معلن عنها باسم باحث بيانات”، والتي تتطلب زيارات إلى موقع محدد كل أسبوع لالتقاط صور سيتم إرسالها إلى “المكتب الرئيسي”. وقالت وزارة الأمن الداخلي إن الطالب تم احتجازه بعد ذلك بتهمة التجسس، مما يعرض الأمن القومي للخطر.
كما حذرت وكالة مكافحة التجسس مما وصفتها بـ”فخاخ العسل”، مستشهدة بحالة طالب جامعي صيني يُدعى لي “كان على علاقة عاطفية بأجنبية خلال برنامج تبادل طلابي في الخارج. وبعد التخرج، وقع لي، الذي تم تعيينه في وظيفة تتيح له الوصول إلى معلومات حساسة، تحت رحمة حبيبة أجنبية”، حسب ما نقلت الصحيفة، وذكرت الوكالة أن لي “قدم لها وثائق سرية متعددة”.
وقررت السلطات لاحقاً أن الشخص الأجنبي “ينتمي إلى وكالة استخبارات أجنبية”.
واتهمت وزارة الأمن الداخلي وكالات الاستخبارات الأجنبية بـ”استهداف المواطنين الصينيين والباحثين العاملين في مجالات رئيسية، أو الموظفين الذين يعملون في مناصب حساسة”.
وجاء في منشور الوزارة: “بالنسبة للناس العاديين، يبدو الجواسيس غامضين وبعيدين، لكنهم في الواقع قد يختبئون بيننا. إنهم يخفون هوياتهم ويتجسسون سراً على أهدافهم. حيلهم لا حصر لها وأساليبهم أصبحت أكثر سرية. دعونا نكون يقظين ونرى من خلال تمويههم بأعيننا”.، وفق قولها.
وأصدرت وزارة الأمن الداخلي عدة تحذيرات مماثلة منذ أن فتحت حساباً على منصة WeChat الصينية في أغسطس 2023، محذرة من أن وكالات التجسس الأجنبية كانت “تستغل الأنشطة اليومية لاختراق أمن الشركة وسرقة الأسرار، أو حتى قلب المواطنين الصينيين ضد الحكومة”.
جهود لـ”تجنيد المخبرين”
وأطلقت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية حملة جديدة في أكتوبر 2024 لتجنيد المخبرين في الصين وإيران وكوريا الشمالية، بعد تجربة مماثلة ناجحة لتجنيد الروس قالت الوكالة إنها كانت ناجحة.
وقالت الوكالة إنها نشرت تعليمات حول كيفية الاتصال بها بشكل آمن باللغة المندرينية والفارسية والكورية على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك على شبكة الويب المظلمة (Dark Web).
وأضافت الوكالة: “لقد نجحت جهودنا على هذه الجبهة في روسيا، ونريد التأكد من أن الأفراد في الأنظمة الاستبدادية الأخرى يعرفون أننا منفتحون على العمل”، مشيرة إلى أنها “تتكيف مع زيادة القمع الحكومي والمراقبة العالمية”.
وفي مقطع فيديو نُشر على منصة “يوتيوب”، قدمت الوكالة تعليمات مكتوبة فقط باللغة الصينية للأفراد الاتصال بوكالة المخابرات المركزية عبر موقعها الرسمي باستخدام شبكات خاصة افتراضية مشفرة موثوقة، ووعدت بحماية سلامة المجندين الجدد.
وتُعرف روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية داخل مجتمع الاستخبارات الأميركي بأنها “أهداف صعبة”، أي دول يصعب اختراق حكوماتها، وفق “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.
وحسب الصحيفة، فقد عززت الصين أمنها القومي مع تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة وحلفائها على جبهات مختلفة، بما في ذلك التكنولوجيا والجيش والأمن والتجارة والاقتصاد.
وفي السنوات الأخيرة، أخبر الرئيس الصيني شي جين بينج الحزب الشيوعي الحاكم والهيئات الحكومية بأنه “يجب عليهم تنسيق التنمية والأمن بشكل أفضل”.
وقال شي عندما أعيد انتخابه في مارس 2023: “الأمن هو أساس التنمية، والاستقرار هو الشرط الأساسي للازدهار”، وحث على بذل المزيد من الجهود لتعزيز “مفهوم الأمن الوطني الشامل”، لتعزيز قدرة الصين على حماية الأمن الوطني.