قال مسؤولون أميركيون لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إن وزارة الدفاع “البنتاجون” فرضت قيوداً على أوكرانيا بشأن استخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى لضرب أهداف داخل روسيا.

وبحسب المسؤولين، فإن آلية الموافقة داخل “البنتاجون” حالت دون تمكّن أوكرانيا من إطلاق أي من صواريخ ATACMS الأميركية بعيدة المدى ضد أهداف في روسيا منذ أواخر الربيع الماضي.

وذكر اثنان من المسؤولين أن كييف طلبت مرة واحدة على الأقل استخدام هذه الصواريخ ضد هدف داخل الأراضي الروسية، لكن طلبها قوبل بالرفض.

وطوّر البنتاجون “آلية المراجعة” للفصل في طلبات كييف لاستخدام الأسلحة الأميركية بعيدة المدى وكذلك تلك التي تقدمها دول أوروبية، وذلك من خلال الاستناد إلى بيانات استخباراتية. وتمنح هذه الآلية وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث الكلمة الفصل في السماح باستخدام صواريخ ATACMS، التي يبلغ مداها نحو 190 ميلاً، لضرب روسيا.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن “الرئيس (دونالد) ترمب كان واضحاً بأن الحرب في أوكرانيا يجب أن تنتهي”، مضيفة: “لا يوجد تغيير في الوضع العسكري بين روسيا وأوكرانيا في الوقت الحالي، الوزير هيجسيث يعمل بانسجام تام مع الرئيس ترمب”.

وأنهت “آلية المراجعة” عملياً القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في سنته الأخيرة بالبيت الأبيض، والذي سمح لأوكرانيا باستخدام ATACMS داخل روسيا.

“لا انتصار دون هجوم على روسيا”

وقال ترمب في منشور على شبكة “تروث سوشيال”، الخميس،  إن أوكرانيا لا يمكن أن تنتصر على روسيا ما لم تستطع “الهجوم”، في الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

لكن مسؤولين أميركيين قالوا إن تصريحات ترمب لا تعني تغييراً في السياسة أو إنهاء آلية المراجعة.

ولم تعتبر صواريخ ATACMS ولا غيرها من الأسلحة بعيدة المدى مثل صواريخ “ستورم شادو” البريطانية، نقطة تحوّل في الحرب، لكنها مكنت أوكرانيا من تهديد مقار القيادة الروسية والقواعد الجوية البعيدة عن خطوط المواجهة.

وتشمل آلية المراجعة الأميركية أيضاً صواريخ “ستورم شادو” لكونها تعتمد على بيانات استهداف أميركية.

وكان ترمب قد هدّد بزيادة العقوبات على الكرملين وفرض رسوم جمركية على شركائه التجاريين الرئيسيين إذا لم يوافق على وقف إطلاق النار، لكنه أجّل القرار بعد قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.

وفي يوليو، تعهد ترمب بتزويد كييف بأسلحة جديدة شرط أن تتحمل أوروبا تكاليفها، وذلك بعد توقف مؤقت لشحنات الأسلحة الأميركية لدراسة حجم المخزون. وقال حينها: “لسنا بصدد توفير أسلحة بعيدة المدى تستهدف موسكو”.

وهذا الأسبوع وافقت الإدارة الأميركية على صفقة بقيمة 850 مليون دولار تتضمن 3350 صاروخاً بعيد المدى من نوع ERAM (مدى 150 إلى 280 ميلاً)، بتمويل أوروبي في الغالب، ومن المقرر أن تصل إلى أوكرانيا في غضون 6 أسابيع، لكن استخدامها سيحتاج أيضاً إلى موافقة البنتاجون.

شاركها.