تستعد القوات الجوية الأميركية لإجراء أول اختبار طيران لصاروخ كروز الهجومي فرط الصوتي (HACM) خلال خريف هذا العام، والذي يعمل بمحرك “سكرامجت” (Scramjet) ويبلغ سرعته ماخ 5، ويهدف إلى تمكين المقاتلات والطائرات المسيّرة المسلحة مستقبلاً من تنفيذ ضربات دقيقة وعالية السرعة.
وأعلن مطورو الأسلحة في سلاح الجو الأميركي أن صاروخ HACM، الذي تطوره شركة (RTX)، سيخضع لاختبارات أولية خلال السنة المالية 2026، التي تبدأ في الأول من أكتوبر، وفقاً لموقع Warrior Maven.
وتشير وثائق الميزانية غير السرية للقوات الجوية الأميركية إلى أن الإنفاق على هذا السلاح سيرتفع من 354 مليون دولار في السنة المالية 2025 إلى 802 مليون دولار في العام التالي.
ويبدو أن أحد أسباب هذا التوجه يعود إلى المقارنة بين HACM وسلاح الاستجابة السريعة الذي يطلق من الجو AGM-132 (ARRW) التابع لشركة “لوكهيد مارتن” (Lockheed Martin).
ويفضل قادة القوات الجوية صاروخ HACM لأنه يتمتع بمدى أطول، وحجم أصغر، ومرونة أكبر، ما يجعله مناسباً لدمجه في مقاتلات مثل F-15E وF/A-18F.
في المقابل، يتم تحميل صاروخ ARRW على قاذفات استراتيجية مثل B-52، وقد واجه الصاروخ مشكلات كبيرة خلال مراحل تطويره، ما أدى إلى إلغاء البرنامج في مارس 2023 بعد سلسلة من الاختبارات الفاشلة.
ورغم ذلك، استمرت بعض الاختبارات غير المعلنة بعد الإلغاء، قبل أن تعلن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) لاحقاً وقف البحث والتطوير.
لكن في تحول مفاجئ مطلع هذا العام، أعيد إحياء برنامج ARRW، وقررت القوات الجوية الأميركية تخصيص ما يصل إلى 387 مليون دولار لشرائه خلال السنة المالية 2026.
وأوضح رئيس أركان القوات الجوية الأميركية الجنرال ديفيد ألفين، خلال جلسة استماع في الكونجرس، أن القوات الجوية بحاجة إلى كل من HACM وARRW، مؤكداً أن كليهما ضروري لمجاراة التقدم الروسي والصيني في مجال الأسلحة فرط الصوتية.
وفي الوقت نفسه، تسعى الولايات المتحدة إلى توسيع نطاقات اختبار الأسلحة فرط الصوتية، خاصة فوق اليابسة.
وقد تم التوصل إلى اتفاق مع أستراليا لاستخدام مناطق نائية في الأقاليم الشمالية ضمن إطار اتفاقية “تجربة أبحاث الطيران المتكاملة للصليب الجنوبي” (SCIFiRE)، وهي معاهدة تمتد لـ15 عاماً بين البلدين.
وسيشمل التعاون البحث في مجالات محركات “سكرامجت”، وأجهزة الاستشعار، ومواد التصنيع، باستخدام طائرات تكتيكية مثل F-35A وF/A-18F وEA-18.