الاستعدادات اكتملت.. الشرق الأوسط على مشارف “الانفجار” وحرب مُقبلة لن تستثني أحداً

في خطوة تصعيدية يراها مراقبون أنها قد تكون شرارة مواجهة تؤدي لحرب واسعة بالمنطقة، قامت الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي بزيادة تواجدها العسكري في الشرق الأوسط. وشمل ذلك نشر طائرات وسفن حربية إضافية في المنطقة.
ووفقًا لتقارير، تم نقل قاذفات شبحية من طراز B2 إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، مما يضعها في موقع استراتيجي قريب من الشرق الأوسط.
بالإضافة إلى ذلك، تم نقل بطاريات صواريخ باتريوت الدفاعية من كوريا الجنوبية إلى الشرق الأوسط، في خطوة تشير إلى استعدادات لمواجهة أي تهديدات صاروخية محتملة من إيران.
تهديدات أمريكية وتصريحات حول المفاوضات النووية
في ظل تصاعد التوترات، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه يفضل التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع إيران بشأن برنامجها النووي، لكنه حذّر من أن عدم الامتثال قد يؤدي إلى “قصف لم يسبق له مثيل”.
وأشار ترامب إلى أنه أرسل رسالة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، يدعوه فيها إلى مفاوضات مباشرة.
وحول ذلك يقول الخبير الأمني والاستراتيجي، مخلد حازم الدرب، في حديث لوكالة ستيب الإخبارية: ” ما نراه الآن في المنطقة يُظهر استعدادًا قتاليًا عالي المستوى. على ما يبدو، فإن إيران قد أكملت استعداداتها العملياتية والتسليحية. ومن الجانب الأمريكي، تم نشر طائرات فعالة وقاصفة تُستخدم لضرب أهداف قد تكون تحت الأرض على عمق يزيد عن 60 مترًا. هذه الطائرات سبق أن استُخدمت في جبال “تورا بورا” في أفغانستان.
ويضيف: ” إن الجاهزية العسكرية الحالية توحي بوجود عمل عسكري محتمل. حيث تكلفة تشغيل هذه الطائرات، ونقلها من مواقعها الأصلية إلى مواقع أخرى، مرتفعة اقتصاديًا بالنسبة للولايات المتحدة. لذلك من المؤكد أن واشنطن تسعى إلى تحقيق مردود استراتيجي من وراء هذه التحركات”.
ويرى الخبير الأمني أن هذا الاستعداد العسكري يهدف إلى ردع إيران ودفعها نحو التفاوض، خاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووي والبرنامج البالستي. بينما يشير إلى أن إيران حتى الآن لا تزال تماطل وتناور حتى آخر لحظة، وهي تراهن في هذه المرحلة على أوراق مثل اليمن والعراق ضمن المعادلة الإقليمية القائمة.
الردود الإيرانية وتحذيراتها لجيرانها
من جانبها، أبدت إيران استعدادها لإجراء محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، مفضلة وساطة عمان على المفاوضات المباشرة، التي ترفضها في ظل التهديدات الأمريكية الحالية.
وحذرت طهران الدول المجاورة، بما في ذلك العراق، الكويت، الإمارات، قطر، تركيا، والبحرين، من أن أي تعاون مع الولايات المتحدة في شن هجوم عليها، مثل السماح باستخدام المجال الجوي أو القواعد العسكرية، سيُعتبر عملاً عدائيًا وسيواجه بعواقب وخيمة.
التنسيق الأمريكي الإسرائيلي والتخطيط لعمليات محتملة
تشير تقارير إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تخططان لشن هجوم عسكري كبير يستهدف تفكيك القدرات النووية المتقدمة لإيران، والتي تُعتبر تهديدًا كبيرًا من قبل البلدين.
وأفادت مصادر إسرائيلية بوجود حاجة ملحة لمعالجة هذا التهديد بسبب التأثير المحتمل للأسلحة النووية الإيرانية على الاستقرار الإقليمي والعالمي. في هذا السياق، قامت إسرائيل بتنفيذ حملات جوية لإضعاف دفاعات إيران، استعدادًا لهجوم واسع النطاق محتمل.
ويقول الخبير الأمني: ” لو كانت إسرائيل تملك الصلاحيات الكاملة، لربما استخدمت قوتها العسكرية منذ فترة، إلا أنها حتى اللحظة لم تحصل على الضوء الأخضر. ومع ذلك، يبدو أن أمريكا أخذت على عاتقها التعامل مع الملفين الإيراني واليمني، وقد نشهد تطورات مفاجئة في هذا السياق”.
وأضاف: ” لا أتوقع أن يكون الحضور الإسرائيلي كبيرًا في أي عمل عسكري محتمل. فالوضع في المنطقة معقد ومرتبك، وأي مواجهة ستترك آثارًا واسعة قد تمتد إلى الجميع. ومن أبرز الملفات الحساسة التي قد تتأثر: مضيق هرمز، ومصادر الطاقة العالمية”.
التحركات الدبلوماسية والمخاوف الدولية
وسط هذه التوترات المتصاعدة، أعربت دول ومنظمات دولية عن قلقها من احتمال اندلاع صراع واسع النطاق في المنطقة. دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات لتجنب تصعيد قد يؤدي إلى عواقب كارثية على الاستقرار الإقليمي والدولي.
ويقول مخلد حازم الدرب: ” من المتوقع أن تراهن إيران على اللحظة الأخيرة، وربما تلجأ إلى الجلوس على طاولة الحوار. فالدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل صعب بالنسبة لإيران، وهو أيضًا تحدٍّ كبير بالنسبة للأمريكيين، خاصة وأن إيران تُعدّ دولة كبيرة تمتلك قدرًا كبيرًا من السلاح ولديها تحصينات قوية، خصوصًا فيما يتعلق ببرنامجيها النووي والبالستي”.
ويضيف: ” الولايات المتحدة تدرك هذه الحقائق، ولهذا السبب يلجأ الرئيس ترامب إلى التهديدات ذات السقف العالي للوصول إلى الأهداف المرسومة. إذا رضخت إيران للمطالب الأمريكية، قد نرى تحركًا نحو مفاوضات جدية. لكنها في ذات الوقت لا تريد أن تظهر بمظهر الطرف الخاسر، مما قد يؤدي إلى استمرار حالة الشد والجذب خلال هذه المرحلة”.
السيناريوهات المحتملة والتأثيرات الإقليمية
يرى مراقبون أن المنطقة تقف على حافة تحول كبير، خاصة مع تزايد الهجمات في اليمن واستهداف ناقلات النفط، مما قد يعيد أجواء توتر مماثلة لما حدث في السنوات السابقة، ولكن على نطاق أوسع هذه المرة.
ومن المحتمل أن يؤدي أي هجوم أمريكي أو إسرائيلي إلى رد فعل إيراني عبر وكلائها في المنطقة أو من خلالها بنفسها، مما ينذر بحرب متعددة الجبهات، خاصة إذا شمل الرد الإيراني استهداف إسرائيل أو منشآت نفطية في الخليج.
ويؤكد الخبير الأمني أنه إذا استمرت إيران في رفض العرض الأمريكي، قد نشهد ضربة عسكرية محدودة، تهدف إلى الردع وليس إلى التدمير الكامل، لإظهار جدية واشنطن وقدرتها على التصعيد.
وتبدو منطقة الشرق الأوسط على حافة أتون حرب واسعة قد تصل نيرانها لمعظم دول المنطقة، علاوة على التوترات المستمرة بملفات غزة وسوريا واليمن، مما ينذر بوجود “قنبلة موقوتة” قابلة للانفجار في أي لحظة، ويعتمد ذلك على سياسة إيان وقبولها بالواقع الجديد بالمنطقة والتفاوض بشأن برامجها النووية والباليستية
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية