اخر الاخبار

البرد القارس يودي بحياة رضع فلسطينيين في قطاع غزة

تسببت موجة برد قارس تجتاح قطاع غزة المدمر بسبب الحرب الإسرائيلية، في وفاة عدد من الأطفال الفلسطيين الرضَّع، خلال الأسبوعين الماضيين، وفق ما ذكر مسؤولون في القطاع.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، ارتفاع عدد الوفيات بين حديثي الولادة إلى 6 أطفال نتيجة البرد الشديد في القطاع.

وطالبت الوزارة بإدخال الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية، وتوفير التدفئة في المستشفيات التي لا تزال تعمل جزئياً.

وقال سعيد صلاح، مدير مستشفى أصدقاء المريض الخيري في مدينة غزة لـ”الشرق”: “خلال أسبوعين استقبلنا 9 حالات كانت حرارتهم أقل من 34 درجة مئوية، بين 33 أو 32”.

وذكر صلاح أن أعراض إصابة حديثي الولادة تتمثل في “صعوبة التنفس وانخفاض في ضغط الدم وزُرقة في الأطراف والجسم، وقد تتأثر الكلى والكبد وباقي أجزاء الجسم”.

وأضاف: “هناك نحو 5 حالات توفيت خلال أسبوعين، وليس في يوم واحد، بالأمس كانت آخر حالة، 3 حالات نجحنا في علاجها، وخرجت مع أهلها، وحالة واحدة ما زالت حرجة ومتصلة بجهاز التنفس والأدوية المنشطة”.

ويشهد قطاع غزة دماراً واسعاً، وأغلب سكانه نزحوا مرات عدة، فيما قتلت إسرائيل خلال هذه الحرب أكثر من 48 ألف فلسطيني، فيما تقول الأمم المتحدة إن نحو 70% من الضحايا نساء وأطفال.

العيش في خيام 

وأشار الطبيب المختص برعاية الأطفال حديثي الولادة إلى أن هذه هي المرة الأولى تقريباً التي يشهد فيها قطاع غزة مثل هذه الحالات، وأرجع السبب إلى أن الأطفال يعيشون في خيام من القماش غير قادرة على حمايتهم من البرد الشديد.

من جانبه، عزا الطبيب سامر لبد، أخصائي الأطفال وحديثي الولادة، وفاة أطفال حديثي الولادة إلى “انعدام المآوي الآمنة والبيوت وعدم وجود الكرفانات المناسبة، وعدم وجود التدفئة المركزية في ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر نتيجة الحصار والحرب على قطاع غزة”.




بينما أشار أطباء إلى أنهم يبذلون أقصى ما لديهم، لكن نقص الإمكانيات الطبية والأدوية يحول دون قدرتهم على إنقاذ حياة بعض الأطفال حديثي الولادة، خاصة من ذوي الحالات الحرجة.

وأعرب خلف الحناوي، وهو والد طفل حديث الولادة يتلقى العلاج في المستشفى، عن قلقه بشأن مصير طفله المريض، لعدم توافر الأدوية اللازمة لعلاجه، مشيراً إلى أن طفله أصيب بسبب البرد القارس داخل خيمة الإيواء.

وقال الحناوي في تصريحات لـ”الشرق”: “ابني ساءت حالته، ووصف له الطبيب العلاج اللازم، ولم أجده في صيدليات غزة، كما أن الدكتور لم يوصف بديلاً له”.

منع المساعدات الإنسانية

من جهتها اعتبرت حركة “حماس” أن وفاة أطفال من حديثي الولادة في غزة هو “نتيجة للسياسات الإجرامية للحكومة الإسرائيلية، لا سيما مع استمرار منع إدخال المساعدات الإنسانية ومواد الإيواء لأكثر من مليوني مواطن”.

وطالبت حماس الوسطاء بـ”التحرك الفوري لوقف الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار، وضمان إدخال مستلزمات الإيواء والتدفئة والمساعدات الطبية العاجلة إلى قطاع غزة لحماية الأطفال”.

ويشهد قطاع غزة منذ أيام عاصفة شتوية قوية مصحوبة بانخفاض شديد في درجات الحرارة ورياح عاتية، ما تسبب في اقتلاع مئات الخيام، وغرق أجزاء واسعة من المخيمات بفعل الأمطار الغزيرة، في وقت تعاني فيه العائلات النازحة من نقص حاد في الوقود ووسائل التدفئة”.

وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) حذَّرت مؤخراً من تفاقم معاناة الأطفال حديثي الولادة في غزة، مشيرة إلى أن نحو 7700 رضيع يفتقرون إلى الرعاية الطبية اللازمة، وسط تدهور الأوضاع المعيشية، ونقص الإمدادات الأساسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *