قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، الاثنين، إن هناك “مساع خليجية” على كافة الأصعدة لوقف الحرب بين إسرائيل وإيران والتواصل مع جميع الأطراف، فيما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، بأن إيران تبعث بـ”إشارات عاجلة” تفيد بأنها تسعى لـ”إنهاء الأعمال العدائية”، واستئناف المحادثات بشأن برنامجها النووي.

وقال البديوي لصحيفة “القبس” الكويتية، إن “هناك اجتماعاً قريباً سيعقد لكبار المسؤولين من وزراء خارجية دول الخليج لبحث المواقف، والسعي إلى وقف الحرب، وبحث كل التطورات في المنطقة، واتخاذ المواقف الحكيمة لحل هذه الحرب”.

وجاءت هذه التصريحات بعد عقد الاجتماع الاستثنائي الـ48 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي عبر الاتصال المرئي، في وقت سابق الاثنين، برئاسة وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا.

إشارات إيرانية عاجلة

وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، نقلاً عن مسؤولين في الشرق الأوسط وأوروبا، بأن إيران تبعث بـ”إشارات عاجلة” تفيد بأنها تسعى لـ”إنهاء الأعمال العدائية”، واستئناف المحادثات بشأن برنامجها النووي، من خلال إرسال رسائل إلى إسرائيل والولايات المتحدة عبر وسطاء عرب.

وذكر المسؤولون، أن طهران أبلغت مسؤولين عرب بأنها منفتحة على العودة إلى طاولة المفاوضات، طالما الولايات المتحدة لم تشارك في الهجوم. كما أرسلت إيران رسائل إلى إسرائيل مفادها أن من مصلحة الطرفين احتواء مستوى العنف، بحسب الصحيفة الأميركية.

وأشارت “وول ستريت جورنال”، إلى أن تل أبيب ليس لديها حافز كبير لوقف الهجوم قبل تدمير المزيد من منشآت إيران النووية، وإضعاف قبضة النظام الإيراني، وذلك في ظل قدرة الطائرات الإسرائيلية على التحليق بحرية فوق العاصمة الإيرانية، ومحدودية الأضرار التي تسببت بها الهجمات الإيرانية المضادة. 

وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن اغتيال قادة عسكريين بارزين، بمن فيهم عدد كبير من كبار قادة سلاح الجو الإيراني، لكن الأثر على المنشآت النووية كان محدوداً، إذ يرى محللون، أن تحقيق أهداف إسرائيل قد يتطلب حرباً جوية طويلة المدى.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الهجمات ستستمر حتى يتم تدمير البرنامج النووي الإيراني وصواريخه الباليستية، ولم يُظهر أي إشارة على استعداده لوقف الحرب. وذكر أن “تغيير النظام” ليس هدفاً بحد ذاته، لكنه قد يكون نتيجة ممكنة نظراً لضعف القيادة الإيرانية.

وقال مسؤولون إسرائيليون، إن الجيش مستعد لتنفيذ ضربات جوية لمدة لا تقل عن أسبوعين، فيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب للصحافيين، الأحد: “أعتقد أن الوقت قد حان لعقد اتفاق، وسنرى ما سيحدث، لكن أحياناً يجب أن يتقاتلوا”.

وترى الصحيفة، أن تأمين هدنة مؤقتة سيمنح إيران فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة تنظيم صفوفها، كما سيزيد من الضغوط الدولية على حملة إسرائيل العسكرية.

ولفتت إلى أن ذلك سيكون مكسباً لطهران في حال تمكنت من إبقاء واشنطن خارج المعركة، وعدم استخدامها لقدراتها العسكرية المتمثلة بالصواريخ الخارقة للتحصينات والتي تحتاجها تل أبيب لتدمير المنشآت النووية الأكثر تحصيناً.

وذكر دبلوماسيون عرب تحدثوا مع الإيرانيين، أن إيران تراهن على أن إسرائيل لا تستطيع تحمل حرب استنزاف طويلة، وستضطر في النهاية للبحث عن حل دبلوماسي، بحسب ما نقلته “وول ستريت جورنال”.

وقال مسؤولون إيرانيون، إنهم يعتقدون أن إسرائيل تفتقر إلى استراتيجية خروج واضحة من هذه الحرب، وستحتاج إلى دعم أميركي لتوجيه ضربات فعالة لأهداف مثل منشأة “فوردو” لتخصيب اليورانيوم المحصنة تحت جبل.

وأشار مسؤول عربي، إلى أن “الإيرانيين يعلمون أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في الدفاع، وهم على يقين بأنها تقدم دعماً لوجستياً أيضاً، لكنهم يريدون ضمانات بأن واشنطن لن تشارك في الهجمات”.

وأبلغت إيران مسؤولين عرب أنها قد تُسرع برنامجها النووي، وتوسع نطاق الحرب إذا لم تكن هناك مؤشرات على إمكانية استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة، بحسب “وول ستريت جورنال”.

لا تنازلات جديدة

لكن الوسطاء العرب قالوا، إنه لا توجد مؤشرات على استعداد إيران لتقديم تنازلات جديدة في المحادثات النووية، وقد تعطلت الجهود الدبلوماسية التي تقودها إدارة الرئيس دونالد ترمب بعد رفض إيران وقف تخصيب اليورانيوم، قبل أن تتوقف المحادثات نتيجة الهجمات الإسرائيلية، الأسبوع الماضي.

وقبل بدء الهجوم، قال مسؤول إسرائيلي رفيع للصحيفة، إن “وقف التخصيب هو الحد الأدنى الذي يمكن لإسرائيل قبوله من إيران”. كما تعرب تل أبيب عن قلقها من دعم طهران للجماعات المسلحة الإقليمية وبرنامجها للصواريخ الباليستية، وهي قضايا قد تعود إلى طاولة المفاوضات في حال وجدت إيران نفسها في وضع حرج.

وقالت مصادر رسمية عربية، إن دول الخليج، بما في ذلك السعودية وقطر وعُمان، تضغط على الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل لوقف القتال.

شاركها.