تشهد مدينتا رأس العين وتل أبيض ارتفاعًا في أسعار المستلزمات الدراسية، ومع اقتراب العام الدراسي الجديد، يواجه الأهالي صعوبات اقتصادية في تأمين احتياجات أبنائهم من قرطاسية وحقائب وزي مدرسي، وسط ظروف معيشية صعبة.

رصدت أسعار المستلزمات الدراسية في أسواق رأس العين وتل أبيض، إذ بلغ سعر الحقيبة المدرسية الصغيرة نحو 40,000 ليرة سورية (نحو 3.7 دولار)، والمتوسطة 55,000 ليرة (أكثر من خمسة دولارات)، في حين وصل سعر الكبيرة إلى 85,000 ليرة (ما يقارب 7.8 دولار).

ويبلغ سعر صرف الدولار الواحد نحو 10900 ليرة سورية في السوق السوداء.

أما الأقلام، فسجّل سعر قلم الرصاص نحو ألفي ليرة (0.18 سنت) وقلم الحبر ثلاثة آلاف ليرة (0.27 سنت)، بينما بلغ سعر علبة الألوان الخشبية 6000 ليرة (0.55 سنت).

وفيما يخص الدفاتر، بلغ سعر الدفتر الصغير (12 صفحة) 4000 ليرة (0.36 سنت)، والمتوسط (30 صفحة) 7000 ليرة (نحو 0.64 سنت)، والكبير (150 صفحة) 40,000 ليرة (نحو 3.6 دولار).

كما وصل سعر قارورة الماء التي يصطحبها التلميذ إلى المدرسة إلى 15,000 ليرة (ما يقارب 1.4 دولار) في حين بلغ سعر المظلّة 30,000 ليرة (ما يعادل 2.75 دولار).

فوق قدرة الأهالي

يشكّل ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية عبئًا إضافيًا على العائلات مع اقتراب العام الدراسي الجديد، إذ يؤكد الأهالي أن دخلهم المحدود لا يكفي لتغطية هذه النفقات، ما يضطرهم إلى تقليص مصاريف أساسية أخرى داخل الأسرة.

لم يتمكّن مروان الشماخ من مدينة تل أبيض من شراء المستلزمات المدرسية لأطفاله الخمسة، لعدم قدرته المالية على تأمينها.

يعمل مروان في مجال النجارة، ولا يتجاوز دخله اليومي في أفضل الأحوال 60,000 ليرة سورية (نحو خمسة دولارات ونصف)، وهو مبلغ بالكاد يكفي لتغطية احتياجات عائلته اليومية.

وقال مروان ل، إنه حاول الاستدانة من أحد محال القرطاسية، لكنه رفض تزويده بالمستلزمات لعدم قدرته على السداد.

وأضاف أنه كان يعتمد سابقًا على الجمعيات الخيرية لتوفير المستلزمات المدرسية للطلاب، إلا أنه لم يتمكن في هذا العام  من الحصول على الدعم بسبب كثرة المتقدمين.

حاولت منار شليش (45 عامًا)، تجهيز بناتها الأربع بالمستلزمات المدرسية والقرطاسية، لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب فقدان زوجها وظيفته كحارس ليلي لمزرعة في ريف رأس العين.

وقالت منار ل، إن تجهيز كل طفل يحتاج إلى نحو 300,000 ليرة سورية (ما يعادل 27.5 دولار)، وهو مبلغ يفوق قدرة الأسرة المالية في ظل الظروف الحالية.

وأوضحت أنهم لم يجدوا حلًا سوى الاستدانة من أخيها المقيم في الكويت مبلغ 150 دولارًا أمريكيًا (ما يعادل نحو 1.6 مليون ليرة سورية)، لتغطية تكاليف شراء مستلزمات المدرسة.

وأشارت منار إلى أن هذا المبلغ بالكاد يكفي لتأمين الأساسيات لكل طفل، من دفاتر وأقلام وحقائب مدرسية، معربة عن قلقها من صعوبة مواجهة باقي تكاليف السنة الدراسية في ظل غياب فرص العمل في المنطقة.

مبادرات تصطدم بنقص الدعم

انطلقت في مدينتي رأس العين وتل أبيض عدة مبادرات محلية لتأمين المستلزمات المدرسية للطلاب، لكنها تواجه صعوبات بسبب محدودية الموارد، إذ لا تملك القدرة على تغطية احتياجات جميع الأطفال بشكل كامل.

قال محمد علي ل، إنه بالتعاون مع عدد من “فاعلي الخير” والمتبرعين أطلقوا حملة “التعليم حق لكل طفل” في مدينتي رأس العين وتل أبيض، وتمكنوا خلال الشهر الماضي من توزيع نحو 240 مجموعة من المستلزمات المدرسية للأطفال.

وأوضح أنهم بسبب غياب الجمعيات والمنظمات الداعمة في المدينتين هذا العام، لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم بتوزيع المستلزمات المدرسية لنحو 3000 طفل.

وأشار إلى أنهم تواصلوا مع عدة منظمات وجمعيات، لكن لم يتلقوا أي رد لتوفير احتياجات المدارس للأطفال في المدينتين، ما أجبرهم على الاكتفاء بتوزيع المستلزمات على عدد محدود من الطلاب وفق الإمكانيات المتاحة لديهم.

الاستيراد يرفع الأسعار

صاحب مكتبة “النور” في مدينة رأس العين، سامر فيصل، قال ل، إن سعر المستلزمات المدرسية مرتفع نتيجة استيراد معظم القرطاسية من تركيا، ما يحمّل تكاليف تشمل رسوم المعابر والجمركة وأجور النقل، لتضاف هذه التكاليف في نهاية المطاف إلى الأسعار التي يدفعها المستهلكون.

وأوضح أن فارق قيمة العملة يلعب دورًا كبيرًا في زيادة الأسعار، حيث يتم شراء المستلزمات بالدولار وبيعها بالليرة السورية، ما يزيد العبء المالي على الأسر.

وأشار إلى أن موسم العودة إلى المدارس عادة ما يكون فرصة جيدة لتحقيق أرباح للمكتبات، إلا أن قلة الإقبال هذا العام جعلت حركة البيع شبه متوقفة، مما أثر سلبًا على أصحاب المكتبات أيضًا.

ويلجأ غالبية سكان مدينتي تل أبيض ورأس العين إلى الاستدانة أو إعادة استخدام المستلزمات المدرسية القديمة، مثل الدفاتر التي بقيت فيها صفحات فارغة، والحقائب والقرطاسية وغيرها، لتخفيف الأعباء المالية المرتفعة لتجهيز أبنائهم للمدرسة.

وتعد الزراعة وتربية المواشي من المهن الأساسية التي يعمل بها غالبية سكان رأس العين وتل أبيض، وتشكل مصدرًا رئيسًا للدخل بالنسبة للسكان.

تقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، وتسيطر عليهما الحكومة السورية، بينما تحيط بهما جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، إذ يعتبر منفذها الوحيد نحو الخارج هو الحدود التركية.

أسعار مستلزمات المدرسة ترهق العائلات في رأس العين

المصدر: عنب بلدي

شاركها.