البنتاجون يوسّع التحقيقات في استخدام هيجسيث لـ”سيجنال”

وسّع المفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) نطاق التحقيق بشأن مشاركة وزير الدفاع، بيت هيجسيث، خططاً عسكرية عبر محادثة ثانية عبر تطبيق “سيجنال”، كانت تضم زوجته وشقيقه، وذلك وفقاً لما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مساعد في الكونجرس وشخص آخر مطلع على مجريات التحقيق.
وكان المفتش العام بالإنابة، ستيفن ستبينز، أعلن الشهر الماضي عن فتح تحقيق رسمي حول استخدام هيجسيث لتطبيق مراسلة تجاري متاح للعامة ولا يُصنف ضمن القنوات الرسمية أو الآمنة المعتمدة لنقل المعلومات الحساسة، وذلك لمناقشة الضربات الجوية الأميركية في اليمن.
ويتعلق التحقيق بمحادثة على تطبيق “سيجنال” جمعت بين هيجسيث وعدد من كبار المسؤولين في الإدارة، كانت مجلة “ذا أتلانتيك” قد كشفت عنها في مارس الماضي.
ولم يكن معروفاً من قبل أن التحقيق يشمل أيضاً محادثة أخرى كشف عنها تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” بعد إعلان ستبينز. ويوسّع هذا التطور نطاق المخاطر التي يواجهها هيجسيث، الذي أنكر تسريب أي معلومات سرية، واتهم خصومه بتأجيج الجدل من خلال تسريبات متعمدة.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس دونالد ترمب، الخميس، عن إجراء تغيير في منصب مستشار الأمن القومي، مايك والتز، الذي تراجعت مكانته داخل البيت الأبيض جزئيا بسبب تورطه في قضية “سيجنال”.
وأوضح ترمب أن والتز سيتم ترشيحه لتولي منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، بينما سيتولى وزير الخارجية الحالي، ماركو روبيو، مهام مستشار الأمن القومي بشكل مؤقت.
مشاركة تفاصيل الخطط
ويركّز المفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية جزئياً، على تحديد الجهة التي نقلت معلومات من نظام حكومي شديد السرية إلى تطبيق “سيجنال” التجاري الذي استخدمه وزير الدفاع بيت هيجسيث، بحسب مصدر مطّلع على سير التحقيق.
ففي الساعات التي سبقت الضربات الجوية الأميركية على اليمن في 15 مارس، أرسل الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية المسؤولة عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، خطط الضربات عبر بريد إلكتروني آمن لا يمكن الاطلاع عليه إلا من خلال نظام حاسوبي مخصص للمعلومات المصنّفة بدرجة عالية من السرية.
وبعد دقائق فقط من إرسال كوريلا لرسالته، ظهرت بعض تفاصيل الخطط في إحدى مجموعات “سيجنال” التي شارك فيها هيجسيث، وفقاً لما أكدته مصادر دفاعية.
وبحسب المصادر المطلعة، لا يمكن نقل المعلومات بسرعة من نظام مصنّف إلى نظام غير مصنّف، مما يعني أن تسريب هذه التفاصيل تطلّب إعادة كتابتها يدوياً، وهي مسألة يحاول مكتب المفتش العام التحقق منها.
وإلى جانب هيجسيث، كان هناك عدد من مساعدي “البنتاجون” بالقرب منه عند وصول رسالة كوريلا، بحسب ما ذكره مسؤولون في وزارة الدفاع.
وتشير محادثة “سيجنال” الأولى، التي نُشرت تفاصيل منها من قبل مجلة “ذا أتلانتيك”، إلى أن هيجسيث شارك معلومات حساسة للغاية، بما في ذلك التوقيتات الدقيقة لاستخدام طائرات F-18، والطائرات المُسيّرة MQ-9 Reaper، وصواريخ توماهوك في هجوم 15 مارس.
ويشار إلى أن رئيس تحرير المجلة، جيفري جولدبرج، أُضيف إلى المحادثة عن طريق الخطأ.
“تحديد مدى التزام وزير الدفاع”
وأعرب بعض النواب الجمهوريين عن دعمهم لهيجسيث، فيما قال آخرون إنهم ينتظرون نتائج التحقيق قبل اتخاذ موقف نهائي.
ووفقا للمسؤولين، فإن مكتب المفتش العام يملك صلاحية التحقيق في المحادثة الثانية دون الحاجة لإبلاغ “الكونجرس” بشكل مباشر.
وجاء في بيان المكتب عند إعلان التحقيق: “الهدف من هذا التقييم هو تحديد مدى التزام وزير الدفاع وغيره من موظفي الوزارة بسياسات وإجراءات وزارة الدفاع الخاصة باستخدام تطبيقات المراسلة التجارية في الشؤون الرسمية”.
ولم يتضح بعد متى سيتم الانتهاء من التحقيق.
وتُظهر المعلومات أن هيجسيث أنشأ مجموعة “سيجنال” الثانية قبل جلسة تأكيد تعيينه في مجلس الشيوخ كوزير للدفاع في يناير، وضم فيها أفرادا من عائلته وبعض المساعدين وآخرين. واستمر نشاط المجموعة حتى بعد تولّيه المنصب رسميا.
وامتنعت وزارة الدفاع عن التعليق، وفق الصحيفة.
من جانبه، قال ترمب مؤخراً إنه تحدث إلى وزير دفاعه بشأن إدارته الأخيرة للبنتاجون، بما في ذلك استخدام “سيجنال” وقراراته بعزل كبار مساعديه.