تخطط البحرية الأميركية لتسليح أسطولها من مدمرات فئة Zumwalt بسلاح الضربة السريعة التقليدية CPS، بحلول العام المقبل. 

ويخضع سلاح الضربة السريعة التقليدية (CPS) التابع للبحرية الأميركية للتطوير منذ عدة سنوات، وفق موقع Warrior Maven. 

ويؤدي تسليح المدمرات Zumwalt الشبحية بأسلحة فرط صوتية، إلى منح الأسطول البحري “حيوية عملياتية جديدة”؛ فهو لن يزيد من سرعة ومدى الهجوم بشكل كبير فحسب، بل يوفر أيضاً خيارات هجومية تغير قواعد اللعبة للسفن الشبحية عالية التقنية التي لا تزال تبحث إلى حد ما عن هوية تكتيكية.

ويتكون نظام CPS، الذي جرى اختباره في وقت سابق من العام الجاري، من معزز صاروخي صلب ثنائي المراحل مصمم لتحديد مواقع التشكيلات الأرضية للعدو، وتتبع وتدمير الدفاعات الجوية للعدو، وحتى ضرب البنية التحتية الثابتة أو السفن في البحر. 

وتحدث الأسلحة فرط الصوتية “نقلة نوعية” في سرعة أي هجوم صاروخي، فهي مصممة لاستهداف العدو وضربه وتدميره بسرعة تفوق قدرة العدو على الرد.

وعند مواجهة قذيفة قادمة تسير بسرعة تزيد عن 6 أضعاف سرعة الصوت، قد يعجز قادة العدو عن تحديد التهديد واختيار الدفاع أو الإجراء المضاد الأمثل لمواجهة الهجوم. 

جسم انزلاقي 

يتألف جوهر سلاح CPS التابع للبحرية الأميركية من جسم انزلاقي مشترك، يُستخدم في كل من نظام الضربة السريعة التقليدي البحري التابع للبحرية الأميركية، ونظام السلاح فرط الصوتي بعيد المدى التابع للجيش، والذي يُطلق من الأرض. 

ويحل نظام الضربة السريعة التقليدي البحري محل نظام المدفعية المتطور في فئة Zumwalt، ما يوسع نطاق هجوم السفينة وقدرتها التدميرية بشكل كبير.

وكان نظام المدفعية الأصلي قادراً على ضرب الأهداف بدقة على مسافة تتراوح بين 60 و100 ميل بحري تقريباً، بينما تعد الصواريخ فرط الصوتية بمدى يصل إلى آلاف الأميال، وهذا يمنح فئة Zumwalt القدرة على تهديد الأهداف عالية القيمة والمحصنة بشدة قبل وقت طويل من تمكن قوات العدو من الرد. 

وفي بيئة بحرية يتزايد فيها استخدام الخصوم لأجهزة الاستشعار بعيدة المدى والصواريخ المضادة للسفن، تُعد القدرة على توجيه ضربات في عمق البر، أو على مدى بحري ممتد ذات أهمية تكتيكية بالغة. 

وتوفر الأسلحة فرط الصوتية لفئة Zumwalt مستويات معززة من القدرة على البقاء في المناطق شديدة الخطورة، نظراً لصعوبة رصدها مقارنة بالصواريخ التقليدية، وهذا ما يجعل فئة Zumwalt منصة فعالة لاختراق أنظمة منع الوصول (A2/AD) المتطورة، خاصة تلك التي يستخدمها خصوم منافسون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. 

سفينة Zumwalt 

يُقلل هيكل المدمرة Zumwalt المُصمم للتخفي بشكل كبير من بصمتها الرادارية، ما يسمح لها بالعمل على مقربة من المناطق المتنازع عليها مع الحفاظ على صعوبة رصدها مقارنة بالمدمرات التقليدية.  

وتزداد أهمية هذه الميزة عند دمجها مع أسلحة فرط صوتية قادرة على شن ضربات سريعة وفعالة.  

ويؤدي وجود منصة ذات بصمة رادارية منخفضة، مُسلحة بأسلحة يصعب إيقافها، إلى تعقيد حسابات الخصم، ويُجبره على تخصيص المزيد من الموارد للدفاع.  

ويُوفر نظام الطاقة المُتكامل القوي في Zumwalt الذي يُنتج ما يزيد عن 78 ميجاواط من الطاقة الكهربائية، طاقة كافية لأجهزة الاستشعار المُتقدمة في المستقبل، وأنظمة الصواريخ المُحسنة، وربما أسلحة الطاقة المُوجهة التي تُكمل قدرات الضربات فرط الصوتية. 

وبفضل الأسلحة الفرط صوتية، تستطيع مدمرات فئة Zumwalt دعم نطاق أوسع من المهام، بما في ذلك الضربات بعيدة المدى، ودوريات الردع، والعمليات المشتركة مع الغواصات والطائرات المجهزة بأنواع أسلحة مماثلة.  

ويُسهم هذا التكامل في توزيع القدرات الهجومية الأميركية على منصات أكثر، ما يقلل الاعتماد على حاملات الطائرات أو القاذفات الاستراتيجية في مهام الهجوم. 

ولعل أهم عنصر في دمج نظام CPS يتعلق بحوسبتها؛ إذ زُودت سفن فئة Zumwalt بحاسوب متطور يُسمى بيئة الحوسبة الشاملة للسفينة، مصمم بستة ملايين سطر برمجي لربط أنظمة السفينة ببعضها.  

ويمكن لربط أنظمة التحكم الفيزيائية السيبرانية بحواسيب السفينة تسريع عملية التحكم في إطلاق النار، وربط أنظمة الرادار وأجهزة الاستشعار وتقنيات الاستهداف بالأسلحة فرط الصوتية المستخدمة في الهجوم. 

شاركها.