وافق رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان على إعلان هدنة إنسانية لمدة أسبوع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين، فيما لم تصدر قوات الدعم السريع، رداً على هدنة البرهان.
وقال شهود عيان لـ”الشرق”، إن قوات الدعم السريع جدّدت الجمعة، القصف المدفعي على مدينة الفاشر، في أول هجوم من نوعه بعد نحو أسبوعين من الهدوء النسبي بالمدينة. ولم تؤكد قوات الدعم السريع تلقيها الدعوة إلى الهدنة الإنسانية، ولم يصدر أي تعليق عنها بشأنها.
وقال بيان صادر عن مجلس السيادة الانتقالي في السودان، “وافق البرهان خلال اتصال هاتفي على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، على هدنة إنسانية لمدة أسبوع في محلية الفاشر دعماً لجهود الأمم المتحدة وتسهيل وصول الاغاثة للآلاف من المواطنين المحاصرين هناك”.
وشدد البرهان، وفقاً للبيان، على أهمية تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالأوضاع الإنسانية.
وأشار البيان إلى أن “جوتيريش رحب خلال الاتصال الهاتفي بتعيين كامل إدريس رئيساً للوزراء”، مؤكداً دعم الأمم المتحدة للخطوة باعتبارها “تقدّماً مهماً نحو استكمال مسار الانتقال المدني”.
وجدد البرهان التزامه بتشكيل حكومة مدنية من المستقلين، تتولى بكامل الصلاحيات إدارة الجهاز التنفيذي خلال المرحلة المقبلة، وفق البيان.
وكان مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، أعرب في أبريل الماضي، عن قلقه إزاء تدهور أوضاع حقوق الإنسان في الفاشر ومحيطها بولاية شمال دارفور غربي السودان.
وقال تورك في بيان: “شهدت الأيام الأخيرة تصاعداً في أعداد الضحايا المدنيين، واعتداءات على العاملين في المجال الإنساني، وارتفاعاً مقلقاً في حالات العنف الجنسي، وذلك مع تكثيف قوات الدعم السريع لهجماتها على المدينة والمخيمات المجاورة للنازحين”.
وبحسب البيان، لقي ما لا يقل عن 129 مدنياً مصرعهم في مدينة الفاشر، ومنطقة أم كدادة، ومخيم أبوشوك للنازحين خلال الفترة من 20 إلى 24 أبريل الجاري.
وأشارت مفوضية حقوق الإنسان، إلى قتل ما لا يقل عن 481 مدنياً في شمال دارفور منذ 10 أبريل، لكنها قالت إن الحصيلة الفعلية “أعلى بكثير على الأرجح”.
وتحيط الفاشر ثلاثة معسكرات للنازحين، ويعد “زمزم” أكبرها، ويقع على بعد 15 كيلومتراً جنوبي المدينة، وأنشئ في عام 2004 بعد اندلاع النزاع في دارفور، ويستضيف نحو 75 ألف شخص، معظمهم من الذين فروا من مناطقهم الأصلية خلال الصراع المسلح.
وتمثل الفاشر رمزية سياسية واقتصادية وتاريخية مهمة، بوصفها حاضرة إقليم دارفور، وإحدى أهم المدن السودانية، وكانت مقراً للسلاطين الذين توالوا على حكم المنطقة، وأشهرهم السلطان علي دينار، علاوة على أنها مدينة تجارية وثقافية.