اخر الاخبار

“البديل من أجل ألمانيا” يحل جناحه الشبابي لتجنب حظر محتمل

أعلنت منظمة الشباب التابعة لحزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف، الاثنين، حل نفسها لتجنب حظر محتمل قد يضر بالحزب في الوقت الذي يحاول فيه توسيع قاعدته الجماهرية بين الناخبين الألمان، وفق مجلة “بوليتيكو”.

وتم تصنيف منظمة “البديل الشاب”، التابعة لحزب “البديل من أجل ألمانيا”، كجماعة يمينية متطرفة من قِبَل جهاز الاستخبارات الداخلية الفيدرالي الألماني منذ عام 2023، ويعني هذا التصنيف أنها تواجه احتمال حظرها بموجب قانون ألماني يهدف إلى منع تكرار الماضي النازي للبلاد.

كما يُنظر إلى التحرك لحل المنظمة، على أنها “مناورة تكتيكية” لحماية الحزب والتخلص من الصورة السلبية المرتبطة به، مع اقتراب الحزب من أن يصبح أكبر قوة معارضة في البوندستاج (البرلمان) بمجرد تشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة بقيادة المحافظين.

وحلّ حزب البديل من أجل ألمانيا في المركز الثاني بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عاماً في انتخابات 23 فبراير التي أُجريت في البلاد بنسبة 21%، بزيادة قدرها 14 نقطة مئوية عن الانتخابات الوطنية السابقة.

تحت سيطرة الحزب

وأشارت “بوليتيكو” إلى أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” سيؤسس منظمة شبابية جديدة، وعلى عكس “البديل الشاب”، ستكون تحت سيطرة قيادة الحزب مباشرة، وستضم العديد من أعضاء المجموعة المنحلة.

وقالت آنا صوفي هاينز، الباحثة في جامعة ترير، والتي درست فرع الشباب للمجلة الأميركية: “لا يتعلق هذا التحول باعتدال معتقداتهم، بل هو خطوة استراتيجية بحتة”، معتبرة أن حظر “البديل الشاب” كان سيُسبب مشكلات كبيرة لحزب AfD؛ نظراً للتداخلات التنظيمية العديدة بين المجموعة والحزب، لا سيما فيما يتعلق بالكوادر.

ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن الجناح الشبابي الجديد في مؤتمر “حزب البديل من أجل ألمانيا” في وقت لاحق من هذا العام، وفق “بوليتيكو”.

وكتب أعضاء “البديل الشاب” الإقليميون في منشور على “تليجرام”: “بالإضافة إلى الذكريات العديدة، لدينا أيضاً مهمة: مواصلة النضال من أجل ألمانيا الغد! سنساهم في التحول السياسي في المنظمة الشبابية الجديدة”.

ودعا بعض القادة الألمان الرئيسيين إلى حظر “حزب البديل من أجل ألمانيا” نفسه، الذي تراقبه وكالة الاستخبارات الداخلية الفيدرالية الألمانية باعتباره “منظمة يمينية متطرفة مشتبه بها”.

ويسمح الدستور الألماني بحظر الأحزاب السياسية التي تحاول استخدام الوسائل الديمقراطية لتقويض الديمقراطية.

تعقيدات قانونية

وذكرت الصحيفة أن إجراءات حظر الأحزاب في ألمانيا معقدة، ولم تلجأ لها المحاكم الألمانية إلا مرتين من قبل: في عام 1952، لحزب “الرايخ” الاشتراكي الفاشي الجديد، وفي عام 1956، للحزب الشيوعي الألماني. ولم تنجح محاولتان أخريان لحظر الحزب الوطني الديمقراطي النازي الجديد.

لكن حظر حزب “الشاب البديل” أسهل بكثير من الناحية القانونية، وهذا ما يفسر سعْي الأعضاء لحله، وقد صرّح بذلك الزعيم السابق للحزب قبيل الانتخابات الألمانية في 23 فبراير الماضي.

وقال هانيس جناوك، زعيم فرع الشباب في حزب البديل من أجل ألمانيا: “من غير الواقعي حظر حزب يحصل على أكثر من 20% من الأصوات الشعبية. لكن مهاجمة نقطة ضعفنا، وهي جمعية البديل الشبابي غير المسجلة، أمر واقعي”.

وسيحمي إنشاء جناح شبابي لحزب “البديل من أجل ألمانيا” تحت سيطرة الحزب المجموعة الجديدة من خلال رفع العقبة القانونية أمام حظرها بشكل كبير. وبموجب الهيكل الجديد، سيصبح جميع أعضاء جناح الشباب الذين تزيد أعمارهم على 16 عاماً أعضاء في الحزب تلقائياً، حسبما ذكرت “بوليتيكو”.

آفاق أوسع

من جانبه، قال هاينزه، الباحث في جامعة ترير: “هناك مؤشرات عديدة على أن المنظمة الشبابية الجديدة ستصبح أكثر احترافية وقوة بشكل عام. على سبيل المثال، ستتمكن من الوصول إلى موارد مالية أكبر، نظراً لزيادة عدد الأعضاء الملتزمين بدفع الاشتراكات”.

وازداد نفوذ الجناح الشبابي للحزب، بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، حيث اجتذب العديد من الناخبين الشباب من خلال حملات إلكترونية تضمنت مقاطع فيديو مولّدة بالذكاء الاصطناعي تُصوّر عمليات ترحيل المهاجرين من ألمانيا بشكل جماعي.

كما أنشأ أعضاء الجناح الشبابي لعبة فيديو تتناول موضوع الترحيل، بينما غمر مؤثرون شباب من اليمين المتطرف منصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك”.

وبحسب بعض أعضاء الحزب، فإن تشكيل مجموعة شبابية جديدة سيساعد الحزب على تقديم نفسه كخيار أكثر قبولاً لدى الناخبين الذين رفضوه منذ فترة طويلة، بسبب سمعة التطرف التي تُربط به.

وقال ماتياس موسدورف، عضو البرلمان الوطني عن الحزب: “أي خطوة نحو العودة إلى الحياة الطبيعية ستلقى استحساناً بالطبع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *